ما بين " الإندهاشة" و "الإنتكاسة" نحيا

اوعاد الدسوقي: ما بين " الإندهاشة" و "الإنتكاسة" نحيا ما بين " الإندهاشة" و " الإنتكاسة" نحيا ... هذا هو بإختصار توصيف الحالة التي بتنا عليها نحن معشر المصريين فمع إشراقة شمس كل يوم نجد أنفسنا أمام أحداث جسيمة, أخبار عجيبة , تصريحات غريبة .

قرارات عشوائية, أفعال عبثية و الكثير و الكثير من الأشياء الغير منطقية و اللامعقولة التي تصيبنا جميعا _ما عدا أرباب النظام و الموالين له _ بالحسرة. فلا يكاد المواطن أن يفيق من متاهة الأخبار المتواترة عن الصراعات السياسي و الانهيارات الاقتصادية و الفتن الطائفية و ما يصاحبها من حروب نفسية و كلامية و إشاعات مغرضة ليدخل دوامة الإندهاش من التصريحات الصادرة عن عقليات تعاني من الغشم السياسي مثل تلك التي تتهم جهاز المخابرات بتجنيد 30,000 بلطجي , أو الداعية لعودة اليهود و غيرها من التخاريف العريانية!

اما السيد رئيس الجمهورية فقد دخلنا معه مرحلة جديدة من التطور الإندهاشي بل وصلنا علي يديه إلي ذروة هذا التطور لـ قدرته الفائقة علي وضعنا بشكل دائم في حالة إندهاش بفضل استخدامه مفردات و تعبيرات تحتاج في مجملها إلي قاموس للترجمة بدءا من " اللجلجة و الأبلجة , الحارة المزنوقة, منحدر الصعود , وقع في ركبكم ...و صولا إلي حديث الأصابع .

فـ بالأمس القريب و خلال زيارته للسودان الشقيق مارس هوايته المفضلة و وضعنا بشكل مباغت في حالة إندهاش من نوع خاص تحول بعدها الي نوبه ضحك ممتزجه بالبكاء من هول المفاجأة التي جاءت في تصريحاته بـ" أن مصر قد نهضت" حقا يا ريس مصر قد نهضت!!!!!

ادهشنا أكثر!! أتحفنا!! اشجينا!! أعلن للعالم أن مصر قد نهضت!! أجعلهم يرون بأم أعينهم تلك النهضة و أثرها علي الكهرباء و كيف أصبحت لا تنقطع و المياه رقراقة نقية .. منتجات البترول متوفره .. الأمن مستتب فلا جرائم و لا تحرش أو انتهاك .. المصانع تعمل بكامل طاقتها .. السياحة نسبة اشغالها 100% ... الخ

و لكن نحن شعب ظالم مفتري لا يعجبه العجب ينكر الإنجازات و النهضة التي عمت أرجاء البلاد ... قول يا ريس لا فض فوهك أن مصر قد نهضت نعم لقد نهضت و بقوة لدرجة أنها إنكبت علي وجهها!. و من الإندهاشة إلي الإنتكاسة يا مصري لك ( الله) حيث تعتبر الإنتكاسة الأخلاقية التي نراها بوضوح في تصرفات معظم المواطنين هي الأصعب و الأخطر بعد أن غابت القيم و انحرفت المعايير و اختلت الموازين نتيجة الالتباس في تفسير معني الحرية و يلي ذلك من حيث الخطورة الإنتكاسة الاقتصادية و عن ذلك حدث ولا حرج ,نهيك عن إنتكاسة دولة القانون في مقابل ازدهار دولة المليشيات و شريعة الغاب ...

صورة مصر مؤلمة قاتمة الألوان في ظل تردي الأوضاع .. و لكن نأمل أن يحمل لنا الغد بصيص من الأمل يخرجنا من دائرة الإندهاشة و الإنتكاسة إلي دائرة الإنتعاشة؟! د. اوعاد الدسوقي awaad99@gmail.com