سوريا تقصف اهدافا في لبنان .. وتبادل للنار مع اسرائيل بالجولان
جراءة نيوز - عربي دولي:
قصفت طائرة مروحية سورية امس منطقة حدودية داخل الاراضي اللبنانية، في هجوم هو الثاني من نوعه في اقل من شهر.
وقال مصدر امني لبناني «اطلق الطيران المروحي السوري صاروخين على منطقة جبانة الشميس عند اطراف بلدة عرسال» في شرق لبنان الواقعة على الحدود مع سوريا. واوضح المصدر ان الصاروخين سقطا «على بعد مئات الامتار من حاجز للجيش اللبناني»، مشيرا الى « أنه لم يتم حتى الآن التبليغ عن اصابات بشرية، لافتا الى» أنها ليست المرة الاولى التي يستهدف الطيران السوري تلك المنطقة «.
من جهته، افاد نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي في اتصال هاتفي ان الصاروخين «سقطا في ارض صخرية خالية، ولم يؤديا الى اي اضرار مادية او بشرية». وعرسال هي بلدة ذات غالبية سنية، وسكانها متعاطفون جدا مع المعارضة السورية. .
في المقابل، وذكر مصدر أمني أن مسلحين لبنانيين مؤيدين للانتفاضة السورية فتحوا النار قبل فجر امس على قافلة شاحنات متجهة الى سوريا في مدينة طرابلس مما أدى الى مقتل سائق.
يأتي هذا عقب سلسلة من الهجمات نفذتها مجموعات لبنانية مناهضة للاسد مستهدفة امدادات متجهة من لبنان الى سوريا.
من جهة ثانية، اعلن الجيش الاسرائيلي ان دبابة اسرائيلية اطلقت نيرانها مساء الثلاثاء في اتجاه الاراضي السورية بعد سقوط قذيفة هاون اطلقت من الاراضي السورية داخل المنطقة التي تحتلها اسرائيل من مرتفعات الجولان، مصحوبة بعيارات نارية من اسلحة خفيفة.
وافاد بيان عسكري «في حادث هو الثاني هذا المساء في هضبة الجولان، تعرضت دورية للجيش الاسرائيلي لاطلاق نار من سلاح خفيف عند الحدود الاسرائيلية-السورية. لم تسجل اصابات او اضرار». واضاف البيان «ردا على ذلك، اطلق الجيش النار على مصدر النيران واصابه بدقة».
وكانت متحدثة عسكرية اسرائيلية اشارت في وقت سابق الى سقوط قذيفة هاون مصدرها سوريا في جنوب الجولان الذي تحتله اسرائيل من دون ان تسفر عن ضحايا او خسائر. واعتبر الجيش الاسرائيلي ان هذه الحوادث «خطيرة» وتقدم بشكوى رسمية لدى قوة مراقبة خط فض الاشتباك في الجولان المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا. وفي وقت سابق الثلاثاء كرر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون تحذيره من الرد على اي اطلاق نار من الجانب السوري.
وقال «سواء كان (اطلاق النار) يستهدف اراضينا ام لا، سنرد لاسكات مصدر النيران كما حدث الاسبوع الماضي».
على «جبهة دمشق»، اكد مصدر عسكري امس تأكيده ان دمشق «ستبقى آمنة» و»كافة تشكيلات» القوات السورية ستكون «على اهبة الاستعداد» للدفاع عنها، مشددا على ان مصير كل من يقترب منها «لتدنيسها» هو «الموت المحتم».
يأتي ذلك في ظل معارك عنيفة وتصعيد عسكري مستمر منذ ايام بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بعض الاحياء الواقعة عند اطراف دمشق وفي المناطق المحيطة بالعاصمة.
ونقلت صحيفة الوطن المقربة من السلطة عن مصدر عسكري مسؤول لم تكشف عن هويته قوله ان الجيش «لن يسمح لأي من الارهابيين بتدنيس أرض دمشق التي ستبقى آمنة».
واضاف «حذرنا مرارا وتكرارا المجموعات الإرهابية بكل الوسائل المتاحة ان اي اقتراب من دمشق يعني الموت المحتم لها ولقادتها»، مشيرا الى «محاولات تسلل تحصل من عدة محاور وغالبا ما يقتل جميع المتسللين أو أغلبيتهم ويفر الآخرون».
سياسيا، اتهم الرئيس السوري بشار الاسد رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان بـ»الكذب» في كل ما يتعلق بالازمة السورية منذ بدايتها، وذلك في تصريحات الى قناة تلفزيونية وصحيفة تركيتين، بحسب ما اوردت صفحة الرئاسة السورية على موقع «فيسبوك» امس .
ويقول الاسد بحسب مقطع فيديو صغير نشر على الصفحة «اردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدات الازمة في سوريا». وفي مقطع اخر من المقابلة، يقول الاسد ايضا ان «موقف رجال الدين ومنهم الدكتور (محمد سعيد رمضان) البوطي كان اساسيا في افشال.. المخطط الذي يهدف لخلق فتنة طائفية لذلك اغتالوا الدكتور البوطي .. واغتالوا عددا من رجال الدين سابقا». وتوضح الصفحة ان المقابلة ستبث كاملة عبر القناة التركية الجمعة. ويتضمن الشريط صورا للرئيس وهو يخرج من باب عريض الى رواق حيث كان ينتظره صحافيون، فيسلم عليهم ويدخل معهم الى قاعة استقبال حيث جلسوا يتحادثون.
وفي اطلار الاتهامات ايضا، شنت صحيفة الثورة الحكومية هجوما على حماس وعلى رئيسها
خالد مشعل الذي وصفته «بالقزم»، معتبرة ان الحركة نقلت بندقيتها «من الكتف المقاوم الى الكتف المساوم». وذكرت «الثورة» امس «من قطر جاءنا خالد مشعل، يومها لم تكن أصبحت قطرالعظمى ولم يكن هو خالد القزم بلا قضية اللهم الا قضية الاخوان، فلم يجد في الميدان الا سوريا، اذ كان يعلن عن نفسه كبندقية تحرير وفقط ، وبالتالي لم يكن له من جهة الا سوريا».
من جهته، أكد المراقب العام لإخوان سوريا رياض الشقفة أنه لا يعرف السر وراء ما وصفه «بموسم الهجوم» على إخوان سوريا وأشار إلى أن الاتهامات التي كيلت لجماعته مؤخرا «تافهة ولا قيمة لها» ، معربا عن اعتقاده أن تجارب الإسلاميين المتقلدين للسلطة في بعض الدول العربية ربما كان لها تأثير في هذا الصدد.
واعتبر الشقفة الهجوم على إخوان سوريا وكيل الاتهامات لها «نوع من الهجوم الهادف لإضعاف الثورة السورية عبر تمزيق المعارضة» «.
ونفى الشقفة صدور أي بيانات صحفية من قبل القيادة المشتركة للجيش الحر تهاجم الإخوان وتكيل لهم الاتهامات ، وأكد أن «كاتب تلك البيانات التي حملت رسائل هجومية علي إخوان سوريا فهد المصري مجرد شخص مدعي ولا يمثل الجيش الحر ولا قياداته ، وذلك طبقا لتأكيد المسؤول الإعلامي للجيش الحر».
ونفى الشقفة أن يكون للإخوان أي دور في اختيار أو دعم غسان هيتو لتولي رئاسة أول حكومة للمعارضة السورية ، وكذلك نفى أن يكون لهم أي دور في تقدم رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب باستقالته. وأوضح «لم نرشح هيتو ولسنا سببا في استقالة الخطيب ، والحديث حول ذلك لا أساس له من الصحة ، وبالمثل الحديث عن سيطرتنا على كل من المجلس الوطني ثم الائتلاف الوطني لا أساس له من الصحة ، فتمثيل الإخوان في كل منهما يقل عن عشرة في المئة».
جدد الشقفة التعهد بعدم السعي للسلطة وعدم التفرد بها ، وقال «حتى لو حصلنا على الأكثرية فلن نحكم منفردين ولن نقصي أحدا .. الشعب السوري اكتفى من الحزب الواحد والقائد الواحد».
وسخر من الأحاديث التي ترددت عن وجود اتفاق بين الولايات المتحدة وإخوان سوريا». كما سخر الشقفة من الحديث عن وجود ما يعرف بـ»جهاد النكاح» في سورية ، واصفا ذلك بـ»الفبركات الإعلامية التي لا أساس لها».
ورفض الشقفة ربط «جبهة النصرة» بالإرهاب ، وقال «لم يثبت لدينا أنها مارست أي عمل إرهابي ضد أي من مكونات شعبنا السوري مسيحيين أو علويين أو غيرهم ، وإذا ما ثبت لدينا هذا فسندين ذلك على الفور».
انسانيا، في بعض قرى شمال سوريا، يجمع سوريون الاعشاب على انواعها من الحقول ليقتاتوا بها مع عائلاتهم بعدما نزحوا من منازلهم وقراهم هربا من اعمال العنف الى مناطق اكثر امنا نسبيا.
ويقول هشام (24 عاما) الذي فر الى خربة الخالدية، وهي عبارة عن حقل كبير في محافظة حلب (شمال) قريب من الحدود التركية «نأكل الاعشاب ونجمع مياه الامطار الراكدة لنشرب ونغتسل».
وتقول ناهدة (35 عاما) وهي ام لسبعة اطفال «نقتلع الاعشاب من الحقول، النعناع والخبيزة، ونطهوها... لم يعد لدينا شيء آخر نأكله». وتضيف وهي محاطة بنساء اخريات «كل عائلة تحصل على كيلوغرام من البطاط كمساعدة شهرية. وكأن كل منا يمكنه ان يعيش على حبة واحدة من البطاط في الاسبوع!».
اخيرا، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان فرنسا لم تحسم بعد موقفها بشأن رفع الحظر على ارسال اسلحة الى سوريا، مؤكدا انه يجب تحديد «ما اذا كان من الممكن ان نثق» في المعارضة السورية. وقال «لن نسلم اسلحة اذا كانت هذه الاسلحة ستذهب الى متطرفي المعارضة» السورية.