التمدد الشيعي في مصر
تقارب مرفوض رغم أن كثيراً من المصريين كانوا يعيبون على النظام المخلوع سلبيته، وينتقدون سوء إدارته، إلا أنه كان يتمتع بروح الشدة والحسم، ويشهد التاريخ بأن له اليد الطولى في إجهاض التمدد الشيعي في مصر.
ليس بخافٍ على أحد أن الشيعة حاولوا مراراً وتكراراً تشييع أرض الرباط، ولكن لحنكة ويقظة رجال الأمن، الذين وقفوا لهم بالمرصاد، كانوا يعملون في الخفاء، حتى إن أكثرهم كان لا يجرؤ على الإفصاح عن مذهبه، خوفاً من البطش به.
قديماً حاول الفاطميون الإسماعيليون نشر دعوتهم الباطلة في كثير من الدول العربية التي احتلوها، من خلال الاستعانة بمواطنيها الصوفيين، إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، لأنهم كانوا يعتنقون المذهب السني. صحيح أنهم تركوا بعض عاداتهم السيئة التي كانت وبالاً على أهل هذه البلاد، من إحياء للموالد، وزيارة للقبور، والتضرع لساكنيها، إلا أنهم لم يفلحوا في تغيير مذهبهم العقائدي، إلا القليل منهم، والذين باعوا آخرتهم من أجل المال.
رغم أن حكم الفاطميين انتهى عام 1171م، إلا أن حلفاءهم لم ييأسوا، واستغلوا ضعف نفوس بعض رجال الدين وحاجتهم الماسة إلى المال، ليساعدوهم على تنفيذ مخططهم الموبوء، إلى أن نجحوا في تجنيد حسن شحاته، إمام مسجد كوبري الجامعة بالجيزة، في تسعينات القرن الماضي، ليعلن بكل بجاحة ووقاحة تشيعه من خلال المنابر السنية، ما حدا بأجهزة الأمن لاعتقاله.
مع كل ذلك، لم يهدأ باله، ولم يستقر ضميره، وظل ينفث سمومه، مستعيناً بدعم إيران وحلفائها له، وساعده في ذلك غزو أميركا للعراق، الذي منح الشيعة فرصة الدخول إلى مصر، مستغلين تعاطف السلطات معهم، ما منحه قوة لنشر تشيعه على الملأ، وتلاه ثورة الخامس والعشرين من يناير، وما أعقبها من انفلات أمني، ساعده على الجهر بدعوته دون مضايقات أمنية.
رغم أن العلاقات العربية ــ العربية تمر بمرحلة صعبة، تحتاج إلى تضميد الجراح، ولمِّ الشمل، وتقوية الأواصر، ليكونوا سداً منيعاً أمام المد الشيعي، الذي ينذر بالخطر، ما لم ينتبه له الحكام. في الوقت الذي يباد فيه أهل السنة على أيدي الشيعة الصفويين، في العراق الحبيب، وسورية الجريحة، ويحاولون قلب نظام الحكم في البحرين الشقيق، ويمدون الحوثيين بالمال والعتاد في اليمن السعيد، يقوي النظام المصري علاقاته مع إيران، داعمة الإرهاب، وأس الفساد، ومن كانت سبباً في احتلال العراق، وتسعى جاهدة لزعزعة أمن دول الخليج العربي. النظام المصري يتعامل مع المواطنين على أنهم إخوان مسلمون، ونسي أن جماعته لا يتعدى أفرادها الـ10% من سكان البلاد، الذين يتجاوز تعدادهم 90 مليون نسمة.
يا سيادة الرئيس، تقوية العلاقات مع إيران مرفوض جملة وتفصيلاً، كفانا ما يحدث بين قطبي الوطن، مسلمين ومسيحيين، من فتنٍ طائفية، كل فينة وأخرى، ولسنا بحاجة إلى استيراد فتنٍ جديدة من الخارج، نحن في غنى عنها. كنت أتمنى من النظام المصري، أن يقوي علاقاتنا بأشقائنا العرب، لأنهم إخواننا وبنو جلدتنا، وهذا من أبسط حقوقهم علينا، بدلاً من مساعدة إيران على الخروج من عزلتها، ومساعدتها في زعزعة أمن دول الخليج.