المناهج الكارثيه من المتعارف عليه ان العمليه التعليميه تقوم على عنصرين مهمين هما الكوادر البشريه والمناهج التعليميه فنحن قطعنا شوطا لا بأس به في تاهيل الكوادر البشريه من دورات اعداديه و اساليب متنوعه ساهمت في رفع كفاءة المعلم المهنيه.

في المقابل وللاسف لم تستطع وزارتنا اصدار مناهج تعليميه عصريه تتناسب ومستويات الطلبه العقليه حيث ادى هذا الامر الى تاخر في التحصيل المعرفي للطلبه لان الماده المعطاه اكبر من عقلية وتفكيرالطالب لان بعض من يمارسون التاليف يظنون ان اعتماد مواد صعبه سوف يعمل على تحسين سمعة الاردن التعليميه على المستوى الاقليمي.

في هذا المقال سوف استعرض بعض الملاحظات حول مادتي الرياضيات واللغه الانجليزيه فقط كمثالين على واقع مناهجنا التعليميه: اولا:مادة الرياضيات:تخيلوا ان طلاب الصف الاول الاساسي واللذين من المفترض ان يتم التركيز في تدريسهم على العمليات الحسابيه البسيطه في هذا السن يتم اعطاءهم وحده تسمى ب "الكسور" فبالله عليكم ايعقل هذا؟!!!.

اما الصف الثاني فالطلبه يطلب منهم حل مسائل حسابيه من اربع خانات جمعا وطرحا وهناك تذمر شديد حول مادة الرياضيات للصف الثاني من الاهالي وحتى معلمي الصفوف الاولى ... وكذلك الحال بالنسبه للصف الثالث فلديهم وحده تسمى "بالهندسه" واخرى تسمى "الاحصاءات والاحتمالات" وكأننا تعامل مع طالب يدرس مادة الرياضيات في احدى الجامعات...

حتى ان معلمي الرياضيات يواجهون صعوبه في هذه الماده فكيف بالطالب الذي يكن كرها لهذه الماده في الاصل!!! بصراحه انا لم اسمع عن مسميات بعض الوحدات الا في الكليات والجامعات!!!

ثانيا:اللغه الانجليزيه...بصفتي مدرس لهذه الماده فاولى الملاحظات هي تدريس هذه اللغه من الصف الاول جنبا الى جنب مع اللغه العربيه اللغه الام.... فبالله عليكم كيف لهذا النشء ان يوفق في اتقان اللغتين كتابة وقراءه..فلوتم تدريس هذه اللغه من الصف الثالث لكان افضل بكثير!!! .

قضيه اخرى لاحظتها في طريقة كتابة بعض الاحرف كحرفي الاي والال فهي تكتب هكذا"ا" فهذ الطريقه جعلت الطلاب يخطئون كثيرا في قراءة هذه الاحرف لأن الكتابه واحده وبالتالي يحصل عندهم لبس كبير.

علاوه على ذلك هناك صعوبه في هذه الماده بالاخص في الصفوف المتوسطه فتخيلوا معي يطلب من طالب في الصف السابع كتابة قصه تحقيق بوليسيه وكأن هذا الطالب ولد في لندن او نيويورك..شيء لا يفهم ابدا

في نهاية الحديث,هناك عدة اسباب وراء هذا التخبط في وضع المناهج منها على سبيل المثال لا الحصر ان من يضع هذه المناهج هم بروفيسورات ودكاتره جامعيون يدرسون في جامعات وبون شاسع بين عقول هؤلاء وبين طلاب المدارس ولهذا نرى الخلط بين المواضيع المدرسيه والجامعيه الى ابعد حد ..

السبب الاخر هو تحييد المعلمين وعدم اشراكهم في عملية التاليف وجعلهم عنصر ترجمه وشارح لما يكتبه الاكاديميون ذوو الشهادات العاليه اللذين لا علاقة لهم في الميدان ,فلو تم اشراك المعلمين لكان اجدى واكثر نفعا لان المعلم هو محور العمليه التعليميه وهو ادرى بمستوى الطلاب الفكري والعقلي.

ان استمر الحال كما هو عليه لن نحصل على نماذج انشتاينيه بل مزيد من الغباء ومزيد من الاحباط وبالتالي عوض الله على العمليه التعليميه برمتها لانه كما يقال "الزايد اخو الناقص" طبعا كما وكيفا.