قمة الدوحة أمام ملفات مزمنة ومستجدة وشارع عربي يريد التغيير والإصلاح

جراءة نيوز -عربي دولي-وكالات:

فرشت الدوحة بساطها الأحمر لاستقبال قادة العرب لعقد قمة اليوم الثلاثاء، يدخلها رؤساء جدد وصلوا إلى سدة الحكم في أعقاب ثورات شعبية، بينما تنتفض شعوب على أنظمتها، وأخرى تضغط للمشاركة في الحكم وصنع القرار .

وبين الملفات المزمنة والأخرى المستجدة، تتراكم القضايا والتداعيات السياسية على طاولة القمة، فيما يبقى الشارع العربي متطلعا إلى مخرجات تسهم في إيجاد حلول سياسية واقتصادية تبدد حالة الإحباط واليأس من نتائج العمل العربي المشترك على مدى عقود خلت.

يقول دبلوماسيون عرب ان حجم التطلعات والآمال المعقودة على القمة فرضت قضايا بقوة على جدول الاعمال، فهذا اللقاء يأتي في ظل أحداث وتطورات ومتغيرات إقليمية ودولية متسارعة تتطلب توحيد الكلمة والمواقف وتنسيق الجهود السياسية.

ويريد الشارع العربي القمة أن تحقق إنجازات سياسية واقتصادية حقيقية لا انجازات إعلامية، وتعبّر عن تطلعات المواطن العربي، وتضع الأسس وتبلور الرؤى.

فعلى مدى ما يقارب العامين والمواطن العربي يعيش في دوامة فكرية ومعيشية انعكست على واقعه اليومي في إطار من التساؤلات التي لم يجد لها إجابات واضحة تتعلق بمستقبله وواقعه السياسية والمعيشي.

كما تريدها الشعوب العربية ـوالقول هنا لوزير خارجية قطرـ قمة تستفيد من دروس الماضي وتواجه تحديات الحاضر وتنشط آليات العمل المشترك حتى «نكون مؤثرين في الأحداث وليس فقط متأثرين بها وحتى نصبح أكثر قدرة على حماية مصالح دولنا وشعوبنا والانتصار لقضايا أمتنا العادلة وحقوقها المشروعة».

فالشارع العربي سئم مشاهد الدم والاقتتال المأساوية في عدد من بلدانهم، فيما تتردى الاوضاع في فلسطين المحتلة، وتكرر مشاهد الجياع في الصومال الذين يواجهون مجاعة ونزاعات داخلية، ناهيك عن بطالة مستفحلة بين صفوف الشباب على امتداد الوطن العربي.

أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي يرى، أن الوضع الراهن يتطلب عملا يحقق آمال المواطن العربي.

وفتح آفاق المستقبل للامة العربية وتقديم حلول جديدة عملية لما تعانيه الامة من مشكلات وازمات طاحنة.

بيد ان الواقع يفرض نفسه بقوة، فالدول العربية تأتي الى القمة ومعها ملفاتها وقضاياها الداخلية والخارجية.

فالقيادات الجديدة التي أنتجها الربيع العربي تريد أن تفرض قواعد جديدة للعبة السياسية العربية مثل تونس ومصر وليبيا بينما تأتي دول أخرى وفي جعبتها هموم سياسية واقتصادية ضاغطة تفرضها مطالب شعبية للاصلاح.

بينما يبقى الملف الايراني ومحاولاته بتعزيز نفوذه في دول الخليج العربي، الملف الاكثر ضغطا على دول مجلس التعاون الخليجي.

ومع أن القضية الفلسطينية التي هي القضية العربية المزمنة الحاضرة في كل القمم واللقاءات، الا أن الاوضاع الدامية في سوريا تتصدر كل النقاشات وتتقدم على كل الملفات على ما قاله دبلوماسيون عرب.

ومع ان الجامعة العربية ستضع امام القادة العرب جدول أعمال «يقتصر على عدد محدود من الموضوعات الهامة تبدأ بالقضية الفلسطينية ثم الوضع السوري ثم تطوير الأداء على صعيد العمل الاقتصادي العربي المشترك وتطوير الجامعة العربية كما قال العربي، فيبقى الشارع العربي منتظرا لما ستتمخض عنه القمة العربية من تجاوز للمصافحات البروتوكولية والانتقال الى عمل حقيقي يلبي الطموح العرب ويتجاوب مع تطلعات المواطن العربي وآماله في التغيير والتطوير الديمقراطي.