منظومة النزاهة وتاثير الفساد

ينتظر الأردنيون بفارغ الصبر انجاز منظومة النزاهة لإلقاء نظرة عليها ومعرفة ما هي هذه المنظومة وكيف ستكون ،بعد ان وقعنا من جديد في قبضة ذات الوجوه المسببة للفساد ،التي تقافزت علينا من الشباك ما إن غادرتنا من الباب ،وامسكوا بنا قبل أن تتم فرحة التخلص منهم .

الناس لا يثقوا ولن يثقوا بمن أرسى قواعد الفقر ووسع قاعدة البؤس ،وعليه الخجل من مستقبله والكف عن الاستهتار بمشاعر الشعب، فالتشريعات الأردنية الضامنة للنزاهة موجودة لكن المشكلة في إرادة التطبيق .ولا شان لنا بالمنظومات فاهتمامنا منصب في أمر آخر مرتبط بالحاجة والفقر .

لا يمكن فهم منظومة النزاهة إلا أنها عبارة عن مسكنات يقوم بإعدادها من لا زال يرتكب قرارات رفع الأسعار قرارا تلو الآخر ، وأراق الدماء ،ولا تفيد لمعالجة عضال ترهل الدولة وتغلغل الفساد ،ولن تكون منظومة عنقودية لتفجير الفساد كما يحاولون إقناعنا ،وستكون كغيرها مجرد شعار ومضيعة للوقت ،وهي بديل وهمي لمنظومة استعادة المال المنهوب ،وجاءت في سياق أحلام اليقظة التي بدأت تتسرب إلى عقلية الرموز ،وأقنعت نفسها بزوال موسم الربيع ،وبددها جلبة عودة توتر الشارع الشديد ،والى الظهور مجددا على اثر تنامي خرافات وأوهام برامج الإصلاح والتغيير المزعومة ،وما آلت إليه الأوضاع الداخلية من تزوير نيابي ،وموج رفع الأسعار وإغراق المجتمع الأردني بمزيد من الفاقة وأكتمال دائرة الاذلال .

اقتنعت دول الخليج بأن الأردن منطقة موبوءة بالفساد ،وكفت عنا يد العون لعدم تمكنها من ضبط أوجه إنفاق مساعداتها ،وأصبحت على يقين أن ورائنا من يأخذ أموالنا غصبا ،والشعب الأردني يدرك هذه الحقيقة كذلك ،وسيضع في إحدى أذنيه طين وفي الأخرى عجين ولن يستمع لما سيقوله المنظرون

فالمواطن الأردني اكتفى من الشعارات العبثية ومل منها ،ويريد إجراءات فعلية لمكافحة الفساد وعلى رأسها استعادة المال المسروق، وهو يعرف حق المعرفة ان مثل هذه الحركات إنما يقصد منها المراوغة والتضليل لكسب الوقت ،وتخدير الشارع لحين انقضاء فصل الربيع الطويل . فالقوانين الحالية هي قوانين عصرية،وقادرة على وقف الفساد واستيعاب أي خطة تنفيذية ترتبط ببرنامج زمني محدد يعزز النزاهة الوطنية والمساءلة والشفافية.

بصراحة لا يتوفر لدينا ما يدعوا للاعتزاز بمسيرة من رفع الدعم عن المشتقات النفطية ،وأراق دماء الأردنيين وتسبب بمقتل ثلاثة مواطنين وإصابة العشرات ، ونحن نشك بقدرته على الاضطلاع بأي دور وطني لصالح المواطن. اعتبر الكثيرون أن ما يقوم به رئيس لجنة النزاهة مزحة ثقيلة ،فمن سابع المستحيلات ان يتمكن من يسعى الى تدمير الأسر الأردنية، من ترسيخ الطمأنينة في نفوسهم على حاضرهم ومستقبل أبنائهم من الأجيال القادمة وهو المسبب الأول في شقائهم .

لقد عجز رئيس الوزراء عن محاربة الفساد بأشكاله كافة ولم يقدم برامج إصلاح فعلية للأنظمة الإدارية والمالية، مثلما لم يعزز القيم المؤسسية والضوابط الأخلاقية في مؤسسات الدولة ،ومبادئ الشفافية والعدالة والمسؤولية في اتخاذ القرار الإداري داخل المؤسسات منظومة النزاهة رؤية ملكيه جليلة لكن لن نتقبل صياغة مخرجاتها من رئيس الوزراء لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

fayez.shbikat@yahoo.com