الاستخدام المتكرر لقوارير المياه وتعرضها للحرارة يؤديان إلى الإصابة بالسرطان!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

نشرت دراسات ومعلومات على الشبكة العنكبوتية دراسة حول مخاطر اعادة استخدام العبوات البلاستيكية الصغيرة «البولي ايثلين» التي تصنع منها قوارير المياه الصغيرة، حيث يمكن أن يؤدي تكرار الاستخدام إلى إطلاق مواد مثل مادة «DEHA» المصنفة على أنها «قد تكون مسرطنة»، حال تسربت الى المياه في تلك العبوات.

واكد الخبراء بهذا الخصوص تعقيبا على الدراسة بأنه لا يتم حالياً إجراء فحوصات مخبرية لمثل هذه المواد في مختبرات المياه في وزارة الصحة للتأكد من وجود أو عدم وجود هذه المواد، حيث أن مثل هذه الفحوصات ليست روتينية،مشيرين الى أنه لا يجوز إعادة تعبئة واستخدام عبوات المياه البلاستيكية الصغيرة والمصنعة من مادة البولي ايثلين بعد فتحها حيث انها مخصصة للاستعمال لمرة واحدة فقط single-use، وذلك تفاديا لأية مخاطر صحية محتملة

 ومن خلال رصد المقالات والأبحاث التي تناولت مادة البولي إثيلين تيريفثالات (PET أو PETE) المستخدم في صناعة عبوات المياه الصغيرة اشارت الى حدوث تحلل (تكسر) للمادة عند الاستخدام بشكل متكرر مطلقاً مواد كيميائية مسببة للسرطان.

ورغم ان قاعدة قوارير المياه البلاستيكية ممهورة بمثلث بداخله رقم واحد أو سبعة، لغايات تصنيف المواد المستخدمة في تصنيع المنتجات البلاستيكية عموما، إلا أن غالبية المستخدمين لها يتجاهلون دلالة هذين الرقمين، فالرقم واحد يعني ان القارورة مصنعه من مادة البولي ايثلين تريفثالات المسرطنة في حالة تكرار استخدامها لأكثر من مرة، فيما يدلل الرقم سبعة على أن المادة المصنعوعة منها القارورة هي «بولي كربونات» وهي مادة تحتوي على عناصر مسرطنة.

ويشسر المثلث اسقل القارورة ويعني «قابل للتدوير»؛ والأرقام الموجودة داخل المثلث تشير إلى نوع البلاستيك المستخدم في تصنيع العبوة (رمز البلاستيك) بهدف تسهيل عملية الفرز الصحيح للعبوات والمواد المصنوعة من أنواع البلاستيك المختلفة لغرض إعادة تدويرها, وعادة تكتب الأحرف الأولى للمادة البلاستيكية تحت المثلث

ويدل الرقم (1)، يشير إلى مادة البولي ايثليين PET، بولي إيثلين تيرفثالات، وتستخدم لصناعة عبوات المياه والعصير والمشروبات الغازية، عبوات الطعام، وغيرها؛ يوصى بمراعاة الحذر عند استخدام العبوات المصنعة من هذه المادة وهي آمنة للاستخدام لمرة واحدة وتحت الظروف القياسية.

فيما يدل «الرقم (7)، يشير إلى مادة PC (البولي كاربونات) المكتوبة على قوارير المياه الكبيرة، وتستخدم في صناعة عبوات الرضاعة للأطفال، عبوات المياه الكبيرة للمبردات (قوارير)، قطع للسيارات، وغيرها وينصح التعامل مع هذه المادة بحذر حيث يتوجه الاهتمام نحو إمكانية ارتحال مادة البيسفينول (أ) إلى محتويات العبوة والتي تسبب ضرراً على الكروموسومات»، إلا أن واقع الحال ومشاهدات «الرأي» يشير الى استخدام هذه العبوات لسنوات عديدة، وما يؤكد ذلك أن «الرأي» حصلت على قارورة مياه كبيرة ما يزال يتم تداولها منذ العام 1996، ما يعني استخدامها مئات المرات.


وتعتبر الخدوش والثقوب والانبعاجات هي مؤشرات واضحة على انتهاء مدة صلاحية استخدام قوارير المياه الكبيرة، ومع ذلك تتداول محطات التعبئة الخاصة يوميا المئات منها رغم خطورتها،ويقر عدد من أصحاب محلات تعبئة وتنقية المياه بامتداد استخدام القوارير لسنوات بالرغم من وجود تلك الدلالات الواضحة للعيان.ويفيد خبراء مياه أن: «واقع الحال وما يصاحب قوارير المياه الكبيرة من تحميل وتنزيل وتخزين يفرض عدم تجاوز اعادة استخدام تلك القوارير أكثر من ثلاثين مرة».

ويؤكد خبراء صحة بأنه: «يسمح باستخدام قوارير المياه الكبيرة لأكثر من مرة، ولا يوجد في التشريعات المعمول بها حالياً (سواء أنظمة/ تعليمات/ اشتراطات صحية) ما يحدد عدد مرات إعادة الاستعمال و/أو عدد سنوات الصلاحية، كما لا يوجد مقاييس صحية تحدد فترة الصلاحية»،ويبين الحياري بأن بعض الإجراءات التي تضمن عدم ارتحال هذه المواد إلى محتويات العبوات من ضمنها المحافظة على العبوة ونظافتها وخلوها من الخدوش واستبدالها بعد فترة زمنية من الاستعمال (بالنسبة لمتعددة الاستعمال) وحفظها بطريقة سليمة وعدم تعريضها لأشعة الشمس والحرارة،بيد ان الواقع يشير ويرصد مئات القوارير المعرضة لأشعة الشمس في محلات تجارية لا تلتزم بالشروط الصحية.

ويجهل المواطنون الطرق السليمة لتعبئة القوارير بالمياه إلى جانب جهل أصحاب المحطات لشروط التعبئة الصحية،فيؤكد احدهم ان شروط السلامه توجب ترك القارورة لليوم التالي بعد تنظيفها حتى تجف كليا، لكن هذا لا يحدث في كثير من الاحيان اذ يصار الى اعادة التعبئة فور رشها بالماء والكلور،كما توجب استخدام جهاز غسيل وتعقيم يدوي أو آلي يعتمد على المياه الساخنة للقوارير الكبيرة في محطات تحلية مياه الشرب، كما ورد في القواعد الفنية الأردنية ذات الصلة

أما بالنسبة لمصانع تعبئة المياه المعبأة والمعدنية، فإن غسيل العبوات يتألف من أكثر من مرحلة وتعتبر هذه الطرق مناسبة وكافية ويؤكد ذلك صلاحية نتائج الفحوصات الشهرية لعينات المياه التي تجمع من هذه المنشآت،وتحرص كثير من ربات البيوت على تنظيف قوارير المياه الصغيرة بالماء والصابون، واعادة تعبئتها واستخدامها اعتقادا بخلاص العبوة من آثار المادة الأصلية وهو اعتقاد خاطئ، بل هنالك من يعيد استخدام عبوات المنظفات بمياه الشرب بعد تنظيفها.

وتبين المهندسة في مؤسسة الغذاء والدواء مرام حدادين بأنه: «لا ينبغي تنظيف القواير بالماء والصابون لانها من الاجراءات التي تزيد من انتقال المواد الداخلة في صناعة البلاستيك وانتقالها للماء الموجود فيها»، بخلاف ما ينصح به خبراء بغسيل أي عبوة يعاد استخدامها بالماء والصابون من أجل ضمان عدم نمو البكتيريا حتى وإن كانت عبوات المياه المعبأة التي تستخدم لمرة واحدة».

ويؤكد خبراء أن:إعادة استعمال العبوات البلاستيكية الصغيرة ينطوي عليه خطر ميكروبيولوجي محتمل (نمو البكتيريا) لان تصميم هذه العبوات ذات العنق الضيق لا يسمح بتنظيفها كما يجب.

الممارسات الخاطئة والمنتشرة على نطاق واسع في الاستخدامات المنزلية المعتادة كتعرض العبوات البلاستيكية للحرارة، التجميد، الضوء والشمس من ابرز الاستخدامات الخاطئة التي تعمل على انتقال المواد من البلاستيك للماء ما يسبب تراكمها في الجسم ويحدث اضرارا صحية عديدة.

ويبين خبراء ان: «تعريض العبوات لأشعة الشمس والحرارة قد يسرع من عملية ارتحال بعض المواد من جدران عبوة البلاستيك، كما أن تعريضها للشمس قد يؤدي إلى تغيير لون وطعم ورائحة المياه»،واظهرت دراسات أن: «تعرض العبوات الصغيرة للحرارة أو أشعة الشمس أو ظروف أخرى قد يؤدي إلى ارتحال تراكيز منخفضة جدا من الأنتيموني (معدن ثقيل يدخل في عملية تصنيع الـعبوات الصغيرة pet) أقل بكثيرمن الحدود الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية».

ولا تعلم وزارة الصحة بأية أدلة مؤكدة تشير إلى أن تجميد المياه المعبأة في العبوات البلاستيكية الصغيرة يتسبب في إطلاق مواد كيميائية سامة من البلاستيك كما نشر مؤخراً عبر «الشبكة العنكوبتية»، بل من المتوقع أن يكون أي ارتحال ممكن لمواد كيماوية من البلاستيك أقل تحت درجة حرارة التجمد.

ويشيرون الى ان: «بعض أنواع البلاستيك مناسب للحراة او التجميد، لكن بالنسبه لقوارير المياه اذا لم تملك تلك الخواص التي تمكنها من التعرض لتلك الظروف فان ذلك يعمل على ارتحال المواد الضارة للمياه،ويؤكدون ان تعريض القوارير للضوء كالاضاءة فوق البنفسجية والتي تكتسب من اضاءة الشمس أو الانارة المختلفة المتواجدة داخل البيوت وخاصة الضوء القوي في المطابخ، حيث يعمل على انتقال المواد الكيميائية من العبوات البلاستيكية الى ما فيها من محتويات،مؤكدين ان من الخطأ اعادة تعبئة قوارير المياه بمواد أخرى لان ذلك يزيد من احتمال ارتحال المواد البلاستيكية الى المواد المعبأة فيها».

ويؤكد الخبراء بأن: «تعرض قوارير المياه الكبيرة للحرارة (كأشعة الشمس) يزيد من نسبة انتقال مادة «البيسفينول أ» من العبوة البلاستيكة الى الماء والذي ينتقل بدوره الى جسم الانسان»،مشيرين الى ان سوء التخزين يؤدي إلى احتمالية تعرضها لتلوث العبوات أو التلف وتغير لون العبوة وملمسها خاصة عند تعرضها لأشعة الشمس المباشرة والحرارة المرتفعة، وهذا بدوره قد يؤدي إلى إحداث طعم و/أو رائحة للمياه؛ كما أن تخزينها بالقرب من مواد كيماوية مثل منظفات وغيره قد يتسبب أيضا في التأثير على طعم المياه.

وتختص وزارة الصحة ضمن اختصاصات الصحية العديدة بمنح الموافقة على إقامة وتشغيل المنشآت (مصانع مياه بأنواعها ومحطات تحلية المياه)،وتنفذ فرقها كشوفات ميدانية على هذه المنشآت قبل منح الترخيص وبعد التشغيل وبشكل دائم، ويوجد برنامج رقابي دوري لجمع العينات وتحليلها حسب متطلبات القاعدة الفنية الأردنية (المواصفة القياسية الأردنية) ذات الصلة،وتقوم بتنفيذ الجولات الرقابية على هذه المنشآت،حيث يتم تفقد وتفتيش العبوات الموجودة من خلال الفحص الحسي، ونعتمد في ذلك على المظهر الخارجي للعبوات ونظافتها من الداخل والخارج وخلوها من العيوب (خدوش، رضوض، انبعاج) وكذلك يتم التأكد من ملاءمة مكان تخزين العبوات، فيما أفاد أصحاب محطات: «ان الرقابة ضعيفة على عملهم إذا نادرا ما يزورنا المفتشون».

ويبدأ دور وزارة البيئة بحسب مختصوها فيما يخص صناعة قوارير المياه يكون بحصول المصانع على التراخيص اللازمة لانشاء المصانع من خلال لجنة التراخيص المركزية في الوزارة، ومن خلال دراسة الموقع والكشف والمعاينة ومن ثم الموافقة او عدمها والزام المصانع بتطبيق الاشتراطات البيئية بان تكون بعيدة عن اية مؤثرات بيئية وتوفر شروط السلامه العامة ومناسبة المكان،ويبدأ عمل الوزارة حين يتم التخلص من العبوات البلاستيكية وتصبح نفايات ويجب التخلص منها في المكبات الخاصة بها وعددها اثنان وعشرون، تقريبا، موزعة في انحاء المملكة».