أحرف مبعثرة...

أجمل انجازات العالم من مواهب وقدرات كانت تأتي صدفة من غير أي تخطيط مسبق كأي كاتب يبدأ كلماته الجديدة بأول سطر فهو يكتب أول جملة تخطر بباله وتكمل لوحدها مسارها...أيضآ كاللحظة التي تصرخ بها الأم وتسقط بها جنينها ويخرج للعالم فهي لا تخطط كيف ومتى تحديدآ سيولد ولكنه يكون أول خطوة لمسار جميل .

هكذا هو تخطيط يومنا فنحن ايضآ لا نخطط لأي شيء سيحدث بالمستقبل مسبقا كالكاتبة التشيلية التي بدأت أول خطوط وسطور لها بالكتابة عبارة عن رسالة لم يكن في بالها أن الرسالة التي تكتبها لجدها ستكون أول كتاب يصدر باسمها من 500 صفحة فهي تسقط أول جمله تفكر بها وتوقد شموع جديدة وكما قلت الجملة الأولى كفيلة بأن تختار لوحدها باقي الكلام.

ولكني لم أستطع أن أكون مثلها ليس لأني مبتدئة أو عاجزة ولكن نحن لسنا في مجتمع يسمح بأن تكتب جملة وتكمل مسيرتها دون حذر أو خوف وتفكير بالنتائج فأنا عندما أكتب لا أكون قررت الكتابة هكذا بل أكون شعرت بحاجة ملحة جدآ بداخلي جعلتني أرهق من الصمت لذلك امسك بقلمي المبري والورقة البيضاء كقلب الطفل وأملأها بكل الشجن الذي بداخلي بلحظة واحدة دون أن أكون في حاله وعي بما اكتب

... جميع البشر لا يحتملون الصمت فمنهم من يكتب ومنهم من يمثل ومنهم من ينام أو حتى يبكي بكل جوارحه بحرقة داخليه وهدوء خارجي ومنهم من يصرخ حتى يحاول أن يخرج ما بداخله من صمت ولكني عن نفسي أفضل الكتابة لأني اشعر بأنها تأخذ جميع الطاقات السلبية من داخلي دون إنذار للعالم الذي بحولي تخلصني من البكاء أو الحزن أو الفرح أو حتى العجب فأنا اكتب لأعيش وأعيش لأكتب علاقتي بالورقة والقلم علاقة طردية تشبه نبض قلب من اجل الحب لأول مرة.