لمصلحة من.. العنف النيابي ؟؟؟
جراءة نيوز - اخبار الاردن-كتب النائب الأسبق الدكتور تيسير الفتياني:
ما يحصل في مجلس النواب من عنف هذه الأيام٬ هل هو عفوي أم شيء مدبر ومقصود؟ وإذا كان مدبرا ومقصودا فمن هي الجهات التي ترخصه وتغذيه وتشجعه؟ ولمصلحة من؟ فليس من المعقول أن يتحول مجلس النواب إلى ساحة دموية للثأر والعدوان وتصفية الحسابات لاقتناص المصالح واغتنام الفرص وان دل هذا على شيئ فانما يدل على ازدياد العنف في الواجهات الرئيسة في بلدنا ٬ فقد ازداد فيها العنف وتنوعت وسائله وأساليبه بطريقة لا يمكن القبول بها.
وإذا أمعنا النظر فيما يجري نجد أن الهوى وحب الشهوات و حب الرئاسة والحرص على المصالح الشخصية و العصبية القبلية هي الأسباب الرئيسة ٬ وإذا دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن القلق قد بلغ ذروته وأن بعض النواب يشعر بعدم الرضا عن نفسه وعن أدائه٬ وأعداء الوطن يستغلون ذلك فيبذلون جهودهم لضرب مكتسبات الأمة عن طريق توجيه ما يسمى بقادة الرأي ووجه الامة المتمثل بمجلس النواب وجهة خاطئة لخلق جو من سوء الفهم بين أبناء الوطن الواحد٬ ولكن يقظة العقلاء وما أكثرهم في بلدنا ستكون حائلا وسدا منيعا في وجه هذه المخططات.
لقد كان الهوى وحب الشهوات والإعجاب بالنفس متفشيا في حضارات سادت ثم بادت٬ كالحضارة الإغريقية والرومانية والتي تداعت بتأثير هذا الداء الوبيل٬ فتسببت هذه الأمور في تدمير حضارتهم تدميرا تاما٬ وأسأل الله أن يحفظ حضارتنا، و أصبحنا في الوقت الحاضر مشاجرات و ملاسنات في البرلمانات العالمية من أجل الدفاع عن الشعب و حقوق الشعب لأن البرلمان يخضع للمسائلة والمحاسبة من قبل من انتخبه و لقد استعطنا تقليد البرلمانات العالمية ولكن بالملاسنة و الضرب و العنف دون أن نحقق أي مطلب أو مطمع للشعب لأن من انتخب مجلس النواب ليس لديه القدرة على محاسبة من انتخبهم بيبب الحصانة و التي تحول الكؤوس الى "عصير تفاح " و المسدسات النارية الى " مسدسات مائية "
وهنا نقول للجميع إن الهدف من الحياة البرلمانية هو العمل للدنيا والآخرة وليس المتع والمكاسب المادية و الظهور الاعلامي و السفرات البهلوانية٬ فاللذة والسعادة تكونان نتيجة طبيعية لارتياح المرء وهو يؤدي واجبه فينجح بتفوق ليسعد نفسه وأسرته ومجتمعه وفقا لما يمليه عليه ضميره ابتغاء مرضاة الله ولكي ينجو من عذاب الآخرة.
المهم أن يتعلم النواب ويقارنوا بين أسلوب المعيشة الصحيح الذي يرتضيه ديننا وقيمنا والذي لا زال وسيبقى أكثر المجتمع يعيشه بأمن وأمان٬ وبين الأساليب التي أدت إلى سقوط المجتمعات الأخرى٬ وأن يتعلم النواب وبشيء من التفصيل كيف يؤدي الانحراف عن طريق الله إلى البؤس والشقاء وفي نهاية المطاف إلى تردي المجتمع والوطن إن لم يتدارك الأمر ويقضى على ظاهرة العنف قضاء مبرما.