الرئيس القادم أزمة خيار أم أزمة إختيار

عمليا الاردن يعيش هذه الايام بلا حكومة شرعية فحكومة النسورمستقيلة وهي حكومة تصريف أعمال ولايكمن
عدم شرعيتهابالسخط الشعبي وانما باستقالتها دستوريا بانتخاب مجلس نيابي جديد تداعينا لانتخابه بحكم فزعة
وطنية ولسنا بالفرحين بقدومه ولا بالاسفين لو رحل الان ,ذلك ان بعض اعضائه فاجأنا بجمع نزيهة وضرتها
(النيابة والوزارة) وهذا النفر من النواب نأخذ نيابتهم من جذر النائبة من النوائب لا من النيابة من الانابة اذ

ان حالتهم هذة تشكل روح غايتهم من الضحك على ذقون الشعب,فهم يريدون (البيضة والتقشيرة ) بإسم الحكومة البرلمانية وفي مثل هذة الحالة عليهم الا يركزوا على حالات شاذة من الديمقراطيات العالمية فولادة الحكومة،من رحم البرلمان هذا الرحم العقيم في بلادنا سبق وان جربناه مع دولة عبدالكريم الكباريتي الذي اراد ان يحصل على ثقة البرلمان دون عناء مثلما فعل دولة مضر بدران لذات الغاية وبذات الوسيلة .

اليوم ارى الوطن فاقد ثقته بنوابه قبل حكومته ,فالنواب ولنقل اغلبهم فاوضوا النسور قبل التشاور مع الطراونة،او بإيعاز منه وهنا انكسرت الجرة وسال الدبس فشيخ المحافظين خياره من اطلق عليه اللقب ومن اعترض على اصلاحاته الاقتصاديه ونهجه السياسي فخلع عليه لقب شيخ المحافظين وحجب عنه ثقته , دولة فايز الطراونة خرج من الرئاسة بما يسمى (الاستحقاق الدستوري) ولولا هذا لخرج نتيجة ضغط الشارع الاردني المطالب برحيلحكومته

عمليا الان فايز الطراونة من يرشح للملك اسم الرئيس القادم وقد قرأنا وشاهدنا عبر وسائل الاعلام
المختلفة صعود نجم النسور في الترشيحات وهذا لا يغضب الطراونة لأن ثمة تفاهمات لاحت بالافق بين الرجلين وبين كتل نيابيه تشبه في هشاشتها الكثبان الرمليه التي تتحرك باتجاه الريح وباتجاه مصالحها .
هنا سأعود الى حكومات البرلمان السادس عشر بدءا بحكومة سمير الرفاعي التي أودى بها الشارع بعد
ان نالت ثقة خرافية التصقت بإسم المجلس وبعدها جاءت حكومة معروف البخيت التي وقفت على رجل
واحده في شارع ملتهب اجرى الرئيس تعديلات على حكومته لينفي عنها انها بوجه وثلاثة انوف(خشوم)

ومع ذلك كان ضغط الشارع يزداد قوة وصخبا فالبخيت قابله الشارع منذ تسميته رئيسا للحكومة بقضايا
الكازينو وغيرها وانا اجزم ان الرجل لم يستطع ان يكفر عن خطايا حكومته الاولى التي لم تقترفها يداه
لكن فقدانه للولاية العامة هو مقترفها , البخيت - كما اعرفه - نظيف اليد ووطني النهج لكن فقدانه لما قلت
كان سبب في ما حصل خلال حكومتة الاولى ,مما جعل حكومتة الثانية تواجه بعدم القبول الشعبي حتى
ان حراك الطفيلة الهاشمية منع الرئيس من دخول المدينة ,ولما زار جلالة الملك هذة المدينة كانت مرافقة الرئيس

لجلالتة سببا لمنغصات تلك الزيارة الملكية السامية , وكانت الانتخابات البلدية بين دمج وفك في قرارات الرئيس ،قد اغلقت للمرة الاولى شارع المطار بالاطارات المشتعلة والحجارة واصوات خرجت من حناجرها تطالب بحقوقها من هذا الفك للبلديات حتى تندر الاردنيون بمقولة (احرق عجل واحصل على بلدية مجانا) ومضت الاحداث في اعتصامات ومسيرات ليلية ونهارية اسبوعية ويومية واغلاق ميادين وساحات مثل (الداخلية والنخيل وغيرها عمت ربوع الوطن )

وكانت كارثة الكوارث ان يضرب الاردني اخيه الاردني في بلدة سلحوب في سابقة قسمت الاردنيين الى معارضة وموالاة وهنا اقول ان الانتماء للوطن والولاء لقائد الوطن لم يكن يوما من الايام حكرا على اردني فعند الوطن وقيادة الهاشمية يجتمع جميع الاردنيين،اما من يدعون حصرية الولاء والانتماء ويقفون في طريق الحياة الافضل والوعي للحقوق والواجبات فهم من ياكلون من رصيد الانتماء والولاء,فقد رحل دولة البخيت على صدى اصوات المطالبين برحيل حكومتة .

عهد جلالة الملك برئاسة الحكومة الى رجل من ثقاته ومن عقلاء رجاله ,عرف هذا الرجل بالنزاهة
والنظافة والحصافة ,والاعتدال والوسطية ,وعدم انضمامة لاي صالون من صالونات النميمة السياسية
وعدم تبعيته فكريا لاي مدرسة من مدارس التنظير البائس على الوطن وقيادتة ,فالرجل كان رئيس الديوان
الملكي وغادره وهو يحضى بمحبة الملك والشعب واحترامهما حازما حقائبه الى دنيا القضاء فكان له ان
يصل بأردنيته ومكانته وكفاءته الى ان يكون نائبا لرئيس محكمة العدل الدولية (لاهاي) (اعلى سلطة قضائية
في الدنيا)

جاء دولة القاضي عون الخصاونة حائزا على ثقة الملك ومحبة ورضا الشعب , فكانت اولى
الخطى الاصلاحية تتقدم على الشارع الاردني برزانة واتزان ,وسار الوطن نحو اصلاح حقيقي ينشده
الشعب والقيادة ,قدوم الخصاونة لم يكن مرفوضا من الشعب ,ومغادرته لم تكن بضغط شعبي يطلب رحيله
وعلى العكس تماما كان أسفا يصل الى درجة الحزن من الشعب يوم ذاك الرحيل ليس لأن الخصاونة
ساحرا ولكن لأن الرجل لبس ثوب اردنيته ومضى للعمل الجاد المثمر فلم يسوف واوفى بما وعد,وارتعدت
فرائص الفاسدين وارتجفت قلوبهم الوجلى وقبعوا في ملاجيء الخوف فلم يظهروا وعمم على المطارات والمعابر

بمنع سفرهم بنية محاكمتهم , فجاء فرج الله لهم باستقالة الخصاونة الذي لايمكن للمنصفين الا ان يذكروا فترة
ولايته بالخير .لا اريد ان اتحدث عن حكومة دولة فايز الطراونة فقد تحدثت عنها اثناء وجوده على رأسها.
أما دولة السيد النسور فالرجل تحقق حلمه الذي راوده طويلا فقد سعى لتحقيق هذا الحلم سعي الغريم للغريم
وصلت الى درجة التوسط عند احد مدراء المؤسسات الفاعلة ولا اظن دولته ينكر ذلك وفي المقابل نحن لا ننكر
الماضي الجميل للنسور,ولسنا في صدد محاسبة الماضي البعيد الذي اعترف به دولته بقوله (خبصنا ولبصناحينها)

ويقصد في ذالك وجوده وزيرا لاحدى الوزارات وانحيازه لاهلنا في السلط واقول له هنا (لست وحدك يا ابا زهير من انحاز لاهله) لكن يحزنني ان اقول لك وانت بعمر والدي وبمنزلة العم :
إذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدة ٌ أتَتْهُ الرّزَايَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائِدِ
فَقد جَرّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيْفَة ٍ و كانَ يراها عدة ً للشدائدِ

لقد عارضت نهج كل من سبقوك ,وقلت للبخيت لاتضع الاجهزة الامنية امامك وكن انت امامها,وحجبت عنه الثقة فهل وضعتها انت خلفك ؟ـ بالنسبة لي لا انظر لهذه الاجهزه كما تنظرون اليها فقد كنت يوما احد ابنائها ولم نكن بهذا السوء ولن تكن هي كذالك ,وان كنت تقصد الولاية فدولتكم اعرف بكيفية توليها ,وقد قلت ان الخصاونة تعرف على وزرائة عند حلف اليمين وللامانة هذا لم يحصل فهل اخترت وزرائك يا ابا زهير ؟وقد قلت ان النهوض

بالاقتصاد لا يكون من خلال جيب المواطن الخاوية قلت ذلك على احدى الفضائيات قبل تكليفك بايام وكنت احد
المتداخلين مع معاليك حينها دولتك حاليا واذكرك بعبارة (ان الدولة التي تنظر لجيوب رعاياها لسد عجز خزينتها لا يمكن ان يتحسن اقتصادها يوما وعليها مراجعة سياستها الاقتصادية واستخدام البدائل المناسبة وعدم اللجوء اطلاقا لجيوب المواطنين المرهقة الخاوية ) ومن هنا اقول دولة الرئيس حتى لا تخدش كرامة الكلمات والمبادىء

لقد سالت اول قطرات الدم الاردني في عهد دولتكم ,وارتفعت اصوات الاردنيين بما لا نرضاه في عهدكم وعانا
اطفالنا صقيع الفجر وبرد المساء في عهد توقيتاتكم وخوت البطون والجيوب اكثر فاكثر في ولايتكم وكل يوم
يلجأ الاردني الى البيع القسري لما بقي من ورثة الاجداد من دونيمات لستر الحال ,يا دولة الرئيس اذا كان
اللقب حلما فقد نلته ونحن بحاجة لمن (يضحك معنا لا يضحك علينا ) اما انتم ايها النواب ومنكم من هو صديق عزيز فرحت لنجاحه ولا اريد ان ابكي لسقوطه واعلموا اننا لسنا ايتاما لاحد فاليكف بعضكم عن الاستعراض فنحن
شعب (يقرأ الممحي ) .
قارئي الكريم شكرا
الشاعر محمد قدر السرحاني