فلسطين ترجوكم أن تفتحوها !
في الوقت الذي تتواصل وتتصاعد فيه بطولات الأسرى المضربين عن الطعام في أقبية وزنازين السجون " الإسرائيلية " ، هددت كتائب شهداء الأقصى وهي الجناح العسكري لحركة فتح بالرد في حال مس الأسرى المضربين أي مكروه ، وطالبت الكتائب من جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة بأن تقف عند مسؤولياتها وأن تكون أجنحتها العسكرية على أهبة الإستعداد لتنفيذ متطلبات وإستحقاقات هذا الرد على ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم بشعة وغير إنسانية بحق الأسرى الأبطال .
الكتائب العسكرية لفتح أضافت في بيان صادر عنها " بأن أي مكروه سيصيب الأسرى سيؤدي إلى فتح أبواب جهنم على سلطات الإحتلال " ، وبموجب ذلك فإن فلسطين وشعبها وأسراها تناشد وتتمنى على هذه الكتائب ، وعلى باقي أجنحة المقاومة المسلحة أن تسارع إلى فتح هذه الأبواب ، فالمكروه الذي تتحدثون عنه حصل ويتوالى حصوله يوميا
والعدو الصهيوني لا يتوقف ولن يتوقف عن فعل وارتكاب الجرائم القذرة حتى يرى أفعالكم التي سيكون لها التأثير الكبير على ردعه وعلى إجباره بأخذ تهديداتكم على محمل الجدية والمسؤولية .
إن طحن الحصى ، وخض الماء الذي قد تحمله البيانات لا يطعم ولا يغني من جوع ، ولن يحرر أو ينقذ أسيرا واحدا حتى يتحول الى ممارسة فعلية مملموسة ، وهذه حقيقة لا يدركها ولا يفهم معناها إلا أصحاب الإنتماء الصادق لقضيتهم ولشعبهم
وهذه حقيقة لا يبني عليها إلا الشرفاء من الرجال أصحاب الهامات العالية والقبضات القوية التي لا تلين ، نقول ذلك ونحن نطالع أقوال الرئيس محمود عباس التي أطلقها عند زيارته لخيمة التضامن مع الأسرى والتي أقيمت على أرض مدينة البيرة ، فالرئيس أطلق الوعد أيضا من داخل الخيمة بتحقيق حلم تحرير كافة الأسرى وكما حقق حلم الدولة للشعب في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، وهذا الوعد وعلى هذه الشاكلة فعلا يدعو للضحك والإستهزاء والإستغراب .
الرئيس عباس يقول للأسرى أيضا بأنه لن ينساهم ، وأنه سيطرح قضيتهم في كل لقاء ومناسبة ، ولذلك فهو يؤكد لهم بأن ملفهم ستكون له الأولوية خلال لقائه القادم مع الرئيس الأمريكي أوباما الذي سيحل على المنطقة في شهر مارس / آذار القادم ، وفلسطين وشعبها وأسراها يقولون كفى لهذا الكلام الفارغ والوعود الجوفاء ، لأن الرئيس أبو مازن يعلم جيدا أن كل الرؤساء الأمريكان الذين زاروا فلسطين المحتلة عجزوا عن إطلاق سراح أسير فلسطيني واحد من سجون الإجرام الصهيونية .
إن صمود وبسالة وجوع هؤلاء الأسرى الأبطال ليست بحاجة إلى تصريحات لا يسعى مطلقيها إلا إلى تحقيق مكاسب شخصية ومآرب ذاتية ، إن قضية الأسرى أسمى وأعز من يحولها البعض إلى جسر للعبور نحو إمتلاك مواصفات وصفات وطنية هم في الحقيقة يفتقروا إليها بعد أن تخلوا عنها واختاروا بيعها بأبخس الأثمان مقابل المراهنة على مفاوضات عبثية وسلام إستسلام لم يسفر عنها وبعد عقدين من الزمن سوى المزيد من التخاذل والإرتماء تحت بساطير هذا المحتل الصهيوني الذي لن يقيم لهذا السلام الوهمي أدنى إعتبار ولو استمر مائة عام .
ويا ليت الأمور توقفت عند حدود الكلام الذي تذروه الرياح ، فهناك على أرض الواقع ما يشير إلى ما هو أخطر ، فمن يأتي للتضامن وإطلاق الوعود هو ذاته من يقوم بالإيعاز لأجهزة التنسيق الأمني بإعتقال الأسرى المحررين والتحقيق معهم وتوجيه الإهانات لهم ، والأمثلة على ذلك هي أكثر من أن تعد أو تحصى ، هذا ما يدفعنا للقول لأسرانا بأن الله معكم أولا ، وصمودكم وأمعائكم الخاوية ثانيا هما السلاح الذي ستنتزعوا به حقوقكم من عدوكم ، فلا تنتظروا أبواب جهنم التي لن تفتح إلا على ورق البيانات ، ولا تتأملوا من الوعود الرئاسية شيئا لأن بضعة دولارات كافية لكي تجعلها تتبخر وتطير مع أدراج الرياح .
يا أيمن الشراونة ، ويا سامر العيساوي ، ويا طارق قعدان ، ويا جعفر عز الدين ، ويا أسرانا المضربين جميعا في سجون القهر والذل العنصرية ، لكم الله ، فقد وصلنا صوت أمعاءكم وصرير أسنانكم ، لقد وصل إليهم رئيسا ومسؤولين وقادة حتى القاهرة التي إجتمعوا على موائدها الحافلة بأشهى وألذ وأصناف الطعام والشراب ، لذلك فما عليكم ، وإياكم وأن تقنطوا من رحمة الله ، فهي معكم على مدار الساعة لتداوي عذاباتكم وأوجاعكم التي يرفض العالم أن يعترف بها أو أن يعيرها بعضا من الإهتمام .
وزير الأسرى في سلطة رام الله أعلن أن العد التنازلي لحياة المضربين يتسارع نحو الكارثة ، وأضاف أننا قد نتوقع إستشهاد أي من المضربين في أية لحظة فيما تواصل " إسرائيل " التلذذ في تعذيبهم والتضييق عليهم ، بالمقابل ، فالكتائب تهدد بفتح أبواب جهنم ، والرئيس عباس سيحمل الملف للبحث مع الرئيس أوباما في الشهر القادم ، والوزير يؤكد أننا ننتظر سقوط الشهداء ، أما أنتم أيها الأسرى فلا بأس عليكم ، فقد صبرقبلكم آل ياسرعلى تعذيب جهلاء قريش لهم لأنهم كانوا على موعد مع الجنة ، وهذا ما ينتظركم يا أسرانا بعد الشهادة فاصبروا !