مشاورات أخيرة قبل إعلان حكومة تكنوقراط في تونس
جراءة نيوز -عربي دولي-وكالات:
جري رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي مشاورات اخيرة قبل تشكيل حكومة تكنوقراط رغم معارضة حزبه حركة النهضة الاسلامية، بعدما وعد بالاستقالة اذا فشل في ذلك، في اخطر ازمة تواجهها تونس منذ الثورة.
ويلتقي الجبالي في قصر قرطاج بضواحي تونس قادة الاحزاب ليعرض عليهم تشكيلة هذه الحكومة التي لن تشارك فيها اي شخصية سياسية والتي يعمل على تشكيلها منذ السادس من شباط يوم اغتيال المعارض شكري بلعيد الذي هز البلاد،ووعد حزبه، حركة النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية (علماني) حزب الرئيس المنصف المرزوقي، وحزبين اخرين صغيرين بمعارضة هذا المشروع مطالبين بتشكيل حكومة مشتركة بين سياسيين وتكنوقراط.
واذا استمر نواب هذه الاحزاب في مساندة موقف احزابهم فستكون لديهم الاغلبية الكافية في المجلس الوطني التاسيسي لحجب الثقة عن الجبالي. وبامكان الجبالي ان يعول على مساندة المعارضة العلمانية والمنظمات النقابية وارباب العمل وقسم كبير من المجتمع المدني الذي يرى في مبادرته الحل الوحيد لاستقرار البلاد بعد سنتين من الثورة التي اطاحت بزين العابدين بن علي.
من جانبها دعت حركة النهضة الى تظاهرة كبيرة اليوم في تونس من اجل الدفاع عن «شرعيتها» في حكم البلاد في شعار يهدف صراحة الى الطعن في رئيس الوزراء وهو ايضا الامين العام للحركة، الرجل المعتدل الذي يعارض قيادته التي يطغى عليها المتشددون.
من جهة ثانية استغل سلفيون جهاديون الازمة السياسية والاضطرابات الامنية التي تأججت في تونس بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد، لتنظيم «دوريات» غير مسبوقة «لحفظ الامن» بمناطق عدة بالبلاد. ويشارك في الدورية الواحدة عشرات من السلفيين المسلحين بالهراوات والذين يتنقلون مجموعات، اما مشيا على الاقدام او على متن دراجات نارية او سيارات ترفع اعلام تنظيم القاعدة (العقاب). واعلن تنظيم «انصار الشريعة» السلفي المتشدد الذي يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في تونس، في صفحته الرسمية على فيسبوك، ان الهدف من هذه الدوريات هو «حماية الاعراض والممتلكات».
واطلق السلفيون عبر منابرهم في شبكات التواصل الاجتماعي دعوات الى اتباع التيار السلفي لحفظ الامن في البلاد بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد (49 عاما) الذي قتل بالرصاص في السادس من الشهر الحالي ،وتركزت الدوريات بشكل خاص في مركز ولاية صفاقس وهي ثاني اكبر ولاية بعد العاصمة تونس، وسيدي بوزيد اضافة الى حوالى ستة احياء شعبية في العاصمة تونس. وفي ليلتي الجمعة والسبت الماضيتين استغل السلفيون الغياب شبه الكامل لقوات الامن في مركز ولاية سيدي بوزيد لتسيير دوريات امنية على متن حوالي 25 سيارة .