شباب فلنحمي مستقبلنا

إننا نواجه اليوم بوضوح تحديات وإشكاليات صعبة ومعقدة تهدد مستقبلنا كـ شباب فى كل المجالات والقطاعات وواجب علينا مواكبتها ومعالجتها برؤى ثابتة وعمل دؤوب يرتكز حتماً على النخب الشبابية وطلائع المثقفين الشباب لأنها هي وحدها الكفيلة بالحفاظ على القيم والإنفتاح على المتغيرات والمحافظة على الثوابت ولا مجال للتراخي بعد التشرذم الذي وصلنا اليه في هذه الفترة

فنحن جميعاً علينا واجب الحفاظ على مكتسبات الوطن وإصلاحه بالشكل الذي نريد لا ان نكون آلة تخريب أو إفساد ولمن أحب باني الأردن المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه ويريد ترجمة قوله قولاً وفعلاً عليه العمل الجاد من أجل الأردن والحفاظ على إنجازاته وممتلكاته وواجب علينا الآن أن لا نقف منتظرين خروج أحدهم لأخذ مكانه لأننا بذلك نصبح لقمة سائغة امام الانتهازيين والفاسدين ولن ننافس على رحلة الصعود للأعلى والأوضاع الراهنة تحتم علينا المساهمة في تنمية المجتمع بالشكل الذي يحقق المصالح الوطنية العليا وتحمل المسؤولية في إطار التوازن بين الحقوق والواجبات لتحقيق ما نصبوا اليه في بناء مجتمع قوي نخبته وقياداته شبابية من أجل خدمة الوطن والملك.

إن مهمتنا في المرحلة الراهنة ضرورة إحداث التغيير في الحياة العملية والحياتية بالشكل الذي يدفع نهضة الأردن الى الأمام وإثبات الوجود الشبابي وترك بصمة هادفة لمحاربة تيارات الفساد والانحراف التي أخذت في الآونة الأخيرة تمارس أنشطتها لنيل من حقوق الشباب وتطلعاته المستقبلية وواجبنا اليوم أن لا نتكيف مع أفكارهم لتحقيق غاياتهم ومرادهم على حساب مستقبلنا وحقوقنا وواجبنا اليوم

أيها الشباب يتمثل في إحدث الإصلاح بالشكل الذي نريد من حيث الإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد وقواه فالشباب الأردني قادر على تجاوز المحن مهما كانت قوية والتجارب على أرض الواقع أثبتت ذلك فكلنا ناجون مبدعون لكننا نحتاج الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة في تلك اللحظة التي يتطاول بها الانتهازيين والفاسدين على مستقبلنا فالشباب الأردني إنموذجاً يحتذى به على الدوام في حكمته وقوة شبابه فجيل الشباب ليسوا جيل مدلل وغير قادر على تحمل المسؤولية كما يتحدث أولئك الإنتهازيين بحجة ضعف قدراتنا خوفاً على نفسه ومنصبه بل على العكس

نحن بناة الحاضر ومستقبل الوطن والتنمية ومسؤوليتنا تجاه هذا الوطن كبيرة تبدأ من الإنتماء اليه والتضحية من أجله وليس الوطن وطن أصحاب الألقاب مهما علت فالوطن للشباب والشباب الأردني أهل الهمة ومعقد الأمل ويصلح أن يقود ويصلح ان يتقدم الصفوف

فنحن وجدنا لنكون لا لأن نكون عديمين الوجود نكتفي ان نلعن الظلام وفلان وفلان فالمرحلة الراهنة تتطلب ان نكون أقوياء وإلا سنكون ضحية لكل الأطراف .. الى هنا اختم الأسطر التي كتبتها بالحديث النبوي الشريف عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) صدق رسول الله.