على الطريق "المناضل عبد العزيز العُطي"



-قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ،،، فإن الحياة عقيدة وجهاد
-وقيل أيضا: مارس قناعاتك وإضرب برأي الناس عرض الحائط.
-ذات زمن مضى ، كانت أجهز المخابرات في العالم الثالث تحديدا ، تمارس القمع والتعذيب ضد معارضيها بأبشع الصور ، حتى إذابتهم بالأسيد ، وسمعت في أواسط ستينات القرن الماضي ، أن أحد المناضلين الشيوعيين ، في سجن عربي أمضى عدة أشهر وهو يرفض النطق بإسمه ، و...كلما طلب منه المحقق أن يدلي بإسمه لتعبئة إستمارة ، كان يقول: إسمي بين ضلوعي أممي شيوعي ، فإن شئتم إنتزعوه.

-قد تختلف مع صاحب المبدأ كما هو عبد العزيز العُطي فكريا أو أيدلوجيا ، لكنك لا تمتلك إلا أن تحترمه وتُجل موقفه وتحترم رجولته وزهده في الحياة ، وهو يقبض على جمر كرامته ، ينافح بكل قوته وبأقصى ما لديه من طاقة عن مبادئه وقناعاته ، التي تربى عليها في الزمن الشيوعي الأحمر القاني ، الذي نفتقده في زمن الرويبضة الذي يعتلي المشهد العام في معظم دول العالم الثالث .

-لم يسقط أبو الوليد يوما من ذاكرتي ، وإن كنت مُقصّرا بحق نفسي ، لأنني لم أنهل من نبع عطائه النضالي وتجاربه في دروب الحياة ، تتعملق قامته مع الزمن وتتعمق تجاربه في ميادين الكفاح الفلسطيني ، وما يزال على العهد مدركا أن بؤس الحال العربي ، هو نتاج غياب الحرية ، الديموقراطية ، الحق ، العدل والمساواة بين البشر جميعا ، وهو المؤمن بأن الرأسمالية المتوحشة كوليد شرعي للإمبريالية العالمية ، هي سر إفقار الشعوب وتجهيلها ، لتبقى مجرد عمالة رخيصة لحساب قوى رأس المال الإمبريالي الإستعماري ، ناهيك عن نهب ثروات الشعوب المُفقرة والمُجهلة.

-مناسبة الحديث ، صدور مذكرات سنديانة النضال الفلسطيني عبد العزيز العُطي ، رُغم أنني لم أحظ بشرف قراءَتها بعد،لكنها فرصة ، كي أُقرأ أبا الوليد تحياتي ومحبتي له ولأقرانه الذين ما يزالون يتمسكون بمبادئهم ، حتى وإن إختلفت معهم ، وفرصة أيضا أن أدعو لأبي الوليد بالصحة والعمر المديد.
nabil_amro@hotmsil.com