على مائدة السفير الأمريكي


لأن أمريكا ما زالت صاحبة الدور الأقوى في المنطقة، سرني أن دعيت إلى الغداء على مائدة السفير الأمريكي قبل أيام، لأعبر عن وجهة نظري كإعلامية أردنية قادمة من محافظة المفرق التي شهدت منذ اشتعال الأزمة السورية أثراً كبيراً لما تمخض عن تلك الأزمة التي بالتأكيد سوف تؤول إلى كارثة إنسانية إن لم تجترح لها الحلول التوافقية بأسرع وقت ممكن

ها هي محافظة المفرق تشهد نزوح بأعداد كبيرة جدا وهذا سبب للمحافظة الكثير من الأزمات في جميع المجالات و التي باتت معقدة.... فالخاسر الأكبر في مشهد حرب هذه هو الإنسان الذي تسفك دماءه للأسف كل يوم.

هذا ما قلته لسعادة السفير الذي تهتم بلاده بما يجرى في المنطقة اهتماماً منقطع النظير، إضافة إلى اهتمام السفير شخصياً بآراء من انضموا إلى مائدة الغداء من إعلاميين ومدعويين بما يحدث في سوريا والتفكير بالسبل المناسبة لإنهاء الأزمة السورية بأسرع وقت.

تلك الأزمة التي يعاني الأردن من ارتداداتها الزلزالية على مختلف الصعد الحياتية, وهذا ما تعودنا عليه من دولة لطالما قدمت العون والدعم لجميع الدول التي تعيش تحت سقف المعاناة لتحقيق العدل أينما يقع الظلم.

فالأردن وبناء على موقعه الجغرافي، ونتائج ما اصطلح عليه بالربيع العربي أصبح عرضة لكثير من أصداء الأزمات التي باتت تلقي بنتائجها عليه كدولة شحيحة الموارد. إذ أنه دولة تعاني أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية باتت تتفاقم بشكل مستمر.

فقد استقبلت المفرق بحكم وجودها الحدودي مع سوريا الشقيقة عدداً ضخماً من اللاجئين السوريين الذي هربوا جراء ما يحدث في بلادهم من قتل وسفك للدماء، وكان استقبالهم على الصعيدين الرسمي والشعبي قد تم بناء على ما يقوم به الأردن من دور أنساني عريق منذ نشأته مضطلعاً بدور عجزت عنه دول لا تعاني ما يعانيه الأردن من ضائقات باتت تهدد مستقبلة الاقتصادي والاجتماعي.

فقد أصبح اللاجئ السوري يتلقى عدد من المساعدات من مختلف الجهات العالمية أمام المواطن الأردني الذي يقطن في المفرق التي راحت اليد العاملة السورية فيها تحل محل اليد العاملة الأردنية بسبب فوارق الأجور، وارتفعت أجور البيوت بناء على تزايد الطلب عليها مخلفة أزمة على صعيد المحافظة، إضافة إلى تراجع نشاط الجمعيات الخيرية عن دورها في رعاية شأن المواطن الأردني في المفرق لصالح اللاجئ السوري الذي لن يتم الاهتمام بحاله كما ينبغي دون دعم دولي يؤهل الأردن تأهيلاً مناسباً للقيام بدوره بأفضل شكل دونما تأثير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الأردني. ففي المفرق كما في عديد من المحفظات الأردنية هنالك عائلات فقيرة شتى تعاني ما تعانيه الأسر السورية في الأردن.
s.shdaifat@gmail.com