الظلم في الارض وما توعدون
يُقال ان العدالة في السماء عند خالق جبّار بينما الظلم على الارض عند حكّام فُجّار ولكنّ العدالة متأخرة علمها عند رب العالمين أمّا نحن البشر فسنبقى ننهل من ظلم الحكام والقوانين الوضعية النسبيّة حسب الدولة ومدى تطبيق الديموقراطيّة ومشاركة السكّان في الحكم بينما نحن في العالم الثالث ما زلنا نعاني من نقص في فيتامين الديموقراطيّة وإفراط في أنزيمات الفساد والتدخّل الاجنبي المعادي في تقرير مصائرنا يساعدهم من ماتت ضمائرهم من بنوا جلدتنا .
يقولون من خلّف ما مات وهكذا هو ابليس لا يمكن ان يموت لأنّه خلّف العديد بل الالاف من الابالسة الانس في مجتمعاتنا العربيّة وهؤلاء الابالسة اشدّ إيذاءا وإيلاما من معلّمهم إبليس الأكبر بل واكثر دراية بعذاب البشر وأقلّ حياء وخوفا من الله فهم يحلّلون ويُحرّمون كما يشاؤون تتحكم فيهم نزواتهم وينساقون وراء اهوائهم يتبعون الدولار والتعرّي حتّى نزعوا ورقة التوت وطقّ منهم عرق الحياء
وما يحدث الان من ربيع دام كأنه يقول من اجل ان تقوّم حاكما او تحاسبه يجب ان تبيد شعبا بالكامل وكأن الشعب عبيد للحاكم ويجب ان ينتهوا معه فلا الشعوب تنتهي لانها كشجر السنديان مزروعة بالارض ولا الحكّام يُبادون بسهولة لأنهم ملتصقون بالكراسي بصمغ وآجو قويّ الإلتصاق فما العمل غير مزيد من الصبر والشهداء .....
وحتّى نتحرّر من اباليس الإنس نحن بحاجة ان نزرع الصدق في صدورنا ونرويه باستمرار بخيوط الإيمان والثقة وندعمه بضمائر خالصة للوطن وبقلوب عامرة بالحب الصادق للارض والراية فعندما تعمر القلوب بالحب والإيمان لا يجد الابالسة مكانا لهم في صدورنا وجوارحنا .
والتربة الخصبة والبيئة المناسبة لتكاثر طحالب الاباليس هي انتشار الفساد والخيانة والانحلال الأخلاقي بما فيها الرشوة والتربية السيئة وغيرها مما يجعل الاباليس تنتعش وتُعشعش داخلنا وعندها يأخذ كلّ منّا نصيبه من الظلم والظلمات بحيث تسوَدُّ معيشتنا وهذا ما نحن ننعم فيه هذه الايّام .
وعندما يستأسد الحاكم ويتفرعن كفرعون ويقول انا ربّكم الاعلى والعياذ بالله يصبح القتل سهلا والتنكيل اسهل والتشريد والتجويع والارهاب كلّها مُفردات مشروعة عند ذلك الاسد فهو ملك الغابة وسيّدها .
ومنذ سنتين هلّ ربيع ظننّاه بلون البنفسج فإذا رائحة الدم تفوح منه وإذا بلون الورد اصبح احمر قاني مختلط بجماجم الرضّع وكرامة النساء وجوع الفقراء وإذا بالثورات تُنتهك من داخلها وتُغتصب عذريّتها وترتدُّ على نفسها ومن كانوا شهداءالحريّة بالامس القريب اصبح امثالهم عبارة عن قتلى الآن وكأنّ الربيع حلقة من سلسلة حلقات ستنتهي بالتفكّك والانقسام لدولنا جغرافيا وطائفيا لكي يعمّ الظلم ويزداد الفقر ونعود لخيمة دول الاستعمار
الحديث الذي يشترينا بالمال ولكن بحكّام اكثر علما وعالميّة بتبرير القرب من الجلاّدين الغربيين عن طريق الاقتصاد والمال كمنح وقروض وبرامج مودّة وتنمية ،فهل نحن على وعد مع استمرار ظلم الارض لنا بانتظار عدالة السماء ام انّ الله اللطيف بعباده سيهبنا بعض الرحمة على الارض ....حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة ووهبنا العدالة والرحمة على ارضنا المعطاء .