المعارضة تمنح الأسد «رحيلا آمنا» لوقف تدمير سوريا

جراءة نيوز -عربي دولي-وكالات:

طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب امس النظام السوري بـ «موقف واضح» من موضوع الحوار لحل الازمة في سوريا، موجها نداء الى الرئيس بشار الاسد «لايجاد حل» و»التساعد لمصلحة الشعب». ورد الخطيب من جهة ثانية بشكل غير مباشر على منتقديه، رافضا «تخوين» من يتكلم بالتفاوض. وقال الخطيب في مداخلة مع قناة الجزيرة الفضائية «انا اقول يا بشار الاسد انظر في عيون اطفالك وحاول ان تجد حلا وستجد اننا سنتساعد لمصلحة البلد». واضاف ان «النظام عليه ان يتخذ موقفا واضحا. نحن سنمد يدينا لاجل مصلحة الشعب ولاجل ان نساعد النظام على الرحيل بسلام.. المبادرة الآن عند النظام اما ان يقول نعم او لا». وتابع الخطيب ان «النظام اذا اراد ان يحل الامور يستطيع ان يشارك ... ولن يلقى اذا كان جادا وصادقا، الا الترحيب من قبل المعارضة». وقال «اذا اراد النظام اخراج الشعب من هذه الازمة، سنتساعد كلنا لمصلحة الشعب ورحيل النظام بشكل يضمن اقل خسائر ممكنة في الارواح والخراب والتدمير».

ووجه «رسالة» الى بشار الاسد قائلا «اقول للنظام كفى استخدام هذه العقلية الفوقية المتكبرة على الشعب. انا اقول لك يا دكتور بشار هذه البلد معرضة للخطر الشديد، ابتعد عن توحشك ولو قليلا. قبل ان تنام انظر في عيون اطفالك وسيعود لك جزء من انسانيتك، وسنجد حلا».

وردا على سؤال حول مضمون المحادثات التي اجراها خلال نهاية الاسبوع في ميونيخ وشملت نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي والموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي، قال الخطيب «هناك امر متفق عليه بين كل قوى المعارضة. نحن نريد ان نوفر المزيد من الدماء والخراب، لذلك نقوم بمبادرة سياسية من اجل حل الازمة». واضاف ان هذه المبادرة يجب ان تؤدي الى «رحيل النظام، واؤكد على رحيل النظام، ... وهذا كان محور الحديث مع كل الاطراف التي تم اللقاء بها».

وردا على سؤال عن تفاصيل المبادرة، قال الخطيب «هناك بعض الخطوات نحن نتشاور بها، على سبيل المثال حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة».

وتوجه الى الشعب السوري بالقول «الاميركان والروس والايرانيون والاوروبيون لا يملك اي واحد منهم تصورا للحل والشعب السوري وحده هو من سيقرر الحل. لذلك نحن نقول لقيادة النظام السوري، دعونا نبحث عن مخرج للبلد قبل ان تخرب اكثر». وتوجه الى النظام قائلا «اذا احببتم ان توجهوا رسالة واضحة الى الشعب السوري بانكم تريدون توفير المزيد من الدماء، من الان ابدأوا باطلاق سراح الاسرى كما طلبت»، مضيفا «انا لا امزح، وهذه ليست نكتة سياسية. ... اطلب من النظام التعامل بجدية ولو مرة».

وكان الخطيب اعلن في 30 كانون الثاني استعداده المشروط «للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام»، مسجلا خيبة امله من غياب الدعم الدولي للمعارضة وعدم الايفاء بالوعود.وتمثل شرطاه بالافراج عن «160 الف معتقل» في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج.

وجوبه موقفه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل ان يعلن الائتلاف المعارض في بيان صدر عن هيئته السياسية ان «اي حوار يجب ان يتركز على رحيل النظام».

وقال الخطيب امس «العقلية البعثية عودت الناس ان كل كلام عن التفاوض هو نوع من التخوين. النبي عليه الصلاة والسلام جلس مع كفار قريش العتاة ليفاوضهم. القيادة الفيتنامية جلست سنوات في باريس تتفاوض مع الاميركان وشعبها تحت القصف. لم يخون احد القيادة ولا احد اعتبر ذلك نوعا من التنازل. هذه عقيدة بعثية فيروساتها دخلت في بعض المعارضين للاسف».وختم «شعبنا يموت ولن نسمح بذلك».

وياتي القاء طوق النجاة للاسد تزامنا مع تحقيق الثوار تقدما على الارض في محافظة الرقة في شمال سوريا حيث اقتحموا سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع القوات النظامية.

و ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتيبة احرار الطبقة ليل الاحد على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة».

ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف بين ايدي المقاتلين المعارضين. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان اشتباكات عنيفة سبقت اقتحام السد الاستراتيجي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتجميع المياه.

واشار في الوقت نفسه الى «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط القسم الشمالي الشرقي من قيادة الفرقة 17 في الجيش السوري» الواقعة شمال مدينة الرقة.

في غضون ذلك، ضيق الثوار الخناق على مدينة جسر الشغور التي يسيطر عليها الجيش السوري، لكنهم لن يشنوا الان هجوما عليها ما يبقي حالة من الهدوء الهش في عدة قرى مجاورة. ويتنقل قرويو بلدة عين السودا بطمأنينة في مرمى قناصة الجيش النظامي المتحصنين وراء سواتر ترابية على مواقع اتخذوها فوق اسطح المباني الشاغرة في وسط المدينة. وقال رضوان حجي القروي والعضو المحلي في الجيش السوري الحر ان «العسكريين حذرونا من انهم سيدمرون القرية اذا انطلقت ولو رصاصة واحدة منها». وبالتالي قرر مقاتلو المعارضة عدم التحرك.وذكر احد الجيران ان قناصة الجيش يطلقون النار عشوائيا على المنازل «عندما يرصدون نشاطا غير اعتيادي».

ويذكر معارضون ان التقدم قائم على الارض وتعجز القوات النظامية عن وقفه. ويقول نقيب حسن الرجل الثاني في كتيبة «حرية» في الجيش السوري الحر انه عند سفح جبل يتعرج منه سهل العاصي «باتت جسر الشغور محاصرة من مقاتلي المعارضة من الشمال والشرق والغرب».

واضاف «عند هذه المحاور الثلاثة بتنا على مسافة كيلومتر واحد من المدينة». وحده المحور الجنوبي الذي يؤدي الى مدينة ادلب يبقى مفتوحا. وقال حسن «وجود ثلاث او اربع قرى علوية يمنعنا من التسلل الى المدينة». وعلى المحور الشمالي استولى المعارضون منذ ثلاثة اشهر على بلدتي دركوش وزرزور، وفي الايام الماضية على بلدتي اليعقوبية وجنودية المسيحيتين المطلتين على سهل العاصي. وبات هدف الثوار الاستيلاء على مدينة جسر الشغور التي كان عدد سكانها 50 الف نسمة قبل الحرب. وقال حسن «لكن المشكلة هي ضمان سلامة العديد من المدنيين الذين يحتجزهم الجيش السوري رهينة وراء اسوارها». واكد ان «العسكريين يستخدمون السكان الذين يمنعونهم من المغادرة دروعا بشرية. لقد جعلوا من المدينة سجنا كبيرا».

في ريف دمشق، نفذت طائرات حربية امس غارات جوية على بلدة كفربطنا والمناطق الواقعة بين مدينتي حرستا وزملكا ومدينة دوما، ترافقت مع اشتباكات في مناطق اخرى من الريف الدمشقي.

ووقع انفجار في سيارة في حي الميدان في دمشق بالقرب من المتحلق الجنوبي ما ادى الى اصابة السائق بجروح، بحسب المرصد. وكان حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة تعرض لقصف فجر امس من القوات النظامية تسبب بمقتل ثلاثة مواطنين بينهم طفل، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى اشتباكات في حي القابون في شرق العاصمة. وفي اطار تداعيات الغارة الاسرائيلية، نددت السعودية امس «بالاعتداء» الاسرائيلي على سوريا ووصفته بانه «انتهاك سافر لاراضي دولة عربية وسيادتها ومخالفة لميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الامن».

في المقابل، اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي في مؤتمر صحافي عقده امس في دمشق ان اسرائيل «ستندم على عدوانها» على سوريا، مجددا من جهة ثانية دعم بلاده للنظام السوري وللحوار الوطني الذي دعا اليه الاسد.

و قال جليلي ان «الكيان الصهيوني سيندم على هذا العدوان الذي قام به ضد سوريا مثلما ندم على حروب الـ33 يوما، والـ22 يوما، والثمانية ايام»، في اشارة الى حرب تموز2006 بين حزب الله واسرائيل في جنوب لبنان، وحربي غزة في نهاية 2008 وفي 2012. وأضاف صالحي ردا على سؤال عما اذا كانت طهران تمد الاسد بمساعدة عسكرية «جيش سوريا كبير بما فيه الكفاية ولا يحتاجون الى مقاتلين من الخارج».

وفي الوضع السوري الداخلي، قال جليلي ان ايران ايدت منذ بداية النزاع حلا سياسيا يقوم على الحوار بين السوريين. وقال «منذ البداية طلبنا من الجميع ان يجلسوا الى طاولة الحوار ويتحقق الحوار الوطني».واضاف ان بلاده دعت الى اجتماع بين الاطراف السوريين يعقد في دمشق «حتى نثبت ان هذا الحوار هو سوري وكافة مؤلفات المجتمع السوري موجودة فيه». ورحب «باي تيار واي مجموعة تلتحق بهذا الحوار»، قائلا «ندعم مشاركة الجميع في سوريا بهذا الحوار».

وقال جليلي «ان المبادرة التي طرحها الاسد تستطيع ان تكون الاساس المناسب لهذا الحوار»، مضيفا «الحل العسكري والتدخل الاجنبي والتصرفات الارهابية مدانة وما يتم دعمه هو الحوار الوطني».

في هذه الاثناء،يبحث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع وزارة الخارجية الصينية تطورات الوضع السوري. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ إن الزيارة التي تستمر حتى السابع من الشهر الحالي تأتي في إطار مساعي الصين للتوصل لقرار سياسي يتعلق بالقضية السورية. وأضافت المتحدثة ان مقداد سيلتقي نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون للتوصل لحسم سياسي فيما يتعلق بالقضية السورية».

اخيرا، وصل نائب وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في زيارة مفاجئة إلى أنقرة صباح امس لعقد محادثات مع مسؤولين أتراك. وذكرت صحيفة «توادي زمان» التى أوردت النبأ أنه من المتوقع أن يجري المسؤول الأمريكي محادثات مع وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ خلال زيارته للعاصمة التركية. وقالت السفارة الأمريكية بأنقرة في بيان إن كارتر سيناقش التهديدات المحتملة من سوريا خلال محادثاته مع المسؤولين الأتراك.و كانت الولايات المتحدة أكدت الأسبوع الماضي أن واشنطن ستؤيد تركيا في دفاعها ضد التهديدات القادمة من سوريا بينما وصلت صواريخ باتريوت الأمريكية إلى الحدود التركية السورية الأربعاء الماضي.