الانتخابات النيابية وثقافة التشكيك
أخيرا تم للأردنيين ما أرادوا، وجاءت الانتخابات لتؤكد أن الإصلاح في الأردن حقيقة واقعة وصلت إلى مرحلة وضع مضامين الشعارات موضع التنفيذ، وجعلت الأردن موضع تقدير المراقبين في الداخل والخارج واحترامهم.
المحاولات اليائسة للمشككين ومن يجتر أفكارهم ويردد أقوالهم للإيحاء بأن الانتخابات مزورة هي محاولات مخالفة للصواب، وجاءت في سياق ثقافة التشكيك التي تعودنا عليها عقب كل عملية انتخاب وبداية مرحلة جديدة في الحياة السياسية الأردنية.
التفكير بإفشال الانتخابات محض أوهام، وتضليل الرأي العام الأردني والدولي بأن ثمة تلاعبا انتخابيا قد تم ما هو إلا كلمات تقال، تجاهلها الأردنيون وتجاهلوا قائليها. ومرحلة النضال من اجل الإصلاح الديمقراطي الشامل سوف تستمر ولن يؤثر بها مؤثر.
الادعاء بطغيان 'المال السياسي وبأنه كان السمة الرئيسية والعامل الأول في تشكيل القوائم الوطنية وشراء المرشحين لا أساس له من الصحة،
ويتنافى مع شهادة المراقبين الدوليين التي نفت حدوث التلاعب بالعملية الانتخابية بكافة مراحل التسجيل والترشيح وفرز الأصوات وإعلان النتائج ،حيث واكبت النزاهة هذه المراحل وقدمت الهيئة المشرفة على الانتخابات مبررات مقنعة للتأخير في إعلان النتائج وأسماء الفائزين.
نجاح الانتخابات والكيفية التي تمت بها وما أسفرت عنه من نتائج، عززت الثقة بنوايا النظام تجاه مطالب الإصلاح الحقيقي، وأنتجت مجلسا شرعيا سليما سيعمق حالة الانسجام الوطني، ويزيل مظاهر التشتت والعصبيات في المجتمع الأردني.
أنهت نزاهة الانتخابات والكيفية التي تمت بها وما أسفرت عنه من الرضا الشعبي العام ، حالة الشكوك بالنوايا تجاه مطالب الإصلاح الحقيقي التي روجت لها قوى الشد العكسي ، وسيمضي الأردنيون قدماً في النضال من أجل إصلاح حقيقي ودولة مدنية ديمقراطية تلتزم بسيادة القانون وتستمد شرعيتها وسلطاتها وفاعليتها من إرادتهم الحرة. fayz.shbikat@yahoo.com