فيضان الموجب والواله وشعيب يهدر 26 مليون متر مكعب في البحر الميت!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

 بين الفرح والحسرة،تأتي الأنباء عن فيضان سد الموجب،إذ وللمرة الأولى خلال الموسم المطري الحالي،يمتلأ سد الموجب وتفيض مياهه إلى البحر الميت،نتيجة للسيول الناجمة عن غزارة الأمطار خلال الأيام الماضية.
وفيضان «الموجب»وان كان الأول له،فقد سبقه فيضان سدي شعيب والواله،قبل نحو شهر وها هي تتكرر قصة فيضانهما مرة أخرى،خلال الأيام الماضية،وتتكرر معها أيضا هدر هذه المياه الى البحر الميت.
والحسرة تتمثل في أن المياه التي تفيض من تلك السدود تشكل في مجموعها كميات كبيرة جدا تقدر بـ26 مليون متر مكعب هدرت بفيضانها الى البحر الميت،بسبب عدم قدرة وزارة المياه والري على توفير التمويل اللازم لتعلية بعض منها او اقامة سدود تجميعية،في وضع مائي للمملكة يعتبر شحيحا ويواجه فيه المواطنون سنويا نقصا بالمياه على مدار العام،لا يقتصر على اشهر الصيف فقط.

كما اضاف وقف التعيينات في الوزارة وخاصة سلطة وادي الاردن عقبة اخرى،فهجرة الكفاءات لاسباب تتعلق بالبحث عن فرص عمل افضل او الوصول الى سن التقاعد المتزامن مع عدم التعيين ادى الى تاكل الكوادر الفنية المختصة بعمل السدود من انشاء وتنفيذ وحتى في الصيانة.
وبالعودة الى فيضان السدود،وبعد أيام قليلة على انتهاء أربعينية الشتاء،وصل مخزون سد الموجب الى كامل سعته التخزينية بـ29 مليون و 800 ألف متر مكعب،بعد موسم مطري كان جافا العام الماضي عليه،ولم يشهد السد آنذاك تخزينا يذكر،بالرغم من أن الموسم المطري الماضي كان جيدا على عموم سدود المملكة باستثناء الجنوبية ومنها سد الموجب.
غير أن ما انقص بهجة امتلاء السد هي الكميات الكبيرة التي أسيلت الى البحر الميت بعد امتلائه والتي تزيد عن12مليون متر مكعب.
وحال سدي شعيب والواله ليس بأفضل منه،إذ أن»شعيب»وبالرغم من صغر سعته التخزينية البالغة مليونا و 400 ألف متر في حال فيضان مستمر منذ العاصفة الثلجية الشهر الماضي،وعلى ذات الحال،فاض سد الواله أيضا خلال الهطول المطري الحالي وللمرة الثانية ووصل الى سعته التخزينية والبالغة 8 ملايين متر مكعب،واضطرت»وادي الأردن»لإسالة أكثر من 12 مليون متر مكعب الى «الميت» منتصف الشهر الماضي.
ويقول أمين عام سلطة وادي الأردن سعد أبو حمور»أنه أمر مؤلم أن نرى المياه تفيض ونضطر لإسالتها الى الأودية المجاورة ومنها للبحر الميت».
ويزيد» نطالب من سنوات بتعلية سد الواله،غير ان عدم توفر التمويل يعيق ذلك، ونتوقع هذا العام البدء بإجراءات التعلية بدراسات جديدة لإمكانية رفع مخزونه من 8 ملايين متر مكعب إلى 25 مليون متر مكعب خاصة وان دراسة قديمة كانت أثبتت الجدوى الاقتصادية لتعلية السد بنحو 10 أمتار أي ما يعادل تخزين 12 مليون متر مكعب».
ودخل سد الواله الخدمة،بعد انتهى العمل فيه عام 2002 وتعرض السد للامتلاء و فيضان مياهه في معظم السنوات الماضية،وتوقفت خطط تعليته بسبب نقص التمويل.
وأقيم السد بهدف تخزين مياه الفيضانات وإعادة شحنها في الطبقة الجوفية المغذية لآبار الهيدان التي تزود العاصمة عمان ومادبا بالمياه وإعادة الاعتبار للأراضي الزراعية في منطقة الواله.
ورغم أن جودة الموسم المطري تشكل بين العام والأخر فرصة لإحياء المطالبات بتعلية هذه السدود التي تتعرض»للفيضان»إلا أن ذلك لا يصطدم فقط بالعوائق المالية بل بالجغرافية أحيانا أخرى حيث حالة «الموجب». 
وتبدو الأمور أكثر تعقيدا في سد الموجب الذي يشكل مصدرا رئيسيا لتزويد العاصمة عمان من خلال محطة الزارة-ماعين ،حيث من غير الممكن تعليته،لكن الحل قد يكون باقامة سد اسفل منه لتجميع اسالة المياه الفائضة ومن سد الواله ايضا.
ويقول ابوحمور» سد الموجب لا يمكن تعليته،لكن ذلك ليس نهاية المطاف،فاقامة سد في منطقة الملاقي يحل مشكلة»الموجب»و»الواله» بافاضة المياه الزائدة بعد امتلائهما اليه،وطبيعة المنطقة الجغرافية قد ترفع الكلف المالية لاقامة سد الملاقي».
في المحصلة،في السنوات التي تشهد هطولا مطريا غزيرا،تتجدد معها فيضانات السدود وخاصة الجنوبية منها،لاعتمادها على الامطار في التخزين وليس على مصادر سطحية،كما تتجدد معها المطالبات ببناء سدود جديدة والتي ستبقى رهن توفير التمويل المالي اللازم.