المعارضة تبحث الحوار مع نظام الأسد

جراءة نيوز -عربي دولي-وكالات:

عقد الائتلاف الوطني السوري الذي يضم غالبية مكونات المعارضة السورية، اجتماعا في القاهرة أمس، بناء لدعوة من رئيسه احمد معاذ الخطيب. وقال عضو الائتلاف سمير النشار ان الاجتماع كان مقررا من قبل ومخصصا للبحث في اسس توزيع مساعدات مالية على المحافظات السورية،لكن التصريحات «غيرت الاولويات».

وأكد سفير المعارضة السورية في فرنسا منذر ماخوس أمس الاقتراح الذي قدمه رئيس الائتلاف الوطني المعارض حول الاستعداد لبدء حوار مع النظام، مشترطا استثناء الرئيس بشار الاسد والمحيطين به من الحوار. وصرح ماخوس لاذاعة «اوروب 1» «نحن مستعدون للتحاور مع ممثلين عن بشار ويمكن ان يوكل سلطاته الى اشخاص اخرين في النظام من اجل التوصل الى حل سياسي اذا كان ذلك ممكنا». الا انه اشترط عدم مشاركة الاسد واي من المحيطين به في الحوار «لانهم مجرمو حرب».

واثار الخطيب مفاجاة امس الاول عندما اعلن استعداده لمحاورة النظام، مشترطا اطلاق 160 الف معتقل لا سيما منهم النساء في سجني المخابرات الجوية وصيدنايا، وتمديد او تجديد جوازات سفر السوريين في الخارج. واقر ماخوس بحصول «بعض المرونة» في موقفنا، لان معاذ الخطيب «يشعر بمسؤولية خاصة لمحاولة حلحلة الوضع ازاء الكارثة التي لا تزال مستمرة في سوريا». الا ان المجلس الوطني السوري

ابرز مكونات الائتلاف، رد على الفور على الخطيب، مؤكدا ان تصريحاته «لا تعبر عن موقف الائتلاف الوطني السوري وتتناقض مع النظام الاساسي للائتلاف ووثيقة الدوحة» التي نشأ الائتلاف بموجبها «من رفض قاطع للتفاوض مع النظام المجرم، والاصرار على رحيله بكل رموزه».

واعتبرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام ان تباين مواقف المعارضين دليل على «تفكك المعارضة السورية في الخارج وتفسخها وعدم تمكنها من اتخاذ موقف موحد ازاء الازمة السورية وسبل حلها». وتوقعت «ظهور تجمع جديد اكثر واقعية واكثر حنكة، هدفه ليس جني المال العربي والغربي، بل العمل على اخراج سوريا من ازمتها».

الى ذلك، أبدت روسيا قلقها أمس من الغارة الجوية الاسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية في سوريا، معتبرة انها تشكل، اذا صحت، انتهاكا للسيادة السورية، في وقت يعقد الائتلاف السوري المعارض اجتماعا للبحث في تصريحات مفاجئة لرئيسه اعرب فيها عن استعداده لحوار مشروط مع ممثلين للنظام.

وتقدمت دمشق أمس باحتجاج رسمي الى الامم المتحدة على الغارة الاسرائيلية، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية. وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان «وزارة الخارجية والمغتربين تستدعي قائد قوات الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان السوري المحتل اللواء اقبال سنغا، وتبلغه احتجاجها الرسمي على الانتهاك الاسرائيلي لاتفاق فصل القوات لعام 1974 والالتزامات التي يرتبها ذلك الاتفاق».

وقالت موسكو أمس ان «روسيا قلقة للغاية ازاء المعلومات بشان ضربة شنتها القوات الجوية الاسرائيلية على مواقع في سوريا قرب دمشق». وتابعت بحسب بيان لوزارة الخارجية «في حال تأكدت صحة هذه المعلومات، فهذا يعني اننا امام عملية اطلاق نار من دون مبرر على اراضي دولة ذات سيادة، في انتهاك فاضح وغير مقبول لميثاق الامم المتحدة». ودان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أمس الغارة الاسرائيلية. وقال صالحي «لا شك ان هذا العدوان يتماشى مع سياسة الغرب والصهاينة الرامية الى حجب نجاحات شعب وحكومة سوريا في استعادة الاستقرار والامن في البلاد». واضاف ان هذه العملية تبرز «تطابق اهداف المجموعات الارهابية مع اهداف الصهاينة». واعتبر حزب الله في بيان اصدره امس ان «العدوان الصهيوني الجديد.. يكشف وبشكل سافر خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين، وابعاده الاجرامية الهادفة الى تدمير سوريا وجيشها واسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة». وعبر الحزب، صاحب الترسانة العسكرية الضخمة، عن «تضامنه الكامل مع سوريا قيادة وجيشا وشعبا»، داعيا المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية الى شجب الهجوم.

من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان اسرائيل «تستغل الاوضاع القائمة في سوريا راهنا لتنفذ سياستها العدوانية غير آبهة بالمواثيق والمعاهدات والاعراف الدولية والانسانية»، بحسب بيان وزعه المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية. واعتبر ان الامر «ليس غريبا عن ذهنية حكام العدو»، في اشارة الى اسرائيل التي ما زال لبنان في حالة عداء معها.

كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية العدوان الاسرائيلي على منطقة «جمرايا» في ريف دمشق وقصفها بالطائرات مركزاً علمياً أدى الى مقتل وجرح عدد من السوريين واحداث تدمير كبير طاول المنشأة وملحاقاتها. وندد الأمين العام للجامعة نبيل العربي، في بيان بـ»هذا الاعتداء الاسرائيلي السافر»، معتبرا إياه «انتهاكاً واضحاً لاراضي دولة عربية وسيادتها بالمخالفة لميثاق الامم المتحدة ولقواعد القانون الدولي وخرقاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

وأبدى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم أمس في بروكسل رد فعل حذرا إزاء العدوان الإسرائيلي. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج للصحفيين «ليس لدي أي معلومات إضافية». وأضاف «بالطبع، هناك مخاطر كبيرة للاضطرابات السورية». أما وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، فقال «مادمنا لم نحصل على أي معلومات بأنفسنا.. مادمنا لا نملك أي معلومة مؤكدة حول ما وردت تقارير بوقوعه هناك، فلن أدلي بأي بيان». في السياق، أعرب الوزراء عن عدم تحمسهم كثيرا للمقترحات التي تردد أن بريطانيا وفرنسا تدفعان في اتجاهها والتي تدعو إلى رفع الحظر على تدفق الأسلحة لسوريا بشكل جزئي للمساعدة فى تسليح المعارضة.

والتزمت اسرائيل الصمت على مسألة الغارة. وردا على سؤال من الاذاعة العامة الاسرائيلية، قال وزير المالية يوفال شتاينتز انه علم بالموضوع «من الاعلام»، مضيفا «بعبارة اخرى لا تعليق». اما تساحي هنغبي وهو عضو في حزب الليكود (يمين) ومقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقال للاذاعة العسكرية «بشكل عام فان اسرائيل لا تنفي و لا تؤكد هذا النوع من الانشطة العسكرية لاسباب امنية». وذكر بان إسرائيل قالت انه «في حال وقوع اسلحة متطورة قادمة من ايران او كوريا الشمالية او روسيا في يد حزب الله عندها يكون تم تجاوز خط احمر».

من جانبه، انتقد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد معاذ الخطيب، احجام نظام الرئيس بشار الاسد عن التصدي للمقاتلات الاسرائيلية. وقال الخطيب في مداخلة مع قناة «الجزيرة» القطرية، «عيب عليك يا نظام بشار الاسد ان تأتي الطائرات الاسرائيلية، وطائراتك تحوم في الجو فقط لتدمر المساجد والجامعات وتقتل المدنيين، وطائراتك تتفرج ولا تتصدى للاسرائيلي». واضاف الخطيب «اقول للنظام.. كل العار الذي جللكم هو اقل مما تفعلونه بعدم التصدي للطائرات الاسرائيلية التي تقصف شعبنا وتشاركونها في قصف هذا الشعب الذي يئن تحت الالم وتحت كل انواع العذاب والتشريد والسجون».

من جانبه، أعلن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية الأخضر الإبراهيمي انه «ليس هناك مجال الآن للتعامل مع الأزمة السورية إلا من خلال مجلس الأمن». وقال الابراهيمي، في تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية في عددها الصادر امس، «ليس عندي وصفة جاهزة لحل القضية السورية أو أي قضية أخرى ، الآن نتحدث مع مجلس الأمن وقلت بصراحة أن الإخوة في سورية عاجزون عن أن يتكلموا ويحلوا مشكلتهم بأنفسهم».

ميدانيا، دارت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بعض الاحياء في جنوب دمشق، والتي تتعرض ايضا للقصف، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني «تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية على اوتوستراد درعا-دمشق بالقرب من حي القدم» في جنوب العاصمة السورية. كذلك دارت اشتباكات بعد منتصف الليل في حي القدم واطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور له. وقصفت القوات النظامية منذ الصباح حي العسالي، بعدما طاول القصف بعد منتصف الليل مناطق عدة في جنوب العاصمة منها حي التضامن ومحيط مخيم اليرموك.

من جهة اخرى، افاد المرصد ان انفجارا ناتجا عن عبوة ناسفة هز منطقة حي الزاهرة الجديدة في جنوب العاصمة عند منتصف الليل، ما ادى الى جرح شخص. والى الجنوب الغربي من العاصمة، دارت اشتباكات في مدينة داريا التي تحاول القوات النظامية منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها، مترافقة مع قصف وقدوم مزيد من التعزيزات العسكرية، بحسب المرصد. ودارت اشتباكات كذلك الى الشمال الشرقي من العاصمة، لا سيما في دوما وحرستا وعربين، ما ادى الى مقتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد. وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يستخدمونها قاعدة خلفية لهجماتهم في اتجاه العاصمة.

وفي محافظة حمص (وسط)، تقصف القوات النظامية حي الخالدية في مدينة حمص، والمحاصر منذ اكثر من ستة اشهر، بينما قتل ستة مقاتلين «بينهم جنديان منشقان خلال اشتباكات مع القوات النظامية على طريق حمص-القصير عند منتصف ليل الاربعاء الخميس»، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد أن اشتباكات دارت صباح أمس بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في محيط «ثكنة المهلب» بمدينة حلب. وذكر المرصد،أن تلك الاشتباكات يرافقها أصوات اطلاق نار متقطع في محيط عدة حواجز عسكرية بمنطقة السريان وبالقرب من حديقة الاشرفية بحلب. وقال المرصد إن اشتباكات دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حيي «العامرية» و»الاذاعة. وأوضح أن مدينة «الباب» وبلدة «الزربة» بحلب تعرضتا للقصف من قبل القوات النظامية.

وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 139 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.

إلى ذلك، غادرت قافلة أمريكية تحمل منظومات اطلاق صواريخ باتريوت ووحدات أخرى لصواريخ أرض جو ميناء الاسكندرونة أمس وتوجهت الى قاعدة عسكرية في اقليم غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا حيث ستنتشر لتعزيز دفاعات تركيا الجوية لمواجهة أي هجوم عسكري محتمل من سوريا.