انتخابات الوطن والنهايات الحزينه
تابعنا جميعاً جميع مراحل الإنتخابات النيابية للمجلس النيابي السابع عشر وقد استبشرنا خيراً بإجراءات الهيئة المستقلة للإنتخابات ...... وقد راهنا عليها وبقينا كذلك، وكنا ندافع ونثق بجميع التصريحات التي كانت تؤكد نزاهة وجدية وحيادية الإنتخابات النيابية ......
وفعلاً ثبت أن ما صرح به دولة رئيس الوزراء أن الإنتخابات هذه المرة ستكون غير كل مرّة وأن الحكومة لن تتدخل بها ...... وفعلاً لم تتدخل الحكومة أو أجهزتها بها وثبت صحة كلام دولة الرئيس ...... لكن حلقة الشفافية والنزاهة لم تكتمل حين لم تحسن الهيئة المستقلة للإنتخابات نهايات عملها ......
وبالتالي ظهر لنا ما ظهر من فجوات كبيرة أثرت على المصداقية التي منحناها للهيئة المستقلة بناءً على باكورة ترتيباتها التي لاقت استحسان الجميع ...... لكن ما حصل ذكرني بالمثل الذي يقول " قال بتعرف تسرق قال نعم .... قال بتعرف تخبي سرقتك .... قال لا قال لا فيك ولا في سرقتك "
وفعلاً هاذ ما حصل فقد تباينت تصريحات الهيئة المستقلة بعد انتهاء عملية الاقتراع فأعلنوا انه سيتم فرز القوائم أولاً ثم المحلية ثانياً لكن بدأت تظهر نتائج الدوائر المحلية وبدأنا نسمع فوز فلان وبعد ساعات خسارته ...... علماً بأن فوزه أعلن من جهة مسئولة في عمليات الفرز ......
ومع ذلك تأخرت النتائج وبدون مبرر حتى أن المؤتمر الصحفي المقرر بعد انتهاء الاقتراع تم تأجيله والسبب أيضاً لم يكن معلوم والأدهى من ذلك كله أن يتم اختفاء صناديق وفرز أخرى بدون السماح للمندوبين بالحضور ويبقى الأمر كذلك ورغم ما صاحب تلك هذه الأخطاء أو التزوير أو التلاعب وتحت أي مسمى كان من عمليات تخريب وتدمير للممتلكات العامة هنا وهناك وإصابات ووفيات للأسف ومهما كان المبرر إلا أنه وبعد ذلك نجد أدله كثيرة تشير إلى وجود شبهة في نزاهة الانتخابات وإلا فكيف يتم العثور على أوراق اقتراع بعضها فارغ وبعضها تم التصويت عليه ......
وكيف نجد محاضر لصناديق الاقتراع لم يتم توقيع المناديب عليها ...... كل ذلك يحصل والهيئة لم تحرك ساكن لتقنع الناس بالذي يحصل ...... وأخيراً تخرج الهيئة المستقلة بإعلان أو بيان أو مؤتمر باهت لم يحمل حتى الشعور بتحمل المسؤلية فالإنتخابات نزيهة بشهادة المراقبين الأوروبيين والمراقبين الأمريكان كأنها انتخابات حصلت على شهادة الأيزو 2013.
أنا لن أناقش ما تبع نتائج الإنتخابات من سجال هنا وهناك خاصة على القنوات الفضائية التي فاز مدرائها بالإنتخابات وباتوا كلٌ عبر قناته يشكك في صدق نويا كل قائمة لا تتبع لقناته ...... أما ما غص في الحلق هوأن تشاهد قناة محلية فاز مديرها يبث احتفالات فوزه وانتصاره من منطقه بيت فجار في فلسطين حتى شعرت بأن المواطنة لم تكن إلا وسيلة دخول إلى مجلس النواب ليس إلا .....
أخيراً شكراً لحكومتنا التي لم تتدخل بالإنتخابات بشكل مباشر ...... وشكراً لمن انتخب وصوت ولم يبع صوته ولكني لا أدري كيف من أتهم باستخدام المال السياسي ومكث خلف القضبان يوم الاقتراع يفوز ويخرج من خلف القضبان ومواطن يودع بالسجن لأنه أخذ 30 ديناراً مقابل الصوت يبقى قابعاً خلف القضبان .
والأغرب من كل ذلك أن نجد أن من يتنافسون على رئاسة مجلس النواب السابع عشر هم من ظهروا على المواقع الالكترونية قبل أيام من يوم الاقتراع وهم يتناولوا كؤوس التفاح على حد قولهم والله أعلم ...... ونهاية حديثي أدرك أن الانتخابات قد انتهت وفي القلب غصة ورغم كل المراهنات على الإنتخابات إلا أنها كانت إنتخابات وطن ولكنها جاءت بنهايات حزينة…... فحمى الله الوطن من عبث العابثين وفساد الفاسدين .