الجـيش المصـري يخـرج عن صمتـه ويحـذر مـن «انهـيـار الدولـة»

جراءة نيوز -عربي دولي-وكالات:

بعد أن خرج رابحا في كانون الأول الماضي من اختبار قوة مع المعارضة حول الدستور، يواجه الرئيس المصري محمد مرسي أزمة جديدة، سيكون من الصعب عليه هذه المرة نزع فتيلها من دون تقديم تنازلات، حسب المحللين،ودخل الجيش المصري، الذي التزم الصمت منذ بداية الاضطرابات التي أوقعت 52 قتيلا في بضعة أيام، على الخط أمس، محذرا من "انهيار الدولة" إذا ما استمر الوضع الحالي في البلاد.

وطالب وزير الدفاع القائد العام للجيش "كل القوى السياسية" بأن تضع نزاعها وخلافاتها جانبا، من أجل إيجاد حل "للتحديات والإشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه مصر حاليا"،وشدد على أن الجيش يواجه "إشكالية خطرة"، وهي "كيفية المزج بين عدم مواجهة المواطنين المصريين وحقهم في التظاهر، وبين حماية وتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية، التي تؤثر في الأمن القومي المصري، وهذا ما يتطلب الحفاظ على سلمية التظاهرات ودرء المخاطر الناجمة عن العنف أثناءها".

وجاءت تصريحات السيسي غداة إقرار مجلس الشورى، الذي يتولى السلطة التشريعية حاليا في البلاد، قانونا يتيح للجيش المشاركة في حفظ الأمن،وكان الرئيس المصري خاض من قبل اختبار قوة مع جبهة الإنقاذ الوطني (ائتلاف المعارضة الرئيسي) حول مشروع دستور أعدته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون.

لكن الجبهة رفضت الحوار مع الرئيس ودعت إلى تظاهرات في المحافظات كافة الجمعة المقبلة،ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد "هذه الأزمة لن تمر بسهولة"، موضحا أن الأزمة السابقة حول الدستور كانت "مواجهة بين القوى الليبرالية واليسارية من جهة، والإسلاميين من جهة أخرى، ولم تكن الجماهير بالمعنى الواسع مشاركة فيها".
وتابع "أما في اللحظة الراهنة، فقد دخلت الجماهير غير المنظمة التي لا تنتمي بالضرورة لأي تنظيم سياسي في المعادلة، وخرجت تعبر عن استيائها من تردي أوضاعها وأحوالها المعيشية".
في ظل هذه المعطيات "لن يكون هناك حل من دون تنازلات من الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها"، حسب ما يقول الكاتب في صحيفة الشروق عبد الله السناوي.
وتصريحات اللواء السيسي، حسب السناوي "إنذار واضح لمرسي وإنذار بدرجة أقل للمعارضة".
ويعتقد السناوي أن الرئيس المصري ربما يضطر إلى "تقديم تنازلات والاستجابة لأكثر مطالب جبهة الإنقاذ الجوهرية، وهي تشكيل حكومة إنقاذ، يضع على رأسها شخصية وطنية مثل محمد البرادعي (أحد قادة جبهة الإنقاذ)".
لكن كاتبا معروفا مقربا من الإسلاميين وهو فهمي هويدي، ذهب أبعد من ذلك،حيث قال في مقال نشرته صحيفة الشروق "ستكون شجاعة من الرئيس إذا بادر بالإعلان عن انتخابات رئاسية مع الانتخابات النيابية" التي يفترض أن تتم خلال الشهور الثلاثة المقبلة