الأصل للأصل والقوة النووية



من الشر تولد الخير ..ومن النار تكونت الجنةِ ..ومن الثنائية قد تولد الكون ..إن دققنا النظر فكرياً و إدراكاً للمدركات فقد يتبين لنا بأن الأصل في الأصل , وهكذا فإن الثنائية هي المرتكز الذي ترتكز عليها الكونيه , حتى باتت الثنائية هي أداة تحكم وضبط وربط للشؤون الكونية والأرض والحياة للأحياء والجماد وكل المكونات الكونيه بجزئياتها , لهذا ففي النظر للخلق فقد خلق على هذه القاعدة الثنائية / أو الزوجية, وخلقنا من كل زوجين إثنين ( ص )

كما وإن الخلق لم يخلق على القاعدة الفردية – الوترية – فإن خُلق الخلق على القاعدة الفردية لن يحصل التطور الكوني والتطور الأرضي و النشأة التطورية لعناصر الخلق المتجددة . ولن يكون هناك خلق قطعياً , إذن فالفردية تبقى حصرية لله الواحد الأحد , لهذا لم يلد ولم يولد , ولهذا لم يكن لهُ كفؤ أحد , وأما ما دون الذات الإلهية التي لا تقبل الثنائية, إذن فهناك كونياً وأرضياً القاعدة الثنائية , ولهذا فالوحدانية لم تعطى لأي كائن من كان ..

وعندما خلق آدم كإنسان فلم يترك كمخلوقٍ متفردٍ متميزٍ , فكان ولابد أن يكون لهُ المرتكز الآخر الثنائي وهكذا أُستل منهُ كائن آخر وهي حواء , ومن هنا قد بدأت الثنائية كقاعدة لبني الإنسان , كما قبل ذلك قد تشكلت القاعدة الكونية الثنائية , الأصل في الأصل , في الملائكة فقد خلقت سيان , وكي لا تبقى هي الأخرى متفردة في الخلق فقد خلق ملاك آخر حيث شكل الثنائي الملائكي وهو الملاك إبليس وكان ذو خصوصية خاصة وقد تشكل منه طائفة تتبعه

وهكذا بات في داخل إطار الملائكة الثنائية , ملائكة الخير والشر الشيطانية ...وعند الهبوط للأرض بعد تهيئتها لبني الإنسان , كان الهبوط للإنسان و الشيطان كثنائي , فأصبح في الأرض آدم وحواء ومنهم كان التوالد لتستمر الحياة على هذا المنوال ثنائية الكائن البشري , والشيطان لا يجب أن يبقى هو الأخر منفرداً متفرداً , لا فمن ذاته راح يستولد ذوات شيطانية أخرى لتتم الثنائية .

وقبل هبوط الإنسان و الشيطان للأرض , كانت على الأرض الأحياء تعيش دون إدراك في مفاعيل الشر والخير , بل كانت تعيش على الثنائية في التوالد وفي التعاملات البينية وهي ثنائية الغريزية التوادد و التقاتل , أما في هبوط الإنسان والشيطان للأرض فقد تشكلت ثنائية الخير الذي فطر عليه الإنسان كصفة من صفاته , الخير ليؤدي للتزاوج والزوجية فتستمر عليها البشرية لنهاية الخلق , والخير منفرداً لا يجوز في الكون والحياة

فيجب أن يكون هناك طرف ثنائي , فكان الشر الذي حمله الشيطان معه للأرض بهِ يفتن الإنسان ,وليحدث في الأرض الصراع ما بين طرفي المعادلة صراع الخير و الشر , الصراع مع الشيطان ومن إتبع خطى الشيطان من بني الإنسان , فالشيطان حامل الشر قبل أن يُخلق الإنسان حامل الخير ليصارع بهِ الشر , الشر الذي سكن نفسه من يوم دخل إبليس جسد أدم يوم كان فخاراً أمام الجنة لمدة أربعين عام وقبل أن ينفخ الله عز وجل الروح بآدم

وهكذا تلوثت الروح القدس داخل جسد آدم بخباءث أنفاس إبليس الذي تجول بجسد آدم وهو فخار محاولاً إكتشاف ماهية هذا المخلوق الملقى أمام الجنة , ولهذا سكنة رائحة الشر جزئيات جسد آدم وعندما نفخ الله الروح القدس في آدم فقد سكنة روحه عناصر الخير ممزوجة في الشر المسكون مسبقاً , وهكذا أوجد الله جل جلاله صراع الثنائية في نفس الإنسان والأرض

 وفي يوم الدينونة أيضاً توجد الثنائية الحساب والعقاب , فأوجد لهذه الغاية أيضاً الثنائية النار و الجنة , فالنار لمن كفر بوحدانية الله عز وجل , وأصر أن يكون له شريك , والإشراك هو أن يؤمن المشرك بأن لله ثنائية , والجنة لمن آمن وسار على الهدى والصراط المستقيم ( ماهو الصراط المستقيم ؟! سنتحدث عنه بغير تلك المفاهيم المعروفة لدى العامة في مقالة أخرى )

وهنا نسأل أنفسنا السؤال التالي , من هو الأصل في الأصل ؟! هل النار هي الأصل منها جاءت وتكونت وتخلقت الجنة , أو إن الجنة هي الأصل وكانت النار قد خلقت من الجنة ؟! للحقيقة كانت النار هي الأصل والجنة من الأصل , النار خلقت قبل الجنة , وذلك إعتماداً على الآية , بأن الكون كان دخان , وإن عرش الرحمن على الدخان قد إستوى , يمكن مراجعة نشأة الكون للكاتب على النت موسعة وشمولية .
نعود للأرض ..

كما أشرنا كانت ومازالت الأحياء على الأرض تستند في عيشها وحياتها على القاعدة الثنائية , وهذه القاعدة لإنعدام الشكية بها فهي قانونية الأصل في الأصل , وحتى نتأكد من قانونيتها سنستعرض بضع الأمثلة التأكيدية , وإن طالت المقالة مع كل المختصرات أعتذر , فالذهب والنحاس يشكلان الثنائي المتحد , وفي الهواء الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون , وفي الطعام , المالح و السكري ,وفي المذاق المحبب و المنفر , وفي العاطفة , الحب والكراهية , وفي الجمال , الجميل والقبيح , وفي الحجم , الكبير والصغير , وفي القوة , القوي والضعيف , وفي الدرجات , العالي و الوضيع

وفي العلم , العالم و الجاهل , وفي الثراء , الغني والفقير , وفي الحكم , الحاكم والمحكوم ,وفي الأخلاق , النبيل والخبيث , وفي الحق , الحرام والحلال ,وفي الشريعة , الإيمان والكفر , وفي الأمانة , الأمين والحرامي , وفي الحديث , الصادق والكاذب , وفي العمارة ,البناء والخراب , وفي الأرض الزرع والضرع ,وفي الكون الظلام والنور , والأمثلة لن تنتهي وحيثما نظرنا فدققنا النظر نجد الثنائية , ونجد الخير والشر , وفي الجسد الكثير من الثنائيات , إذاً فإن الأرض قامت وتستند وترتكز على مرتكزها القانوني , الأصل للأصل.

ومن يتحدث عن الوسطية هنا عليه أن يدرك الوسطية قد تميل ذات اليمين وذات الشمال في بهذا ليست ذات جدوى فكرية تستحق الدراسة والبحث ،والأن نصل لأصل المقالة والغاية والهدف لهذه الثنائية , فهناك ثنائية لم يأتي لها على ذكر , القوة النووية

نعم حتى هذه اللحظة لم يجد العلماء أو الإنسان على الوجه الأدق , الأصل في أصل القوة النووية , فالقوة النووية إن قلنا هي الأصل , هنا نقول هل لها أصل جذري لتخضع لقانونية الأصل للأصل , ففي ثنائية القوة , فالقوة لا تنبثق إلا من القوة , هنا ما هي القوة التي إنبثقت من القوة النووية ؟! فالعصف النووي , والتلوث النووي هي أدوات من أدوات القوة النووية؛ إذن هناك قوة أقوى وأعتى قد وهبة القوة النووية قوتها وجبروتها , هنا توقف الإنسان والعلماء عن إيجاد أصل القوة النووية لتخضع لقانونية الأصل للأصل .

ونحن نقول هنا أن أصل القوة النووية هي القوة الشمولية ,التي وهبة القوة النووية قوتها وجبروتها ومكانتها كقوةٍ جبارةٍ عاتيةٍ لا تجاريها القوى الأخرى , وهنا نعود للقول فإن كانت ثنائية القوة الضعف , إذن ففي القوة النووية ضعف يجب إيجاده لنطبق قانونية الأصل للأصل .

فالقنابل النووية التي ضربة مدن اليابان هيروشيما ونيكازاكي , لم يأتي لنا العلم والعلماء بقوةٍ ثنائيةٍ تبطل وتنهي مفاعيل القوة النووية , ولم نسمع إن هناك دولة صنعة ما ينهي مفاعيل القنبلة النووية , هذا دليل بأن عقل الإنسان قد توقف هنا مذهولاً مستسلماً , لكن ولأن قانونية الأصل للأصل لا يجب أن يكون فيها الشكية أو ثغرات أو إستثناءات حتى لا تتحول هذه القانونية إلى نظرية أو فرضية

هنا ولهذا لن تبقى القوة النووية متفردة بوجودية الثنائية الكونية التي تتحكم وتسود الحياة الكونية ككل , هنا لابد أن نقدم رؤية الوجيز البسيط بهذا الخصوص لضيق حيز النشر , القوة النووية أين مكامن ضعفها ؟ وأين ثنائيتها القانونية ؟

نعم :- إن تلاشي القوة النووية تكمن بذات القوة التي تستند عليها , فما هي ؟! هي القوة الشموليةالتي هي أصل قوة القوة النووية , وهي أصل القوى الكونية جمعاء , نبذة عن القوة الشمولية , القوة الشمولية هي محرك كل متحرك وبدونها لن يتحرك كائن حي أو جماد , وهي التي ترفع كل مرتفع , وتسقط كل ساقط , وتحيي كل حي , وهي روح الكائنات الحياة , وهي تميت كل ميت , وتهب القوة لكل قوي , وتنزع القوة عن كل قوي

 إذن هي الأصل في الأصل , وهي الشيء بذاته , وليست النقيض , إذن هي الشيء بالشيء , والأصل في الأصل , فأصل القوة النووية أصلها هي القوة الشمولية ( يمكن مراجعة كتاب القوة الشمولية في نقض الجاذبية الأرضية )

فالقوة الشمولية التي تسير الإنسان والحيوانات , وعليها تحيى النباتات , وعليها تطير الفراشات والطائرات , وعليها تبحر السفن و الغواصات وعليها تسير الدبابات والسيارات وحنطور الخيل والجرافات وتحرك الجماد والسحب والأمطاروتسير وتحرك المجرات والنجوم في محاورها وأفلاكها وتحملها بذات الوقت

 فهذه القوة الشمولية تستطيع بكل يسراً وسهولةٍ إنهاء مفاعيل القوة النووية , ذلك بحرمان القوة النووية من عناصر قوتها وهي القوة الشمولية روح القوة النووية كما هي روح الكونية والأرض وما يدب على الأرض من دبيبها وأحياءها ومن منكم شاهد ميتاً يموت واقفاً , لهذا فالقوة الشمولية هي التي تسقط التفاحة والأمطار والميت ،القوة الشمولية ما هي في لغتنا العامية , هي الهواء في الأرض , وما وراء الغلاف الجوي الغازات بكل مسمياتها

إذن هواء القوة الشمولية هو الذي يعطي القوة النووية تفاعلاتها وقوتها وعصفها النووي التفجيري وهو حامل التلوث النووي , هنا إن تم لنا حرمان القوة النووية من أصل قوتها وهي القوة الشمولية , فلن يصبح للقوة النووية في هذه الحالةِ إلا برق و صوت رعدي تفجيري كمفرقعات الأفراح والإحتفالات وينتهي سريعاً .

ودعوننا نلقي نظرة لتأكيد القوة الشمولية روح القوى الكونية جمعاء , وهي التي تمد كل قوةٍ بمفاعيلها .فلو نظرنا وتذكرنا إنفجار المفاعل النووي في شرنوبل الروسي , فإننا شهدنا الروس قد قاموا في طمر المفاعل المحترق في التراب ,وذلك من خلال حمل الطائرات للتراب ورمية على المفاعل من الجو , وكانت الغاية هي منع تسرب الإشعاع النووي للبيئة والأجواء من خلال حمل الهواء للإشعاع وإرساله للدول المجاورة ومحيط الكارثة .

ولنلقي نظرة أخرى على إنفجار المفاعل النووية اليابانية التي ضربها الإعصار الأخير , حيث تم طمر المفاعل في الماء , وهذا الإجراء أيضاً لمنع تسرب الإشعاع النووي في محيط الكارثة وللدول المجاورة والمحول بفعل الهواء , وفي مثال ثالث , وهو أن الدول الصانعة للقنابل النووية تقوم بتجاربها في باطن الأرض أو في قلب المحيطات , ومن هنا نأخذ علم ودرس بأن التراب أو الماء هي عناصر مانعة للتسرب الإشعاعي النووي , وهذه الإجراءات لمنع الهواء من حمل الإشعاعات القاتلة للإنسان , الهواء هواء القوة الشمولية التي حملت التراب والطائرات بذات الوقت ,وهي التي دفعت الأمواج لغمر المفاعل الياباني .

نعم الهواء من كان يستهزء بهِ وبقوتهِ الخارقة فهو ناكر للحق و الجميل ولا يؤمن بجند الله التي لا ترونها ولا يدرك الحقيقة المطلقة وإنها هي التي ترفع السماء بلا عمداً ترونها, هل رأيتم عظمة الله في النفس الجارية في أجسادكم ومحركها وهو حامل السماء ونجومها ومحركها كي لا تسقط للدرك الأسفل , سبحان الله أبديه ,
نحن هنا نريد الهواء أن نجعلهُ أداة حرمان القوة النووية من قوتها , وكيف ؟!

هنا ماذا لو حرمنا التفجير النووي فوق سطح الأرض من الهواء بحد ذاته , الهواء المشبع في الأوكسجين وهو أيضاً أداة نقل وحمل العصف النووي و التفجير النووي , والتفجير النووي إن لم يجد التفاعل الطبيعي مع الأوكسجين , سيتحول إلى إنفجار موضعي وكأنهُ إنفجار تم بباطن الأرض أو بقلب المحيطات , وكيف نحرم التفجير النووي من الهواء إذن .

وهو في إبعاد أو إنزياح الهواء عن منطقة التفجير , والإنزياح يتم من خلال تفجير قنابل فراغية جبارة في محيط التفجير النووي , على أن يكون بذات وقت إنفجار القنبلة النووية , وذلك التزامن يعتمد على زرع مسبق للصواريخ و القنابل الفراغية في محيط كل المناطق الإستراتيجية من صناعية و مدن ومعسكرات مرتبطة بجهاز ( رختر ) فحينما يجري الإنفجار النووي تنفجر تلقائياً القنابل الفراغية لإبعاد الهواء المحيط في منطقة التفجير النووي , وبهذا يتم إفشال التفجير النووي , ويمكن كذلك لماكنات شفط عملاقة تقوم في شفط الإنفجار النووي إلى فلاتر كبيره

وهكذا نمنع أولاً الإنفجار من الإكتمال و منع الإنتشار والتلوث النووي , وقتل التفجير بحرمانه من ألهواء المغذي للتفجير النووي , والإنشطار النووي لن يتم بصورة شاملة وقد يكون إنشطار ضعيف جزئي ,, وهكذا نكون قد أثبتنا بأن الأصل للأصل , ونكون للقوة النووية قد أوجدنا لها جذرها الأصيل المتأتي من أصل القوة الشمولية وتبقى الأصولية دون شكية ولن تعتريها الريبة والشك الذي قد يحولها إلى نظرية .