أوباما : أعمل جاهداً على تقييم التدخل عسكرياً في سوريا

جراءة نيوز - عربي دولي-وكالات:

قال الرئيس السوري بشار الاسد ان قواته تستعيد زمام المبادرة على الارض في مواجهة المقاتلين المعارضين، فيما قال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه يعمل جاهدا على تقييم مسألة ما اذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الحرب الاهلية الدائرة منذ 22 شهرا سيساعد في حل هذا الصراع الدامي ام انه سيؤدي الى تفاقم الامور. وفي يوم تستضيف باريس لقاء يطالب خلاله الائتلاف السوري المعارض المجتمع الدولي بدعم بالمال والسلاح، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان سوريا معرضة للسقوط في أيدي الجماعات الاسلامية المتشددة مالم تقدم الجهات الداعمة للمعارضة السورية مزيدا من المساعدة لها.

ونقلت صحيفة «الاخبار» القريبة من دمشق وطهران عن زوار التقوا الاسد في قصر الروضة الرئاسي في دمشق، تأكيده ان «الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض بصورة كبيرة جدا وانه حقق نتائج هامة، أضيفت الى ما حققه خلال الأشهر الاثنين والعشرين الماضية»، مشيرا الى ان «ما حققه الجيش سيجري تظهيره قريبا».

واوضح الاسد بحسب الصحيفة، ان الجيش النظامي «منع المسلحين من السيطرة على محافظات بأكملها، وبالتالي ظل ملعبهم بعض المناطق الحدودية مع تركيا والأردن ولبنان إلى حد ما، فضلا عن بعض الجيوب في ريف العاصمة التي يتم التعامل معها». واكد الرئيس السوري ان «العاصمة دمشق في حال أفضل، والنقاط الاستراتيجية فيها، وبرغم كل المحاولات التي قام بها المسلحون، بقيت آمنة، ولا سيما طريق المطار».

وتشن القوات النظامية السورية في الفترة الاخيرة حملة عسكرية واسعة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.

ووصلت الاشتباكات في تشرين الثاني الماضي الى محيط المطار وادت الى اغلاق الطريق المؤدية اليه، قبل ان تعود السلطات وتقول ان الطريق بات «آمنا» والمطار يعمل «بشكل طبيعي»، علما ان مسؤولين سوريين استخدموا مؤخرا مطار بيروت للسفر الى الخارج.

وانتقد الاسد الدعم الذي تقدمه تركيا للمقاتلين المعارضين، معتبرا ان اغلاق انقرة حدودها في وجه هؤلاء، يمكن ان يحسم «الأمور خلال أسبوعين فقط». واشار الى ان «المجموعات المسلحة الممولة من الخارج تلقت ضربات قاسية خلال الفترة الماضية»، في خطوات تقاطعت مع حركة دولية «كان من أبرزها إدراج الولايات المتحدة لجماعة جبهة النصرة على لائحة الإرهاب»، متوعدا ب»تصفية هذا الفرع القاعدي بالكامل». ورأى ان حليفته موسكو ستبقي على دعمها له «فهي تدافع عن نفسها، لا عن نظام في سوريا».

وعلى صعيد الحل السياسي، شدد الاسد على ان «لا تزحزحا عن بنود اتفاق جنيف» الذي تم تبنيه من قبل مجموعة العمل حول سوريا في 30 حزيران، ولا يأتي على ذكر تنحي الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته في العام 2014. وقال الاسد ان الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي طرح عليه خلال زيارته دمشق الشهر الماضي «فكرة التنحي في المرحلة الانتقالية»، لكن الرئيس السوري «قطع عليه الطريق»، واكد له ان ما سيحسم وجهة الحل هو الوضع الميداني الذي يتحسن يوما بعد آخر» لمصلحته. وكان الرئيس السوري طرح في السادس من الشهر الجاري خطة للحل رفضتها المعارضة والدول الداعمة لها لانها لم تأت على ذكر تنحي الاسد عن السلطة.

وقال اوباما انه يعمل جاهدا على تقييم مسألة مااذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الحرب الاهلية الدائرة منذ 22 شهرا في سوريا سيساعد في حل هذا الصراع الدامي ام انه سيؤدي الى تفاقم الامور. ورد اوباما في مقابلتين على منتقدين يقولون ان الولايات المتحدة لم تتدخل بما يكفي في سوريا حيث قتل الاف الاشخاص وشرد ملايين وفقا لمسؤولي الامم المتحدة. ونشرت نسختان من المقابلتين الاحد. وقال اوباما في مقابلة مع مجلة نيو ريببليك نشرت على موقع المجلة على الانترنت «في وضع كسوريا علي ان اسأل هل يمكن ان نحدث اختلافا في هذا الوضع...» وقال ان عليه ان يوازن بين فائدة التدخل العسكري وقدرة وزارة الدفاع على دعم القوات التي مازالت موجودة في افغانستان حيث بدأت الولايات المتحدة سحب القوات المقاتلة بعد 12 عاما من الحرب. واضاف «هل يمكن ان يثير التدخل اعمال عنف اسوأ او استخدام اسلحة كيماوية.. ماهو الذي يوفر افضل احتمال لنظام مستقر بعد الاسد.. وكيف اقيم عشرات الالاف الذين قتلوا في سوريا مقابل عشرات الالاف الذين يقتلون حاليا في الكونجو».

وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» في شبكة تلفزيون سي.بي.اس رد اوباما بغضب عندما طلب منه التعليق على انتقاد بان الولايات المتحدة احجمت عن المشاركة في قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية مثل الازمة السورية. وقال اوباما ان ادارته شاركت بطائرات حربية في الجهود الدولية لاسقاط معمر القذافي في ليبيا وقادت حملة لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي. ولكنه قال انه بالنسبة لسوريا فان ادارته تريد التأكد من ان العمل الامريكي هناك لن يأتي بنتائج عكسية. وقال «لن يستفيد أحد عندما نتعجل خطواتنا وعندما.. نقدم على شيء دون ان ندرس بشكل كامل كل عواقبه».

من جانبه، قال فابيوس أمس ان سوريا معرضة للسقوط في أيدي الجماعات الاسلامية المتشددة مالم تقدم الجهات الداعمة للمعارضة السورية مزيدا من المساعدة لها في الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا ضد الرئيس بشار الاسد. وفي كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر في باريس مع كبار أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض، قال فابيوس ان الاجتماع يجب أن يركز على جعل المعارضة أكثر تماسكا سياسيا وعسكريا لتشجيع المساعدة الدولية. وأضاف «في مواجهة انهيار دولة ومجتمع هناك خطر بأن تكسب الجماعات الاسلامية أرضا اذا لم نتصرف كما ينبغي». وتابع «لا يمكن أن ندع ثورة بدأت باحتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية تتحول الى صراع بين ميليشيات».

ويهدف الاجتماع الذي تشارك فيه دول غربية وعربية والنواب الثلاثة لرئيس الائتلاف الوطني السوري الى معالجة التفكك الذي أدى الى عدم الوفاء بوعود المساعدة. وقال رياض سيف أحد نواب رئيس الائتلاف السوري ان الوقت ليس في صالح المعارضة وانها لم تعد تريد وعودا بالدعم لا يتم الوفاء بها. وأضاف أن المعارضة تحتاج الى حكومة مؤقتة أو انتقالية لتقديم المساعدة الى ملايين السوريين في المناطق «المحررة» والمساعدة على اسقاط نظام الاسد. وأشار الى أن المعارضة قالت منذ البداية انه ينبغي أن يكون مقرها في سوريا ولكنها لم تتلق حتى الان أي أموال تكفي لادارة حكومة. وقال سيف ان الائتلاف يفتقر الى السبل المالية والعسكرية اللازمة للتمركز في سوريا ودعم المدنيين في الميدان. وأضاف أن الائتلاف يبحث مع أصدقائه كيفية حماية المناطق «المحررة» بأسلحة دفاعية ويناقش سبل الحصول على مليارات الدولارات لاعداد ميزانية. وتابع أنه في حال عدم وضع هذه الميزانية فلا جدوى من تشكيل حكومة.

وقال جورج صبرا وهو نائب اخر لرئيس الائتلاف الوطني السوري ان الائتلاف يحتاج الى 500 مليون دولار على الاقل لتشكيل حكومة. غير أن تفكك المعارضة أثنى الغرب عن زيادة مساعداته لها خاصة الاسلحة المتطورة والذخيرة التي يحتاج اليها المعارضون بشدة. وقال صبرا ان المعارضة تحتاج الى السلاح منذ اللحظة الاولى مشيرا الى أنه في اخر اجتماع لاصدقاء سوريا اعترفوا بحقوق المعارضين في الدفاع عن أنفسهم ولكنه تساءل ما معنى ذلك اذا لم يستطع المعارضون تقديم المساعدة للضحايا.

ورغم ذلك تجنب فابيوس مسألة تسليح مقاتلي المعارضة مؤكدا قلق الدول الغربية من وقوع الاسلحة في أيدي الاسلاميين في سوريا وفي أنحاء المنطقة المضطربة.

ميدانيا، وقعت معارك عنيفة بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين أمس في جنوب دمشق فيما قتل عشرة مقاتلين معارضين في مواجهات ليلا في شرق سوريا على ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح المرصد «ان معارك عنيفة تدور بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حي القدم (جنوب دمشق)، ترافقها انفجارات». واضافت هذه المنظمة غير الحكومية التي تستند في معلوماتها على شبكة ناشطين واطباء في جميع المناطق السورية ان معارك اندلعت قرب مبنى الدفاع الجوي في المليحة بجنوب غرب دمشق. وفي القطاع نفسه تتعرض مدينة داريا التي يسعى النظام الى استعادتها وكذلك مدينة المعضمية للقصف بالقذائف. ولم يتوقف القصف ليلا على منطقة الغوطة الشرقية شرق دمشق حيث قتل مسلحان معارضان بحسب المرصد.

وفي الحسكة شرق سوريا قتل عشرة مقاتلين معارضين في معارك دارت ليلا مع القوات النظامية بحسب المرصد.

وفي حمص (وسط) تعرض حي الخالدية الذي يسيطر عليه المعارضون للقصف. ويحاصر الجيش منذ اكثر من ستة اشهر عدة احياء فيها بينها الحي القديم.

من جهة اخرى تبنت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة تفجيرا انتحاريا أمس في بلدة السلمية في محافظة حماة وسط سوريا، وادى الى مقتل 42 شخصا، بحسب ما اعلنت الاحد في حسابها الخاص على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي. وجاء في البيان الذي نشرته الجبهة «في تمام الساعة 7,28 (17,28 تغ) من مساء يوم الاثنين 21/1/2013، قام الاستشهادي البطل ابو عبد الجبار النجدي.. بتفجير شاحنة محملة بثلاثة اطنان ونصف من المواد المتفجرة في منطقة السلمية، وفي اشد المناطق تحصينا».

وارتطمت قذيفة صاروخية يشتبه في إطلاقها من سوريا في منزل بمحافظة شانلورفا الحدودية جنوب شرق تركيا ليلة الأحد الاثنين. وذكرت وكالة الأنباء التركية «الأناضول» أمس أن الارتطام لم يسفر عن انفجار أو وقوع إصابات.

في سياق آخر، حذرت الأمم المتحدة من ارتفاع عدد اللاجئين الفارين من سوريا خلال كانون ثان الجاري بصورة قياسية. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 125 ألف سوري نزحوا إلى دول مجاورة منذ مطلع العام، وهو العدد الأكبر في شهر واحد من أشهر الصراع في سورية الـ22.