إلى ...؟؟؟
كم يتمنى المرء من أن يحس بقيمته في وطنه ويجد له الاحترام والتقدير، وأن يكون ذا بال من مسؤولي وطني الذين تربعوا على كراسيهم ، وكأنهم أباطرة كسرى المنتفخة أوداجهم ، الملئ جيوبهم من خيرات ومقدرات الوطن التي لم يكونوا لها أهلا ، ولم يكونوا للمناصب كفؤا إلا من رحم ربي.
وكم يتمنى كل واحد فينا أن يرى وطنه أفضل الأوطان وأجمل الأوطان وأرقى الأوطان ، وأن يباهي به الدنيا .
لو قارنا بين بلدنا الأبي الأشم الأردن وبلدين آخرين مسلمين كتركيا ، وماليزيا ، لوجدنا اختلافا كبيرا ، قد يظن البعض الاختلاف في العادات والتقاليد واللغة وقد تصل للمأكل والملبس كما يخيل للقارئ الكريم ، ولكن ليس هذا الذي أريد.
فتركيا مثلا نهضت بأقل فترة من الزمن وأصبحت ذات قدرات وإمكانات ، وأصبح لها شأن بين الأمم وفي المحافل الدولية بعد فترة من الركود وعدم التقدير من دول العالم.
فقام مسؤوليها كل بمسؤوليته وبما يملي عليه الواجب والضمير والخلق والدين ،من عمل واهتمام ليبني البلد ويعمل على رفعة شأنها والعمل من اجل الصالح العام للبلد وليس للفرد وبعيدا عن الأنانية والنرجسية .
فأردوغان جعل المنصب عملا ولم ينف أنه من أسرة فقيرة وكان يبيع البطيخ وغيره ، في شبابه ليساعد والده في أعباء الحياة، وعندما آل إليه المنصب لم يفرح لفقره ليسلب وينهب ويعوض أيام العوز التي عاشها بل جد وأجتهد فجعل البلد واحة غناء لأنه يريد لوطنه الخير، ويريد للبلد النماء والتطور والرقي ، وكل مسؤول عمل معه تفانى في خدمة تركيا ، حتى بدأوا بمزاحمة الدول المتقدمة بالصناعة ليثبتوا للعالم أن العقول والقدرات تصنع المستحيل وليس السلب والنهب والعبث بمقدرات البلد وليبقي الوطن في مهاوي الردى كما في ..........
فما نشاهده من رقي وتطور لم يكن ليتحقق لولا تضافر الجهود بين المسؤول والمواطن، فالكل حمل هم الوطن ، وحمل المسؤولية وقام بها خير قيام ، فانتعشت البلاد وعم الخير والرخاء والنعيم ، بعد أن ساد الركود وأصبحت بلا ديون خارجية ، وكان الفرد بائسا يائسا ولكنه ، أصبح باسما مستبشرا عندما وجد من يرعى حقوقه ويخاف على مصلحته وعلى مصلحة وطنه .
فهل من مقارنة بيننا وبين تركيا ؟
قد يقول قائل تركيا فيها مقدرات وفيها خيرات وفيها متطلبات ومستلزمات الصناعة ، ولكن أقول ليست جميعها موجودة ولكن الإرادة تصنع المستحيل ، فهل نحن لا نمتلك المقدرات والثروات ؟ ألا نمتلك الإرادة ويتوفر لدينا ذوي عقول ولدينا مقدرات خسرناه من جرد الوطن من ثوب عزه ومن ثوب كبريائه؟ لأن من يستلم المنصب لا يهمه إلا قضاء فترة نقاهة المنصب بكل مزاياها ، وعمر حدا لا حوش""؟؟
وماليزيا تلك البلد المسلمة التي خرجت من ديون مثقلة أثقلت كاهلها وأرهقت موازنتها ردحا من الزمن ، حتى قيض لها من يخرجها من كبوتها ولتضاهي الدنيا بصناعاتها، وبسياحتها ، وبكل شئ بل خرجت من الديون الكبيرة التي أقضت مضاجع ساكنيها، وخرجت بفائض مالي كبير عاد بالنفع على البلاد والعباد وقلصت البطالة في البلد بشكل كبير.
كيف تحقق ذلك ؟ ومن الذي كان السبب فيه إنه رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد الذي يعد من أعظم القادة السياسيين والاقتصاديين في آسيا والذي ينتمي لأسرة فقيرة، ولكنه استطاع تغيير وجه ماليزيا وتمكن من أن ينهض بها تنموياً ويجعلها في مصاف الدول الاقتصادية المتقدمة، حيث تمكن من الانتقال بها من مجرد دولة زراعية تعتمد على تصدير السلع البسيطة إلى دولة صناعية متقدمة، فأصبح الفكر التنموي للزعيم الماليزي مهاتير محمد مثلاً يحتذي به في دول العالم وبين العديد من القادة والسياسيين والاقتصاديين في جميع أنحاء العالم.
لأن المنصب لم يغره ،ولم يجعل من نفسه سيدا فوق القانون ،ولم يبني مجده على أكتاف الفقراء في بلده ، بل إنه جد واجتهد وبحث عن حلول لإخراج بلاده مما هي فيه وكان له ذلك .
إذن إنهم المسؤولون الذين حملوا راية الإصلاح، والعمل بهمة، والبعد عن النهب والسلب في تركيا وماليزيا الذين كان لهم الفضل في رفعة شأن أوطانهم .
وبعد تولى مهاتير محمد رئاسة الوزراء عام 1981م، تطورت البلاد تطورا واضحا كبيرا حيث وصلت ماليزيا في عهده إلى ذروة مجدها وارتفع نصيب دخل الفرد فيها ارتفاعاً كبيراً، كما تم تقليص حجم البطالة فيها بشكل ملحوظ ، واستطاع من خلال منصبه أن يتجه بالبلاد نحو نهضة اقتصادية عالية حيث حقق نسب عالية جدا في معدل النمو الاقتصادي للبلاد، ورسم الخطط بحيث تصبح بلاده بحلول عام 2020 بلد على درجة عالية من التقدم الصناعي ، وبعد هذا النجاح والتطور وجلب الخيرات لماليزيا إلا أنه آثر الانسحاب من السلطة بعد خدمة 22 عاما وهو في أوج مجده وعطائه خدمة لبلده وأرضه وليس حبا في الظهور والتغني بأمجاد بناها.
فلم ينهب ولم يسرق ولم يبتز ولم يخن الأمانة التي وكل بها.
فأين نحن من هؤلاء الذين صنعوا مجدا وعزا وفخارا لأوطانهم ، وأين رؤساء وزرائنا الذين أذاقونا مر الويل باستلامهم مناصبهم الربع سنوية""؟؟من هؤلاء العظماء الشوامخ، يا من جعلتم من جيوب المواطنين سلم مجدكم الذي ترتقونه وتصعدون به لسد العجز الذي لا يتوقف في موازنة تم سلبها ونهبها، دون مبالاة أو خوف ، وبلا ضمير من فئة لا تخشى رب العباد؟ والذي هو أقصر الطرق للخلاص من خططكم الفاشلة وقبل إعلانها، وحتى لو حاولتم إيجاد بعض الخطط """؟؟؟.
فهل الإصلاح الذي ننشده يكون من جيوب العباد ؟ أين الخطط المدروسة؟ أين الوعود باسترداد المال المنهوب ؟ وأين محاكمة الفاسدين ؟
ولكل رئيس وزراء في بلدي أين أنت من مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا ؟ وهل من مقارنة بينك وبين أردوغان رئيس وزراء تركيا ؟وما هي خططك المستقبلية للوطن والنهوض به؟؟
وهل ستقدم ذكرى مولد الخلق ليتماشى مع ذكرى ميلادك ؟؟
وإلى رئيس وزراء جديد أتمنى أن يكون قلبك على الوطن ، وعينك على وجع المواطن لا على جيبه .