30 نائبا من اصول فلسطينية تحت القبة

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

حقّق الأردنيون من أصول فلسطينية حضوراً متميزاً في البرلمان الجديد، واستطاعوا رفع نسبة تمثيلهم من 19 إلى 30 مقعداً خلال الإنتخابات البرلمانية التي أعلن عن نتائجها مساء أمس، مستفيدين بذلك من تجربة القوائم الإنتخابية، فيما يُتوقع أن يغيّر فوز "الوسط الإسلامي" المشهد السياسي في البلاد.

ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال الأميركية عن النائب الأردني من أصل فلسطيني محمد الحجوج، قوله اليوم الجمعة، إن "ارتفاع عدد النواب الأردنيين من أصول فلسطينية دليل على نزاهة الإنتخابات على الرغم من أن قانون الإنتخابات مجحف" .

وأضاف "نريد تكتلات وطنية تخدم الوطن على قاعدة المواطنة القائمة على العدالة والمساواة بين كل الأردنيين" .

بدوره، قال النائب الأردني من أصل فلسطيني محمد الظهراوي ليونايتد برس إنترناشونال، إن "وصول 30 نائباً من أصول فلسطينية إلى البرلمان، يدل على نزاهة الإنتخابات وشفافيتها" .

وقالت مصادر معنية ليونايتد برس إنترناشونال، إن الأردنيين من أصول فلسطينية استفادوا من تجاوز الناخب الأردني لكل الأطر الضيقة في التفكير، حتى أصبح الناخب يبحث عن الأفضل بغض النظر عن مسقط رأسه، معتبرة أن الشارع الأردني تفوّق على النخبة السياسية التي غرقت في حسابات الجغرافيا والديموغرافيا.

ويُعتقد على نطاق واسع في الأردن أن حضور الإسلاميين من خلال (حزب الوسط الإسلامي)، سيمكن الحكومة من القول إن الإسلاميين موجودون تحت قبة البرلمان وليسوا مقاطعين، وأن الذي يقاطع هو جزء من تركيبة الإسلام السياسي في الأردن، وليس كل أطياف هذا اللون.

وقد تميّز حزب الوسط الإسلامي بطروحاته المعتدله، وبقدرته على إنشاء تحالفات مع قوى سياسية أخرى، وكان لافتاً فوزه بالموقع الأول في القوائم مسفيداً بذلك من غياب حركة الإخوان المسلمين، ما يشير الى أن الإخوان المسلمين دفعوا ثمن مقاطعتهم الانتخابات، حلول قوى إسلامية أخرى محّلهم.

يذكر أن حزب الوسط الإسلامي الذي يرأسه محمد الحاج وهو من أصول فلسطينية، فاز بـ17 مقعداً في البرلمان، غير أن الحزب يؤكد أن لديه تحالفات قد يستحوذ من خلالها على 12 مقعداً في البرلمان.

وقال المحلل السياسي الأردني ماهر أبو طير، ليونايتد برس إنترناشونال، إن البلاد "ستشهد ولادة كتلة إسلامية في البرلمان سيمثلها حزب الوسط الإسلامي، تضم 3 فازوا ضمن القوائم و14 وفقاً للمقاعد الفردية" .

وأضاف أن هذه "الكتلة مؤهلة للتوسّع تحت قبة البرلمان، وهذا يدل على أن اللون الإسلامي غير غائب في المجلس النيابي، ما يؤشر الى أن الفترة المقبلة قد تشهد مساعٍ رسمية لاستبدال التيار الإسلامي الذي يمثله الإخوان المسلمون بهذا التيار (الوسط الإسلامي ) " .

وأوضح أنه "لا يمكن الجزم نهائياً بقدرة هذا التيار على أن يكون بديلاً للتيار الإسلامي المتعارف عليه، غير أن المؤشرات تؤكد أيضاً على أن العلاقة بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين تقترب من حالة صدام خلال الشهور المقبلة" .

وأشار أبو طير إلى أن "حصول الأردنيين من أصول فلسطينية على 30 مقعداً في البرلمان الجديد، يدل على أنه في ظل النظرية التي تقول إن جماعة الإخوان المسلمين هي الحاضنة التقليدية لإيصال النواب الأردنيين من أصل فلسطيني لم تعد نظرية قائمة في ظل ارتفاع المقاعد التي حصلوا عليها، وفي ظل مقاطعة الإخوان المسلمين" .

وخلص أبو طير إلى القول إن "مجمل المزاج العام في الأردن باتت تطرأ عليه تغيّرات عميقة ما يفرض على كل الأطراف إعادة قراءة المشهد الداخلي بعمق" .

وأظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية الأردنية على مستوى الدوائر المحلية والقوائم الوطنية التي أعلنت أمس الخميس، أن الوسطيين والمعتدلين اكتسحوا البرلمان الجديد، فيما فاز عدد من الشخصيات الإسلامية المستقلة التي لا ترتبط بحركة الإخوان المسلمين التي قاطعت الإنتخابات، بالإضافة الى شخصيات مقرّبة من الدولة.

وبيّنت نتائج الانتخابات التي جرت الأربعاء الماضي، وقاطعتها حركة الإخوان المسلمين والجبهة الوطنية للإصلاح بزعامة رئيس الحكومة الأسبق أحمد عبيدات وحزب الوحدة الشعبية (يساري)، دخول عدد كبير من الأسماء الجديدة الى مجلس النواب، وإخفاق الكثير من الأسماء القديمة من الحفاظ على مقاعدها تحت قبة البرلمان.