منتدى اقتصادي أردني عراقي سوري

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

نظمت جمعية الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية وغرفة صناعة عمان مساء أمس السبت منتدى اقتصاديا أردنيا عراقيا سوريا.

ويهدف المنتدى الى الترويج للصناعة الأردنية حيث قامت 70 شركة محلية بعرض منتجاتها امام رجال الاعمال العراقيين والسوريين كونهما يعتبران سوقين استراتيجيين للصناعة الأردنية لقربهما جغرافيا.

كما تم على هامش المنتدى عقد لقاءات ثنائية بين المصنعين الأردنيين ورجال الاعمال العراقيين والسوريين للتعريف بالمنتجات الوطنية والمستوى الكبير الذي وصلت اليه الجودة والمواصفات العالية الإضافة الى بحث المعيقات التي تقف امام تطوير علاقاتهما التجارية وانسياب السلع بكل سهولة ويسر.

وقال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور جواد العناني ان الأردن بلد يدر خيرا كثيرا للأشقاء العرب، مشددا على ضرورة تعزيز التجارة بين الاشقاء المجاورين قبل تجاوزها الحدود.

واعرب العناني عن تقديره لموقف الحكومة العراقية لاتخذاها قرار مد انبوب النفط من البصرة الى العقبة الذي سيرفع عن الاردن حملا كبيرا بخصوص توفير المشتقات النفطية مشددا على ضرورة تنفيذه بأسرع وقت ممكن.

وقال العناني ندعو الله ان يرفع الغمة عن اهلنا في الشام والعودة سريعا لأخذ دورهم الطليعي بين الدول العربية.

من جانبه اعرب رئيس الجمعية المهندس فتحي الجغبير عن اعتزازه وفخره بمستوى العلاقات التي تجمع الاردن بالأشقاء في العراق وسوريا مشيرا الى وجود محبة وقواسم مشتركة كثيرة تحتم العمل معا لخدمة مصالحهما العليا.

وقال الجغبير خلال المنتدى الذي حضره حشد كبير من الصناعيين بالإضافة الى العشرات من رجال الاعمال العراقيين والسوريين، بان الظروف الاقتصادية الصعبة وغير السهلة التي تمر على المنطقة تتطلب منا التوحد اقتصاديا بكل السبل بما ينعكس على اقتصاديات دولنا الشقيقة وتعزيز تجارتنا البينية.

واضاف انه بالرغم من اقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى منذ عام 2005 الا أن مساهمة التجارة البينية للدول العربية ما زالت متواضعة ولا تتعدى 11 بالمئة من اجمالي التجارة لهذه الدول على الرغم من توفر الكثير من عناصر نجاح الاستثمار المشترك من مواد خام، وأيدي عاملة، ورؤوسَ أموال واسواق واسعة.

واشار الجغبير الى أن الأردن في مقدمة الدول العربية من حيث تجارته البينية العربية حيث تذهب 40 بالمئة من صادراته للدول العربية فيما يستورد 30 بالمئة منها بالاضافة الى ان حوالي 45 بالمئة من رؤوس أموال شركاته المساهمة العامة هي رؤوس أموال عربية.

واكد وجود مجالات واسعة لاستثمار عربي مشترك يساهم فيه رجال الأعمال الأردنيين مع أشقائهم السوريين والعراقيين لتعزيز التكامل الصناعي، سواء في مجال صناعة الدواء او الصناعات الغذائية والبلاستيكية والملابس وغيرها.

وأشار الجغبير إلى أهمية دور القطاع الخاص العربي في عملية التكامل بين الدول العربية، مشددا على ضرورة معالجة وإزالة كافة المعوقات التنظيمية والإجرائية والإدارية والفنية وعلى رأسها مشكلات تأشيرات الدخول والاقامة لرجال الأعمال العرب.

بدوره، اكد رئيس غرفة صناعة عمان زياد الحمصي، ان المنتدى يعتبر خطوة من خطوات متلاحقة تتطلبها المصالح الوطنية وتساهم في تعميق وتطوير العلاقات الاقتصادية بين رجال الأعمال في البلدان العربية وتعزيز التجارة البينية بين الدول العربية.

وتطرق الذي تقوم به الغرفة لتنمية الصناعات الوطنية وتشجيع الاستثمار مشيرا الى اطلاقها مجموعة من البرامج والأنشطة والدورات التدريبية بهدف تطوير الصناعة الوطنية ورفع تنافسيتها منها "عيادة الطاقة والبيئة المتنقلة، و"دكتور لكل مصنع".

واشار الحمصي مساهمة القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني حيث بلغت الصادرات الصناعية عام 2011 ما مقداره 2ر4 مليار دينار فيما احتلت الصناعة المرتبة الأولى في القطاعات المستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار لذات العام بحجم استثمار بلغ 646 مليون دينار.

وبين بان عدد العاملين في القطاع الصناعي يصل الى حوالي 230 ألف عامل وعاملة وبنسبة 22 بالمئة من اجمالي القوى العاملة في كافة القطاعات الاقتصادية.

وقال الحمصي بان العراق احتل العام الماضي قائمة الدول الأكثر استيرادا للصادرات الأردنية من واقع شهادات المنشأ التي تصدرها الغرفة ووصلت في 2012 الى حوالي 958 مليون دينار فيما تراجعت بشكل ملحوظ الى سوريا جراء الظروف التي تشهدها .

واضاف:

"نأمل أن نشهد عودة سوريا العزيزة الى دورها الطليعي في عالمنا العربي سياسيا واقتصاديا، وفي مختلف مجالات التعاون العربي المشترك، وأيضا عودتها الى الساحة الدولية بكل عز واكبار".

بدوره، وصف أمين سر جمعية رجال الاعمال العراقيين محمد الحديثي المنتدى بالمثمر والمهم لاقتصاد الدول الثلاث كونه يعقد بظروف اقتصادية صعبة تواجه الجميع مشددا على ضرورة استمرار التعاون والتواصل بينهما وتبادل الخبرات لتوثيق علاقاتهما الصناعية والتجارية.

ولفت الحديثي الى ان العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الاردن والعراق تمتد الى حقبات تاريخية كبيرة واعطت فائدة كبيرة للبلدين وعززت من اواصر الاخوة والصداقة بينهما بالإضافة الى كسب وتبادل الخبرات.

من جانبه أكد السفير العراقي في الأردن الدكتور جواد عباس بان الاقتصاد هو من أهم اسس اقامة الوحدة بين الدول وتوحيد الشعوب مشددا على ضرورة ان يكون هناك تكامل صناعي بين بلاده والأردن وسوريا.

وقال عباس بان انبوب النفط العراقي الأردني سيكون بمثابة الحبر السري لعلاقاتهما بمختلف المجالات مؤكدا وجود ارادة سياسية قوية من قيادتي البلدين لإنجازه العام المقبل ما سينعكس على مصلحة البلدين الشقيقين.