النسور يخترق الدستور مرةٍ أخرى

في ظل الفراغ البرلماني، وفي حُكومة الدكتور عبدا لله النسور المؤقتة والمعارض البارز السابق في مجلس البرلمان الأردني، قام الدكتور عبد الله النسور برفع أسعار مشتقات البترول متجاوزاً هذا الفراغ البرلماني، ومغلباً مصلحة الوطن على مصالح الخلق على حسب تعبيره. بالأمس طالعتنا بعض الصحف الكترونية في تصريح آخر للحكومة الحالية برفع قيمة الطاقة الكهربائية بنسبة 14% وإذا لم ترفع الكهرباء فستؤدي إلى نتائج سلبية جسيمة على الاقتصاد الأردني، متجاهلاً بذلك الوضع المادي السيئ لجُل أبناء المجتمع الأردني وما وصل إليه الأردنيين من حالات تفشي الفساد التي أثرت بشكلٍ عام على وضعه الاقتصادي الناجم عن بعض المتنفذين والمتسلطين في الدولة الأردنية وقد مٌثل منهم أمام القضاء أفراد لا يتجاوزون أصابع اليدين ، ومن يراقب السياسة الأردنية لحكومة النسور نرى بأن ما عليه في هذه المرحلة سوى إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر بتحفيز الناس للمشاركة في الترشيح والتصويت ، والأمر الأخر ارتفاع وغلاء الأسعار على المواطنين الأردنيين قبل تقديم استقالته المتوقعة في 24/1/2013م .
أعتقد بأنه إذا قُدر لهذه الانتخابات إجرائها في الوقت المقرر فلن تكون الرياح حسب ما تشتهي السفنُ ‘ كون الشعب الأردني العظيم الذي دفع الضرائب تلوا الضرائب ما زال يذكر قصة الراعي والذئب فعندما كذب الراعي أول مرة صدقة الناس وفي المرة الثانية كذب فصدقه الناس ولكن في المرة الثالثة لم يصدقه أحد فمات الراعي ومات قطيع الغنم .
إن جميع فئات الشعب الأردني العظيم بولائه وانتمائه لتراب الوطن يعلم من هم الفاسدون الحقيقيون ، ويعلمون بأنه لا توجد وثائق لإدانتهم ، كون ها أولاء المتسلقون المارقون الفاسدون عندما سرقوا لم يتركوا بصمات ، ولو كانت حُكومة النسور الانتقالية جادة في محاربة الفساد لطبقت مبدأ من لك هذا بيدٍ من حديد .
ولو كانت جادة في تطبيق عملية الانتخاب لمنعت ترشيح نواب المجلس السابق مرةً أخرى هم وأبنائهم، ولطالبت من جهابذة الفكر في وجود آلية معينة لمشاركة كافة الأحزاب السياسية الأردنية لتحقيق نوع من التوازن والرضا الاجتماعي لتحقيق الغاية والوسيلة الصحيحة في إتباع خطوات النهج الديمقراطي السليم ، في قانون شامل غير منقوص أو مجزئ ، فإن إعادة تدوير التراكمات من القوانين السابقة والنواب السابقين هو نهج ليس حضاري ولا ديمقراطي إنما هو وسيلة جديدة لإعادة تدوير الفساد من جديد وبقاء الوضع على ما هو عليه (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت