تخاريف
في عالمنا الشرقي وخاصّة االعربي لا يوجد حدود واضحة في العلاقات لذلك اعجبني قول حكيم في علاقة الموظّفين والناس باهل الحكم فيقول لا تقترب منهم كثيرا فتلسعك نارهم ولا تبتعد عنهم كثيرا فتبرد لذلك يجب ان تكون على مسافة متوازنة بحيث إذا ارادوك تكون قريبا واذا ارادوا ان يستسرّوا فيما بينهم لا تفضح او تبوح وتُعلن ما تسمع وترى فيبعدونك ويُخرجوك من رحمتهم .
فقد تجد انسانا مثقّفا بل متعلّما وخادما لاهل الحكم كثيرا ومؤتمنا على البيت واهله ولكن في لحظة ما ينقل او يبوح بما لا يجب ان يتفوّه به لاحد فينزل غضب الله عليه ويُخرجوه من رحمتهم لانه خرج عن اللياقة والطاعة العمياء فتجد انّه لا ولن يصل ابدا لتحقيق طموحه ما داموا هم الحاكمون بينما غيره مغمور بعيد عنهم بل يشتم اهل الحكم بالفاظ يستحي الانسان ان يتلفّظ بها وتراه في ليلة ظلماء يكافأ بان يترقّى في مناصب حتّى يجلس على الكرسي الذي لن يخيب وضعه من بعده ابدا
واصبح له وضعا خاصّا لحياته ومماته وحياة عائلته وودّع كل اشكال الفقر والجوع والعفن ودخل الطبقة التي تحتار فيما تفعل بالفلوس على مستوى الحياة والعمل بينما الغريم الذي كان مقرّبا يتلطّى لدى الغير ليأكل كسرة الخبز بلا زعتر ولكن تلك هي الحياة التي لا ترحم ولا تجعل الرحمة لها طريق نحو البعض فهل هو امتحان السماء ام خطأ الاقدار .
وهذا يُدخلنا في ترتيب اصحاب اعلى عشرة حكّام يتقاضون راتب سنوي ونرى ان القائمة خلت من اسم اي عربي لغياب الشفافية والمصداقيّة وسيادة الحرمنة والكسب غير المشروع الناجم عن الجشع وعدم القناعة والعيون الفارغة والعياذ بالله.
اما من يتصدّر العشرة هو رئيس سنغافورة بحوالي مليون وثمانمائة الف يورو سنويا يليه رئيس وزراء هونج كونج باربعمائة وعشرون الف يورو وثمّ رئيسة وزراء استراليا بثلاثمائة وثمانية وستون الف يورو وبعدها رئيس كينيا بثلاثمائة وسبعة وعشرون الف يورو يليه الرئيس اوباما بثلاثمائة الف يورو تليه المستشارة الالمانية بمائتين وثلاثون الف يورو ويتساوى معها الرئيس الفرنسي يليه الرئيس الكندي يليه رئيس الوزراء الايرلندي
والعاشر هو رئيس وزراء بريطانيا بدخل سنوي يبلغ مائة واربعة وسبعون الف يورو هؤلاء هم القادة المخلصون لبلدانهم الاعلى دخلا في العالم بينما راتب الرئيس الصيني عشرة الاف يورو سنويا وهو يقود اكثر من مليار ونصف من البشر والرئيس الاسرائيلي مائة وعشرون الف يورو سنويّا وهو رئيس لاكثر دولة عنصريّة وخباثة في العالم فهل الفرد يحتاج لأكثر من ذلك حتّى ينراكض المواطنين والموظّفون ليتعربشوا في اي قطار يوصلهم لاهل الحكم والمناصب العليا متناسين قول ذ لك الحكيم غير آبهين بنار تلسعهم او ثلج يجمّدهم او عدل يصنّفهم بالفاسدين ويحرّم كسبهم عليهم
العشرة السابقون ليس فيهم مُسلم واحد وانّما عند كلّ واحد منهم ضمير مرتاح وقانون عادل ومسيرة ديموقراطيّة ومجالس شعبية تمثّل الشعب تراقب بأمانة وعائلات لا ترضى إلاّ لقمة الحلال وفوق ذلك عين قانعة فهل يحقّ لنا ان نتسائل يا ترى من أحقّ بالحياة هل هم بصدقهم ووضوحهم ام نحن بكذبنا وحسدنا وحقدنا .
يُقال إنّ القناعة كنز لا يُفنى ونحن على استعداد ان نفني عمرنا للحصول على ما هو ليس حقّ لنا بمجرّد الحسد والحقد والكراهية التي تملأ قلوبنا وعقولنا وضمائرنا فكيف لمجتمعاتنا ان تتطوّر وتنموا وتزدهر في بيئات ليست نظيفة بل ملوّثة بالكره والخداع في غالبية الدول العربية والاسلاميّه وكمثال قريب مسؤولينا يقسمون بانّ الانتخابات ستكون نزيهة وشفّافة مائة بالمائة وهم في داخلهم غير مقتنعين فالمجلسين السابقين تمّ الاعتراف بوقوع تزوير فيهما
وبالرغم من ذلك اعتبرته الحكومة شرعيّا واصدرت عن طريقه تعديلات اساسيّة غلى الدستور وتشكيل هيئة مستقلّة تشرف على الاننتخابات والمحكمة الدستوريّة العليا وقانون انتخاب جديد وقانون مطبوعات معدّل كل ذلك بقرارات من مجلس مزيّف تستطيع اي محكمة تُقرّ ببطلان كلْ ما صدر عن ذلك المجلس الباطل ولكن من يحكي لمن ومن يُعلّق الجرس بل من هو صاحب الضمير الحيْ الذي يتّصف بالجرأة والشجاعة الذي لا يخشى الموت ولا يخاف على مصير عائلته واهله من التنكيل بهم إن قال الحقيقة .
جلالة الملك وخوفا على الشعب والوطن من التنازع والتفرقة بادر هو شخصيّا في عمليّة الاصلاح علّ الحكومات والمجلس التشريعي ان يتحرّك لمصلحة الشعب والوطن ولكن لا حياة لمن تنادي .....
نحن عيون لا تشبع حتّى يملؤها التراب وقلوب لا تخشع حتّى يُصيبها العفن وضمائر لا ترتدع حتّى يعتريها الشلل نحن شعوب استهلكت ولم تُستبدل واعييى عناصرها الحسد والحقد ولم تدخل حجرة الصيانة فبقينا مهترئين كل يُغنّي على ليلاه
فرغت حجرات قلوبنا من ذكر الله فنسينا واحتلّالشيطان مكانا رئيسا في عيوننا وقلوبنا وضمائرنا واطرافنا فزاد ظلمنا وبطشنا وفسادنا وغيّنا فتخيّلنا الشيطان ملاكا وقدّمنا الفقراء والضعفاء قرابين له فرحين ونحن لاهين نعبث بمصائرنا وكرامة ماضينا فلو اسلم الغرب الان لكانوا هم احقّ بان يكونوا احفاد العمرين عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز امّا نحن لكنّا بقينا ابناء ابي لهب وابي جهل حتّى يومنا هذا ونحمد الله اننا لم نكن في بدايات الدعوة لكنّا اطلنا عمْر اللات والعزّى ولكنّا ما زلنا نكتب المعلّقات حتّى الآن ونحن في احضان غانيات قريش ولكنّ الله على كلّ شيئ قدير .........
وهذا ليس كلام يائس او جاحد اومرتد لا سمح الله وانما هو تخريف رجل مقهور يرى الغير وصلوا لأن يخطّطوا لحياتهم على القمر قريبا بينما نحن نفكّر بحمّالة صدر كيم كردشيان اليس هذا ما يبعث على الجنون وليس على التخريف فقط ......
احمد محمود سعيد
13 / 1 / 2013