الامير والفقير ؟!


في الأمير والفقير للروائي الأمريكي مارك توين يروي أن احدهم كان يعمل بوظيفة (متلقي عقاب )عن أخطاء الأمير الانجليزي الصغير في المدرسة ،وكان المدرس الغاضب يجلده بقوة عندما يطيش او يتسرع الأمير ، ذلك لأنه ليس من حق احد أن يرفع يده على الأمير فيما يخص العقاب ،وكان ذلك الموظف هو البديل.


فجأة أصبح الأمير ملكا بعد وفاة والده ،وذات يوم اعتقد الموظف انه سيتوقف عن الدراسة فقال ..إذا توقفت عن دراستك يا مولاي فلن اعد أضرب بدلا منك ،سوف أكون عاطلا وسأموت من الجوع ، أتوسل إليك يا مولاي أكمل دراستك ....لا تضعني على القش .


رد عليه __لا تشغل بالك يا موظف سوف أواصل دراستي، لكنني سأجتهد بألا اعمل جيدا حتى تعاقب بدلا مني أكثر من عقابك في الماضي ،وهذا ما سيجبرهم على زيادة راتبك .

صاح الموظف شكرا شكرا يا سيدي النبيل إن طيبتك وكرمك اكبر مما تخيلت هاأنذا سأظل سعيدا حتى نهاية حياتي.

عزت الأقوات، ويكاد الشعب يفقد أعصابه من فرط الفاقة ،والجوع يزداد ويزداد وهم يكذبون علينا أكثر مما يتنفسون ،أعطوا ملف الفساد إلى الحكومة ،وأحالته إلى مكافحة الفساد ،نقلوه إلى مجلس النواب ،وأرسله للمدعي العام، سلمه للنائب العام، ردوه إلى المحكمة ،أعيد إلى اللجان، أغلقوه وفتحوه وأغلقوه ، حملوه إلى المستودع ،عادوا فأخرجوه وفتحوه

دارت الدورة من جديد ،تاه الملف ثم تلف وضاع قبل الوصل إلى النتيجة ولم يستردوا ولو قرشا واحدا من المال المنهوب فجفت خزنة الدولة الاردنية،وأوشك الدينار على الانهيار ،فاختاروا الوسيلة الآمنة والأسهل والأقرب لمليء الخزينة فسرق الأنذال بقرار واحد ما في جيوب الناس ووجوههم تتلألأ، بالسعادة ثم منوا عليهم وتبرعوا لهم بالدعم المذل.


يسرق الفاسدون ويتلقى الناس عقوبة رفع الأسعار بدلا عنهم واستقروا في قاع البؤس ، وأصبح الجوع ناضجا وفتيا ويافعا ،فشكرا للفئة التي حملت بالفساد وأنجبته وأرضعته، فليس لأحد ان يرفع يده لمعاقبة الفاسدين ،ونحن نعاقب عنهم برضا عميق ... كلما اخطئوا كلما تعرضنا للجلد أكثر وزاد دخلنا أكثر ،يجب ان نطالب بالمزيد من الفقر والحرمان طالما إن ذلك يتيح لنا فرصة الحصول على عفن الدعم النقدي القبيح .fayz.shbikat@yahoo.com