النواب القدامى هل نمنحهم الثقة من جديد ؟؟؟


قال سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام (لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين) وقال الحكماء من الشعبيين "من جرّب المجرب كان عقله مخرب" فلماذا يريدون لنا أن نُلدغ من نائب واحد مرات كثيرة, ولماذا يريدون لنا أن نجربهم لأكثر من دورة نيابية لم يكونوا بها الا عبئا على الوطن والمواطن والميزانية, ولم يسجلوا أبدا للتاريخ والسمعة الطيبة ولا موقفا واحدا مشهودا لهم.
فماذا عساهم وباستطاعتهم تقديمه لنا وللأردن الوطن المنكوب بهم وبجشعهم للكرسي والامتيازات أكثر مما سلف, وكيف لهم أن يقنعوننا أنهم بدلوا جلودهم وأصبحوا على ما فعلوا في السادس عشر نادمين وتائبين؟
كيف لهم أن يقنعوننا أنهم لن يسعون للجوازات الحمر والتقاعد الأبدي من جديد, وكيف لهم أن يقنعوننا أنهم لن يتقاذفون "الصرامي" ويتبادلون أقذع السباب والشتم تحت القبة ويفضحوننا أمام العالم, وأمام "اللي باسوى واللي ما باسوى" .
وكيف لنواب مجلس ال 111 ونواب "المخلوطة" أن يقنعوننا بأنهم لن يعودون لها فيمنحون الاجماع المطلق مقابل منح وامتيازات ومكاسب شخصية, العينية منها أو منها ما هو بمغلف, وكيف لهم ان يقنعوننا بأن أكياس التسالي لن تعد جزءا من جلسات المجلس المخصصة للتشريع والرقابة ومحاسبة الفاسدين؟ وأنهم لن يعودون لشتم المطالبين بالاصلاح ومحاربة الفساد وتهديدهم تحت القبة وفي الشارع؟،وكيف لهم أن يقنعوننا بأنهم في السابع عشر سوف يناقشون ملفات الفساد بجدية أكثر وأنها لن تُغلق دون نتائج بل سيمُنح الفاسدين صكوك الغفران والبراءة؟
هل سيفتحون ملفات الكازينو والفوسفات والميناء الأردني اليتيم والباص "الصريع" من جديد, ويسحبون الفاسدين الى القضاء؟ وهل سيستردون الوطن من حراميته؟ وهل سيستعيدون المليارات المنهوبة والمؤسسات والأراضي المباعة من اليمين الى الشمال وبالعكس؟ وهل سيحضرون وليد الكردي, مثلا مخفورا, ومعه شهادة ممهورة بخاتم سلطان بروناي, أن لا علاقة للسلطنة بالفوسفات الأردنية لا من قريب ولا من بعيد ولا بأسطول نقلها ولا بسرقتها من الشعب الأردني المذبوح؟

 

وهل سيحاسبون صاحب الدولة صاحب العيون الزرق الحائز على 111 صوتا منهم على ما منح من الوطن الأردني لدبي كابيتال؟ أو سيجرُّون الباسم المطلوب "رأسه" شعبيا الى "خشة خالته" بعد محاكمته وتجريمه على "اللصلصة" وليس الخصخصة التي اقترفها بحق الأردن وممتلكاته؟ وهل يوقفون أصحاب "السلطة" اللاسلطة ودحلانهم عند حدهم ومنعهم من التدخل بالشأن الأردني الداخلي وخاصة الانتخابات النيابية المقبلة, وتشكيل ودعم وتمويل القوائم الوطنية اللاوطنية؟ وهل...وهل...وهل...
وكيف لنا أن نصدق من كذب كثيرا؟ ونأمن لمن أخلف الوعد كثيرا؟ ونثق بمن لا ثقة به أبدا؟ وكيف نصدق أن أداء الشباب بالخامس عشر والسادس عشر كان هنة وهفوة وأخطاء غير مقصودة وأنهم سيكونون بالسابع عشر, أهلا لثقتنا ومرآة لطموحاتنا وممثلين حقيقيين للشعب بالتشريع ورقابة الأداء الحكومي ومحافظين على المصلحة العامة؟
وهل سيحلفون لنا بالطلاق وعلى كرسي النيابة القادم, أنهم لن يبصمون على الوطن البديل؟
وليعلم العائدون الى التلهّي بمصير الشعب الأردني الذين يعتقدون أن شعبنا قد أصابه داء النسيان المبكر والذين يُطلّون علينا مبتسمين من على أعمدة الكهرباء والمشدودين بين طرفي الشوارع والحارات, الضاحكين من على شاشات التلفاز وفضائيات المائة دينار المتخصصة بالصور الانتخابية الثابتة التي أقيمت على عجل للتلميع والتسويق, أنهم لن يخدعوننا من جديد, ولن تنطلي علينا حيلهم وأننا لن نُلدغ من فاسد مرتين ولا من نائب دورتين.
وفي القادم من الأيام سوف نتناول السيدات والسادة المخضرمين الذين قرفهم العبدلي وزهقتهم القبة, بالأسماء وعلى انفراد, لنشرح ما كان لهم وما عليهم فيما مضى من الدورات الانتخابية "الفارطة" على حد قول الاشقاء في تونس, ونعد ما لهم وما عليهم, ونترك لمواطننا الكريم الحُكمَ والصوتْ عند الصندوق.