جمعة القيامة


تلك هي الجمعة قبل الاخيرة من العام الاخير من اول دزينة اعوام من القرن الحالي والتي مرّت بلامس وهي ككل ايام الجمع مُباركة من رب العباد اما سبب الحديث عن هذه الجمعة هو ما روجت له الصحف والمواقع الالكترونيّة نقلا عن بغض المنجّمين والدّجالين وجماعة المايا فمنهم من قال ان اليوم الواحد والعشرون من شهر كانون الاول من هذا العام 2012 هو اخر يوم نغيشه ومن قال ان هذا اليوم ستقوم القيامة ومنهم من قال انه يوم انتهاء الحضارة .
ومن صغر العقول هذه الايام قامت جماعة اوروبيّة باعداد مخبأ كبير في بلدة هونسباخ شمال شرق فرنسا على الحدود بين فرنسا وألمانيا ودعت الناس للاختباء به مقابل سبعة يورو للكبير وخمسة يورو للطفل ويمكنهم الاختباء من الساعة الثمنة مساء الخميس حتّى الساعة الثالثة من فجر الجمعة.
امّا ان يكون الحديث عن قيام الساعة فحاشا لله ان يعرفها غير العالم بامرها اما اذا كانت ناتجة عن نشاطات وتغيّرات فلكية فتلك اجنهادات علمية احيانا تُصيب اما في هذا الموضوع ستخيب حتما اما اذا كانت مواويل سحرة ومنجمين ودجّالين فهي خزعبلات واكاذيب لاننا تعلمنا انه كذب المنجمون ولو صدقوا اما ان كانت تلك الاشاعات من تقاليد وتعليمات جماعة المايا (الماو )فهو كفر وإلحاد بالواحد القهّار .
كان الماياويون يمارسون طقوسا ويقيمون احتفالات القداس لهذه الآلهة في أول السنة الماياوية في يوليو أو في حالة الطواريء كما في المجاعات والقحط والأوبئة والجفاف. وكانوا يتجمعون في ساحة عامة لتكريم الآلهة ويضعون الريش فوق أبواب الساحة. وكانت مجموعات من الرجال والنساء يضعون فوق ملابسهم ورؤوسهم الريش والأجراس الصغيرة بأيديهم وأرجلهم عندما يرقصون بالساحة على إيقاع الطبول والمزمار وأصوات الأبواق.

وكان المصلون يشربون مشروبا شعبيا، وبعض المشاركين كانوا يتناولون عقار الهلوسة من الأضاحي البشرية. كانت الأهرام الحجرية معابد، وكان المعبد مزخرفا بالنقش الغائر أو مرسوما بتصميمات وأشكال متقنة، وهو مغطى ببلاطة حجرية رأسية منقوشة أيضا يطلق عليها عرف السقف. وواجهة المعبد مزينة بنتواءات لأقواس حجرية مميزة. وكان كل قوس يشيد من حجر وكل حجرة كانت تمتد وراء الحجرة التي تحتها، وجانبا القوس كان يرتبطان بحجر العقد فوقهما. وكان أمام المذبح يطلق دخان البخورالذي كان يحرق في مباخر فخارية، وكان المتعبدون يقدمون العطايا من الذرة والفاكهة وطيور الصيد والدم الذي كان المتعبد يحصل عليه بثقب شفتيه أو لسانه أو عضوه التناسلي بمخراز.
للتكريم الاسمى كان المايا يقدمون الضحايا البشرية من الأطفال والعبيد وأسرى الحرب. وكانت الضحية تدهن باللون الأزرق ويقتل فوق قمة الهرم في احتفالية طقوسية بضربه بالسهام حتى الموت أو بعد تقييد الساعدين والساقين بينما الكاهن يشق صدره بسكين حاد مقدس من حجر الصوان لينتزع القلب ليقدم كقربان، وكان القادة من اسرى الأعداء يقدمون كضحية بعد قتلهم بالفؤوس وسط مراسم من الطقوس.

تشغل أسطورة نهاية العالم فى 2012 - التى لا دليل أكيد على تحققها – اهتمام عدد كبير من سكان العالم، كما صدر مؤخراً كتاب تحت عنوان ''2012 تقويم المايا.. تحويل الوعي ..عالمان وتوازن'' يستبعد أن تكون حضارة المايا - التي ظهرت فى أمريكا الجنوبية - قد تنبأت حقاً بأن 21 ـ 12 ـ 2012 هو اليوم الأخير فى حياة هذه الأرض.
وعزت مؤلفة الكتاب ماريا كوستيتشوفا - التشيكية الموطن - استبعادها أن يكون العام الجارى هو الأخير فى حياة الأرض أن دلالة هذا العام بالنسبة لما وصل إلى علماء الأثريات الباحثين فى حضارة المايا لا تشير إلى ذلك بوضوح، إضافة لأنها غير كافية للجزم بتنبؤات المايا بهذا الصدد.
أصل الحكاية فى عام 1976 وقتما اصدر مؤلف الخيال العلمى زيشاريا زيستيشن كتاباً تحت عنوان ''الكوكب الثانى عشر'' حين تنبأ فى كتابه أن دمار شامل سيلحق بكوكب الأرض وفقاً لسيناريو تنبأت به الحضارة السومرية التى كانت قبل آلاف السنين فى العراق.
وكان ''الكوكب الثاني عشر'' قد تخيل هذه النهاية المأساوية فى عام 2003 الذى مر دون أي مشكلات، فخرجت تكهنات أخرى ترجئ موعد النهاية المأساوية إلى عامنا الجارِي2012.
وقبل ذلك بكثير كان أحد العرافين فى أوروبا - فى فترة القرون الوسطى - واسمه ''نسترداموس'' قد تكهن بأحداث متتابعة وكان من بينها الحرب العالمية الاولى والثانية، وظهور أدولف هتلر ـ الزعيم النازي ـ ، ومن قبل ذلك تنبأ بظهور نابليون بونابرت وأنه سيهزم فى نهاية الأمر، وكان من بين ما ذكره نهاية العالم.
توجهت الأنظار فى وقت سابق إلى حضارة المايا التى برع أهلها فى الرياضيات و الفلك لدرجة أثارت إعجاب مؤلفى الخيال العلمى، وبدأت الكتابات تكرر لهذه الفكرة ـ أن نهاية العالم باتت قريبة منا - ، و كان أكثر ما خدم هذه الفكرة أن التقويم الذى وضعه سكان هذه الحضارة قبل نحو ألف سنة ينتهى فى عامنا الحالى 2012.
كان الكوكب ''نيبيرو'' الذى نوهت إليه الوثائق الفلكية القديمة المنسوبة إلى الحضارة السومرية قد أثار ضجة بين مرتادى الإنترنت، وبعضهم أدعى أن هذه الكوكب ـ الذى يبلغ فى ضخامته حجم الشمس ـ الشمس تساوى ألف ضعف حجم الأرض ـ سيصطدم بالأرض فى العام ذاته.
وكذلك العاصفة الشمسية التى ذكرها تقرير صادر عن وكالة ناسا، انضم مؤخراً ضمن الأدلة التى يحتج بها من يزعمون نهاية العالم فى 2012.
إلا أن عالم الفضاء فى وكالة ناسا دايفد موريسون قد نفى فى تقرير رسمى مسجل بالصوت و الصورة فى عام 2009 كل ما توارد و تناقله ملايين المتابعين لهذه الأسطورة حول نهاية الحياة على الأرض فى 2012 قائلاً '' لا يوجد اي خطر، و لا يوجد أى تهديد للحياة على الكوكب''، مؤكداً أن كل ما يتم تناقله لا يخدم إلا من يحاولون كنز المال من وراء مبيعات تتعلق بهذه الخرافة.
وكذلك نفى موريسون أن يكون الكوكب نيبيرو الذى يدعى البعض أنه سيكون مصدر الخطر على الحياة على الأرض موجود فى نظامنا الشمسى من الأساس، مشيراً لأنه لو وُجد هذا الكوكب فى المجال الشمسى فإن الوكالة ستكون قد أحاطت به علماً.
إذا هي اسطورة او خيال على اي حال وقد تكون مصدرا لبعض تجّار الحروب والكوارث وهم كثر قي عددهم صغيرون قي عقولهم وها قد مرّ اليوم المعهود كباقي الايام وزالجمع زمنيا ولم تتحقّقْ نبوءة الماويين وهذا دليل اخر على قوّة معجزات الاسلام وصدقها وعلى كذب خزعبلات الاديان غير الموحدة وخزعبلاتها.
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) صدق الله العظيم