العين الروابدة:الحوار الوطني الشامل والخالي من التهميش والاقصاء والاستقطاب هو المخرج الوحيد
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
قال رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة ان الربيع العربي كالزلزال الذي اجتاح العالم العربي من جميع أطرافه وانه لا أحد بعيد عن هذا التسونامي، لذا فمن واجب الجميع أن يعمل لاستيعاب هذا الحراك العام، خصوصاً أن الأوطان العربية تتبادل التأثر والتأثير، وأن هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الأردن الذي هو جزء من هذا الواقع العربي، تستلزم التشخيص كمقدمة للعلاج، وأن التأجيل والتراخي يزيدان من هذا العبء.
وبين خلال ندوة عقدت في كلية الاميرة عالية الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية امس تحت عنوان «آفاق الإصلاح في الأردن» ان المخرج يكون بالديمقراطية، التي هي السبيل الوحيد للحل، فالديمقراطية كوسيلة هي المخرج الذي يبعد الاستفراد بالمجتمع من أي طرف وبالديمقراطية يستطيع أن تشارك الجميع وتستمع للجميع.
وفي ظل التساؤلات عن أسباب هذا الربيع العربي، يرى الروابدة أن الاحباطات الطويلة التي عاشتها الأمة، والتي تتمثل في قضية فلسطين والضعف والظلم الذي شابها هي في مقدمة الاسباب، ومن ثم الهيمنة التي تمارسها القوى الدولية على المنطقة العربية، إضافةً الى الأنظمة التسلطية التي انتشرت في العالم العربي وافرازاتها من هدر للكرامة الانسانية وعدم توزيع مكتسبات التنمية والفساد الذي استشرى.
وقال ان الهموم والاحباطات تختلف من دولة لدولة من ناحية الشدة والتفرد، وهذا الاختلاف يترتب عليه الاختلاف في أساليب استيعاب هذه الموجة، فالدول التي تأثرت وعاشت أزمة الربيع العربي تختلف من حيث نشأتها، وشرعيتها، فالأنظمة التي رفعت فيها شعارات اسقاط النظام هي بالأصل أنظمة انقلابية قامت على أكتاف العسكر بعدما أبعد العسكر القوى الوطنية فحولوا الدول التي وصلوا فيها للحكم الى ديكتاتوريات، وهي في الربيع العربي ما زالت تعيش مرحلةً من عدم الاستقرار، وما زالت تبحث عن خيارات للوصول لمفاهيم الدولة المدنية، بينما الأنظمة ذات الشرعية، والمشروعية، نلحظ أن درجه الغضب فيها أقل، فكان أن رفعت فيها شعارات الاصلاح.
وأكد أن القضية الفلسطينية جزء من الهم الوطني الأردني، لهذا كانت آثارها علينا في الأردن أكبر، فالخيارات الاسرائيلية التي تغتصب الأرض والحقوق هي جزء من احباطاتنا وهواجسنا والمواطن الأردني يرى ويستوعب جميع المتغيرات، ويدرك أننا في الأردن مؤمنون باستمرارية العملية الاصلاحية المتدرجة، والآتية من ارادة القيادة السياسية، والالتقاء الشعبي على الثوابت الوطنية والقواسم المشتركة.
ويرى الروابدة أن الحوار الوطني الشامل هو المخرج الوحيد، وهو الحوار بين الجميع والخالي من التهميش والاقصاء والاستقطاب، دون شروط مسبقة، معرجا على مفهوم الحوار في الذهنية العربية ومعرفاً الحوار بأنه أن نبحث في شؤوننا المدنية بلا شروط وأحكام مسبقة ملتزمين بالثوابت الوطنية المتجذرة، وذلك لكي نخرج بنتيجة ترضي الأكثرية ولا تلغي رأي الأقلية، وأن ارادة الشعب يقررها الصندوق الانتخابي، فليس من حق أي جهة أن تدعي لنفسها أنها تتكلم باسم الشعب.
وكان رئيس الجامعة د. نبيل الشواقفة قد رحب بالروابدة في بداية الندوة التي حضرها عميد الكلية د. صدقي المومني وطلبة الكلية مستعرضا جانبا من سيرته الذاتية ومشيرا الى اهمية هذه الندوة التي تتحدث عن الاصلاح.