الحراك يطرح مبادرة سياسية للاصلاح

جراءة نيوز - محليات:

 

 قدّم الحراك الشعبي الاصلاحي مبادرة سياسية وخارطة طريق للخروج من الانسداد السياسي في الاردن, في تحول ملحوظ وغير مسبوق لخطاب الحراك .

وترتكز المبادرة بحسب بيان صادر عن الحراك , على احترام الدولة لارادة الشعوب التي يعبر عنها عبر انتخابه لمن يمثّله في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، لتكون من الشعب وله ولتكون خير من يعبر عن الشعب ومصالحه دون محاباة لأحد ودنما خوفا من اجهزة قمعية ، حيث تكون السلطة للشعب والمسؤولية له و منه وفق البيان .

وبحسب المبادرة فقد دعا الحراك الى تشكيل حكومة انقاذ وطني تعمل ببرنامج واضح ومعلن وبجدول زمني يتم تحديده تقوم بأصلاحات دستورية جوهرية تعني المواطن والوطن أرضا وشعبا ومؤسسات وتحدد مسؤوليات وواجبات كل من تبوّأ منصب ما لا يكون بها حصانة ولا استخفاف بعقول العباد ،فليس لمن رفع عنه قلم المسائلة مكان فيها ،حكومة تعيد الدولة سلطةً ومواردًا ليد الشعب.

كما تدعو المبادرة الى اعادة النظر بقانون انتخابي يضمن نزاهة الانتخاب وواقعية نتائجها ويجرّم الاعتداء على ارادة الشعب, ويضمن معادلة التمثيل المتوازنة لنطوي صفحة بقاء الانتخابات موسمًا متكررًا لشراء الذمم وتشويه روح الحياة السياسية في الاردن , بحسب البيان .

واكد الحراك في بيانه ان المبادرة صالحة أن كان هناك باب للإصلاح لم يغلق بعد, متمنيا ان لا يتم غلقه حرصا على الاردن .

واكد البيان رفض الحراك لأية صفقات تعرض في سبيل الوقف عن المطالبة بالاصلاح وما يريده الشعب من سياسات اصلاحية مؤكدة على أن الأردن هو الذي يملحة الحراك ولا شئ سواه و لن يتنازل عنه بأي حال .

وفيما يلي نص البيان :

بيان صادر عن الحراكات الشبابية والشعبية والعشائرية في الاردن

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب

بعد ما رأى أبناء الوطن بامتداد أراضيه ورحابة سمائه وسعة صدر شعبه وصبرهم على ما كان من دول للزمان عليهم ؛ بعد رؤية العين والحقيقة لما كان يفعله اصحاب القلوب المؤلفة حينا والمسمومة أحايين كثر من هجمات وتشكيك بصدق انتماء أبناء الحراك الأردني الحر لأرض وطنهم والطعن بمصداقية حافزهم وغيرتهم على املاكهم التى هي حق للوطن ومنه ، بل وتعدّى ذلك إلى التجييش ضد التضحيات التي بُذلت من الحراكيين ووصمهم بالعمالة والخيانة العظمى والسعي نحو تدمير الوطن والبحث عن أشلاءه ، بعد كل باطل الاتهامات منهم لم يسجّل للحراك الأردني سوى ضبط النفس والصبر على ما يدّعيه الجاهلون بأمور وطنهم والصامتون عن ما كان من بيع وتهريب للوطن الذي لم تسلم مؤسساته وأراضيه من عمليات البيع وحتّى التأجير لعدو الوطن ومغتصب البلاد ذرًا للرماد في عيون من لا يعي ومن لا يريد للوعي سبيلا ، لقد فاق وصف ابناء الاردن المتحصنين خلف جدران صمتهم للحراكيين كل موصّف ولسان حالنا يكرر قوله تعالى انك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ، وأن كنا نعلم بأن ظلم ذوي القربى أشد وقعا في النفوس حين تخترق سهام التخوين وتدمي القلوب .

بعد كل ما مضى من زمن حراكنا المقدّس المستمر حتى تعود الحقوق لأصحابها لم نر من الفاسدين سوى فسادهم ، وكانت اول الاستجابات الرسمية لصيحاتنا ، سنّ قانون اغتيال الشخصيات خوفا من نشر الفكر والوعي وتسمية المحتالين واللصوص في هذا الوطن بأسمائهم ، بدلا من محاكمتهم ومتابعة ملفاتهم التي صارت معروفة للقاصي والداني ، ثم تبع ذلك اعتقالات طالت شرفاء احرار هبّوا لنصرة وطنهم حين تقاعس من هم بهذا الواجب في مناصبهم أجدر وعليه لو أرادوا كانوا أقدر ، وتمت دسترة محكمة أمن الدولة لتكون ناظرة بمتّهمي الخيانة العظمى ، وكانت المفاجأة أن شرفاء الوطن هم من ينظر بأمرهم امامها بدلا من خائنيه وناهبيه ، والذين هم شرذمة منبتّين وبعيدين عن شعب الاردن ومهما اختلفت اصولهم وتعددت اقطابهم فهم اساس شجرة واحدة نجسة منذ القدم لم تمثّلنا كأردنيين وليسوا سوى ادوات وضعت لملئ فراغ خلا من مستحقيه ورجالاته ؛ و لإلهاء الشعب بهم لتشتيته فيهم ونسيان من جاء بهم ووضعهم في تلك المناصب .. وإن كانوا رضوا بتلك المهمات القذرة من سرق ونهب للوطن فلا بد من أن يدفعوا ثمن ذلك لقلع وتد الفساد من ارض الاردن وطن الشرفاء .

يا أبناء الاردن

لم تعد الرؤية الضبابية تسيطر على عقل من يستشرف واقع الاردن و مستقبله ، فقد ظهرت ارادة الحقيقة واضحة في صوت اصحاب الحق المنهوب والوطن الذي اقتسمه اللئام على موائدهم ، ولم يعد خافيا على احد أن الشعب يريد والحذر من الشعب إن أراد بعد صمتٍ طويل

، وليست إرادة الوطن منوطة بشخص أو ثلّة أو عصابة ، فالدولة منوطة بما يريد ابناؤها ، واحترام ارادة الشعوب يفرض انتخابه لمن يمثّله في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، لتكون من الشعب وله ولتكون خير من يعبر عن الشعب ومصالحه دون محاباة لأحد ودنما خوفا من اجهزة قمعية ، حيث تكون السلطة للشعب والمسؤولية له و منه .

وكنا قد سمعنا وعودًا وعهودا لا حصر لها وآن لهذه الوعود أن تنفّذ بارادة شعبية عبر ما تعهد به الملك من تسليم السلطات للشعب وليس ذلك بانتخابات معروفة النتائج و انما بدسترة وعده بردّ السلطة لأهلها ابناء الاردن وشعبنا الكريم الحر .

يا شعبنا الكريم ليس يخفى على احد خروجنا للشوارع والميادين لكي يصل صوتنا لمن صمّت آذانه وغفل عن مسؤولياته المناطة به ؛ فمنذ عامين ونحن تشقُّ حناجرنا حواجز الصمت والخوف ندعوا ليلا نهارا جهرا علانية لا نعرف الخفاء ، نهتف لمحاربة الفساد واستعادة حقوق ابنائنا و قوتهم ودينٌ لأرضنا ولوطننا في رقابنا إن نحن عنه صمتنا ، طالبنا بمحاسبة الفاسدين بجرمهم كلّ بما قدمت يداه وغلّت من خير الوطن والبلاد ، وحتى قد اسمعت كلماتنا من به صمم وضجّت من هتافنا حجارة مساجد المدن والمحافظات على امتداد رقعة الوطن ؛ فليس مقبولا أن يخرج علينا اليوم من يدّعي انّه لم يعلم عن ذلك وليس له من الامر من شيء ، ونقول له إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ، هذا العذر هو التجاهل بعينه لما يفتعل في نفوس الاردنيين وهو مثال الاهمال لشعبٍ ضاق ذرعا بتزييف الحقائق وتشويهها والتلاعب على افكارهم ومن ذلك أن العشرات من اشراف بني الاردن في السجون بالرغم من تعهده قبل أيام بالافراج عنهم ، فالسؤال لكم يا ابناء الوطن الاردني ... من الذي يحكم هذة البلاد ولمن السلطة على شعبها ...؟؟

ولو كان الشعب من يحكم نفسه لما انشغل الشعب بنفسه عن نفسه ولما فرّط بحقوقه ..ولما الهته متع الحياة عن واجباته ومسؤولياته ، ولما انصرف الى بذخ العيش والترف في حين يقبع أغلب الشعب تحت خطوط الفقر ليستقر له المقام فوق خطه الاحمر المزعوم .

يا شعب الاردن العظيم

ان الاردن يزخر بأبنائه الذين هم صرح له من فخار مشهود لهم بعشق تراب الوطن ولهم باع وتاريخ سياسي لا تشوبه شائبة ولا ننكر على أي منهم دوره الذي كان فيما مضى أو حاضره الذي نتمنى أن يكون امتداد لما عهدناه منهم وهم معنيون مثل كل الاردنيين بهذا الوطن وحقه عليهم و واجبهم تجاهه ، وهم تاريخ نفخر به وتعلمنا منه الكثير ، ولكننا نرفض كل محاولات عقد الصفقات والمساومة ، ولسنا هنا نصوغ الحديث من باب وجود الخيارات وتعددها ، ولكنه اليقين القاطع برفض منطق الصفقات فنحن لا نملك ما نساوم به ؛ فالاردن هو من يملكنا ويتملكنا وليس لنا سواه من غاية ، وليس لأحد المقايضة باسم الاردن وحقه ، فمن يقايض من أن كان كلاهما مُلكا للوطن ...!؟

يا ابناء هذه الارض ، وجندها

لكي لا ترد البلاد مواردا لا نتمنّاها ولا تحمد عقباها لا بد من النظر للوضع الاردني ولهذه البلاد بما تستحق من الرعاية والاخلاص والانتماء الحق لها ، ولا بد من حلٍّ يجمع ارجاء اردننا ويعيد عليه خيراته وهيبته وكرمه على فلذات كبده ، ولن يكون ذلك .. بغير استرجاع ما تم سلبه واعادة السلطات وتسليم نصابها الحق ليد الشعب من خلال تشكيل حكومة انقاذ وطني تعمل ببرنامج واضح ومعلن وبجدول زمني يتم تحديده تقوم بأصلاحات دستورية جوهرية تعني المواطن والوطن أرضا وشعبا ومؤسسات وتحدد مسؤوليات وواجبات كل من تبوّأ منصب ما لا يكون بها حصانة ولا استخفاف بعقول العباد ،فليس لمن رفع عنه قلم المسائلة مكان فيها ،حكومة تعيد الدولة سلطةً ومواردًا ليد الشعب ، أن كان هناك باب للإصلاح لم يغلق بعد .. ولا نتمنى غلقه حرصا منا على الاردن ،

والنظر بقانون انتخابي يضمن نزاهة الانتخاب وواقعية نتائجها ويجرّم الاعتداء على ارادة شعبنا الحرة وتزييف عقول الناس ، قانون يضمن معادلة التمثيل المتوازنة لنطوي صفحة بقاء الانتخابات موسمًا متكررًا لشراء الذمم وتشويه روح الحياة السياسية في الاردن .

اخوتنا .. ابناء الاردن .. هو عهد اقسمناه و نضع رقابنا وفاءا له ودونه .... هو الشعب الاردني الخط الاحمر الوحيد الذي نراه .. وهو الاردن أغلى ما نملك وتهون ارواحنا فداءًا له .

ونشهدكم أمام الحي الذي لا يموت بأننا لن نهون ولن تهبط عزائمنا ..نستمد صلابتنا من الشراة وصخورها في الجنوب .. نستعين على قول الحق بالايمان وعيوننا تمتد امتداد سهول حوران شمالا بنظرة ثاقبة لا يثنيها بأس .. فالاردن وكل الاردن بكل مناطقه هو ارضنا و هو مقرنا ومقامنا وما لنا غاية سواه.