من القاتل ؟

 

قرأت قبل زمن قصة يقال انها حقيقية باحد المواقع الاجنبية، ان هناك شخصا كتب رسالة انتحار بعد ان قرر انهاء حياته، ومن ثم قفز من نافذة شقته بالطابق العاشر، ولكنه خلال سقوطه وبلحظة عبوره من امام نافذة شقة الطابق التاسع اصيب بعيار ناري منطلق من خلال النافذة ليصيب رأسه اصابة مباشرة ، ليهوي على شباك كان قد نصب حول الطابق الثامن لحماية عمال الصيانة الذين كانوا ينفذون اعمال صيانة للمبنى في تلك الفترة.
اي انه لو لم يصب بذلك العيار الناري، لم يكن ليموت حتى مع نيته الانتحار، ومن خلال استكمال التحقيقات الامنية، تبين ان شقة الطابق التاسع يقطنها زوجان عجوزان متقدمان بالسن،وكانا يتشاجران وحاول ان يطلق النار الزوج على زوجته الا انه اخطأها وخرجت الطلقة من الشباك لتصيب القتيل.
وباستمرار التحقيقات اكد العجوز، انه لم يسبق له ان عبأ او قام بتذخير بندقيته، وانه كان معتادا هو وزوجته انهما عندما يتشاجران فانه عادة ما يمازحها لينهي الشجار بمحاولة اطلاق النار عليها من بندقيته الفارغة وبهذا ينتفي عنه نية القتل حتى لزوجته، ويصبح القتيل قد قتل بحادثة عفوية.
ولكن الشرطة تابعت تحقيقاتها ومن خلال اقوال احد شهود العيان، افاد انه شاهد ابن الزوجين العجوزين يقوم بتعبئة البندقية بالذخيرة وهو يعلم بعادة والديه ليقوم والده بقتل والدته بالخطأ نظرا لحرمانه من الدعم المالي من قبل والدته منذ فترة، وبهذا تتوفر نية القتل لوالدته ولكنها تحققت للقتيل.
وباستكمال التحقيق تبين ان الشخص الذي قام بمحاولة الانتحار وتم قتله بالعيار الناري الخاطىء هو ابن العجوزين الذين يقطنان بالشقة التي تقع تحت شقته تماما، ورغب بالانتحار لان نفسه سولت له محاولة قتل امه على يدي والده وذكر ذلك برسالة الانتحار، الا ان ارادة الله سبحانه وتعالى حققت رغبته بالانتحار ولكن بنفس الطلق الناري الذي اعده لامه على يدي والده ، وانهت الشرطة تحقيقها واغلقت القضية بالاستنتاج ان المتوفي قام بقتل نفسه وليس بالانتحار.
قصة قرأتها قد تكون حقيقية ، ولكن تعجبت من كثرة المعاني التي تحتويها لاسيما عن نية القتل التي تنقلت بين الاسباب لتعود وتقتل صاحبها، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم.