مزارعو الأغوار الوسطى يعتصمون بإلقاء حمولة عشرات سيارات بالباذنجان احتجاجاً على تدني أسعاره .
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
أغلق مزارعو الأغوار الوسطى خلال اعتصام استمر لساعات قبل ان يتم تعليقه، الطريق المؤدي من الشونة الجنوبية إلى العاصمة عمان، بإلقاء حمولة عشرات السيارات المحملة بالباذنجان، احتجاجاً على تدني أسعاره المنتجات الزراعية،وجاء تعليق الاعتصام بعد لقائهم محافظ البلقاء الذي وعد بنقل مطالبهم الى الجهات المعنية ليصار الى إيجاد حلول سريعة، في الوقت الذي عمدت قوات الأمن إلى إزالة المعيقات عن الطريق، وإعادة فتحه أمام حركة السير.
على أن المزارعين أكدوا أن خيار العودة للاعتصام ووقف توريد الخضار إلى الأسواق المركزية مازال قائما، وأنهم بانتظار ما ستؤول إليه زيارة الوفد الحكومي الى العراق ولحين إيجاد حلول جذرية لتسويق منتجاتهم والعمل على حل المشاكل التي أثقلت كاهلهم،وبين المزارع أكرم العدوان أن قطاف إنتاج مزرعته من الباذنجان وتعبئته بصناديق "البولسترين"، ونقله الى السوق المركزي الذي يتقاضى مبلغ 7 دنانير على الطن الواحد، يجعل كلفة الصندوق الواحد تقارب 75 قرشا، فيما يباع حاليا بـ10 قروش، وفي بعض الأحيان لا يجد من يشتري الإنتاج.
ولفت نواف العجوري انه وجميع المزارعين مدينون للشركات الزراعية والمؤسسات التي مولت موسمهم الزراعي، وبالتالي فإن تدني الأسعار سيلحق بهم خسائر فادحة وستبقيهم أسرى الديون لمواسم عدة قادمة. وأوضح أن هناك تجاهلا حكوميا تاما لمشاكل القطاع الزراعي خاصة مع ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وأسعار البولسترين والإجراءات غير المدروسة لمعالجة مشكلة العمالة الوافدة.
وطالب المزارعون الحكومة بفتح باب التصدير للدول المجاورة والعمل على تخفيض أسعار المستلزمات الزراعية لحمايتهم من الفقر والسجن، كونهم يعتمدون كليا على مردود المحاصيل لتسديد الديون المترتبة عليهم والتي تصل الى عشرات الآلاف من الدنانير،وبين المزارع يوسف الضامن أن سعر صندوق البولسترين الفارغ يبلغ 27 قرشا، فيما تبلغ أجرة العامل 15 قرشا يضاف إليه أجور نقله الى السوق والبالغة 25 قرشا عدا عن رسوم البلدية والكمسيون، ما يجعل من إرسال المنتج السوق في ظل الأسعار الحالية كارثة حقيقية.
وأضاف أن هذا كله لا يدخل ضمن حسابات الموسم الزراعي الذي كلف آلاف الدنانير كثمن الأشتال والمستلزمات الزراعية والعلاجات وما إلى ذلك،وأكد عدد من المزارعين استمرار اعتصامهم حتى تجد الحكومة حلولا سريعة تجنبهم وتعوض الخسائر الفادحة التي لحقت بهم، وإنقاذهم من الشيكات التي اقترب أجلها وقروض تكبدوها لإنتاج هذه المحاصيل المعدة للتصدير، مشيرين إلى أنهم سيتوقفون عن توريد إنتاجهم الى الأسواق ومنع مرور المركبات المحملة بالخضار إلى الأسواق المركزية في خطوة تصعيدية، إذا لم يتم إيجاد الحلول المناسبة والسريعة لإنقاذهم.
بدوره، أوضح رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن مطالبهم الحالية تتركز في تسريع زيارة الوفد الأردني إلى العراق الشقيق، ووقف النزيف الذي يتعرض له المزارعون، وضرورة عقد جلسة لمجلس الوزراء في وادي الأردن للاستماع لمطالب القطاع، واتخاذ القرارات اللازمة للنهوض به وإنقاذه من الضياع، قائلا "إننا سننتظر ما ستأتي به زيارة الوفد الى العراق، وما ستقوم به الحكومة من إجراءات فورية لحل المشاكل العالقة التي أنهكت المزارعين وحدت بهم للخروج إلى الشارع".
وأضاف الخدام أن المزارعين غير راضين عن خروجهم إلى الشارع وإلقاء منتجاتهم على الطرق، إلا أنهم اضطروا لذلك من أجل إيصال صوتهم الى أصحاب القرار، مبينا أن الحكومة وعلى مدى عقود لم تقدم أي شيء لإنقاذ القطاع الزراعي من التدهور،من جانبه، أكد محافظ البلقاء حسن عساف أنه التقى المعتصمين بحضور رئيس اتحاد المزارعين واستمع لمطالبهم التي سيتم رفعها للمسؤولين في أسرع وقت، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق معهم على فض الاعتصام على أمل إيجاد حلول سريعة وجذرية لمطالبهم.