في اليوم العالمي للطفولة… قدم طفلٍ أردني جريحة تقول ما عجزت عنه الكلمات
المحامي حسام العجوري يكتب ..
في اليوم العالمي للطفولة، تطلّ علينا قدم طفلٍ أردني جريحة… كأنها وثيقة احتجاج تُرفع في وجه العالم كلّه. هذه القدم الصغيرة التي كان يفترض أن تركض خلف أحلامها، أصبحت تركض خلف لقمةٍ ضائعة وأمانٍ غائب. لا لعبة في اليد، ولا حذاء يحمي الطريق، فقط ألم يمشي على الشوك ويصرخ بصمت موجع: أين حقي؟
هذا الجرح ليس جرح جلدٍ فقط، بل جرح كرامة… جرح وطن يرى أبناءه يتعثّرون في طرقات الفقر دون أن يجدوا من ينهضهم. كيف نحتفل بيوم الطفل وهناك أطفالٌ ينامون بلا عشاء؟ كيف نتحدث عن الحقوق، وبعض الصغار لا يملكون حتى الحق في أن يمشوا بأقدام سليمة؟
في الأزقة الضيقة، وعلى أطراف المدن والقرى المهمّشة، يعيش أطفالٌ يواجهون البرد بثيابٍ ممزقة، والجوع بكوب ماء، والمرض بالصبر فقط. صورة القدم الجريحة ليست ذكرى، بل إنذار… ليست مشهدًا عابرًا، بل شهادة على أن طفولة كثيرة تُسرق أمام أعيننا.
اليوم… علينا أن نتوقف عن الكلام، ونبدأ الفعل. مستقبل الأردن يمشي بهذه الأقدام الصغيرة، وإن تُركت تنزف اليوم، سينزف الوطن غدًا. لنحوّل هذا الألم إلى قوة، وهذا الجرح إلى بداية إصلاح… فحماية الطفل ليست شعارًا، إنها واجبنا، قوتنا، وخط الدفاع الأول عن كرامة هذا البلد.