هل بدأ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ أردوغان يلعب “لعبته” وترقب لرد بوتين .. هل هناك مخرج أم قُضي الأمر؟

تتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط مع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، وسط تساؤلات حول إمكانية بدء تنفيذ ما يُعرف بـ”مشروع الشرق الأوسط الجديد”، خاصة بعد ما شهدته مدينة حلب السورية خلال الأيام الماضية وسط تقدم قوات المعارضة نحو المناطق المجاورة لمدينة حلب.

أستاذ العلوم السياسية المصري د.إسماعيل صبري مقلد يقول إن مخطط الشرق الأوسط الجديد يمضي بدءا من إسقاط وتدمير حركات المقاومة ضد "إسرائيل"، الى محاولة اسقاط الدول وتدمير الجيوش.

ويضيف أنه بعد انتهاء مرحلة غزة ولبنان أو قاربت على الانتهاء، دخل الاسرائيليون مع شركائهم الامريكيين، مرحلة اسقاط سورية لإخلائها من الروس والايرانيين، ولاسقاط النظام الذي استدعاهم الى سورية ومكنهم منها، ولإغراق سورية في مستنقع الفوضي والعنف والإرهاب والصراعات الداخلية، لتدمير كافة مقوماتها كدولة قابلة للحياة .

ويضيف أن هذا هو الهدف، وهذا هو ما يجري تنفيذه في سورية الآن.

ويوضح أنه إحكام الفصائل المسلحة وغيرها من الفصائل المتحالفة معها والمعارضة لنظام الحكم السوري الحالي، حصارها حول مدينة حلب من ثلاث جهات، فان الخوف الاكبر هو أن تنهار القوات السورية أمامها وتستسلم لها على غرار ما حدث للقوات العراقية في عام 2014 في الموصل بعد مذبحة "سبايكر” التي نفذها تنظيم داعش الارهابي.

ويحذر أستاذ العلوم السياسية من أن الأخطار حقيقية ومخيفة، وما يتم تدبيره في الظلام داخل هذه المنطقة وخارجها غير معلوم كله علي حقيقته لنا ، مؤكدا أن هناك الكثير مما جري الإعداد له في الخفاء وحانت الآن ساعة تنفيذه وسط أجواء عربية واقليمية منهارة تماما ومناخ دولي غامض ومرتبك..وهو ما سوف يزيد من تعقيد الأمور اذا ما حدث في سورية ما لا تحمد عقباه.

ويختتم متسائلا: فهل سوف يكون بمقدور سورية مواجهة هذه العاصفة العاتية التي توشك علي اجتياحها، ولربما تنتقل رياحها خارج حلب الي ما هو أبعد وأخطر منها في هذا السباق المحموم نحو تغيير الأوضاع الإقليمية القائمة برمتها؟

السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يرى أن ما يحدث في سورية الآن هو انتقام ومزيد من الحصار لإيران ولحزب الله عن طريق قطع ما تبقي من خطوط إمداد لحزب الله عبر سورية وفي سورية ذاتها .

ويضيف أنه ضغط وعقاب لروسيا التي تعيق أحلام أمريكا والناتو في شرق أوروبا وآسيا ، ومازالت تعرقل قليلاً من سرعة تنفيذ حلم الشرق الأوسط الجديد، ومازالت تزعج أمريكا عن طريق تواجدها المؤثر في سورية وفي مياه شرق المتوسط.

ويقول إن ما يحدث في سورية هو تمهيد لابد منه لتهيئة المسرح ورفع الستار عن الشرق الأوسط الجديد.

ويؤكد أن بداية السبع السود العجاف في منطقتنا تتشكل في الأفق القريب وتوشك علي الانطلاق في بحر لُجِّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب.

وتابع قائلا: "يبدو أننا سنعاود الحديث مجدداً عن الصمود في سورية بعد أن استنفدنا كلمات معاجمنا اللغوية في الحديث عن الصمود في غزة ثم في لبنان.

وبعد سورية سنخاطب الصامدين في العراق ثم في الخليج واليمن ثم تستكمل الدائرة”.

ويختتم قائلا: "يا من تتحدثون عن المحور السني والمحور الشيعي ، ثم عن طوفان الأقصى وتحميله تبعات ما يحدث الآن وسيحدث غداً.. عليكم أن تتوجهوا بالشكر لطوفان الأقصى الذي أعاق بدء تنفيذ هذا المخطط الكبير لعام وبعض عام ، والأهم من ذلك أنه فضح حقيقة القائمين على هذا المخطط وكشف داعميه أمام الجمهور والتاريخ”.

هل يلام أردوغان أن لعب لعبته؟
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يبرز كلاعب محوري في المشهد، حيث يسعى إلى تحقيق توازن بين التحالفات الدولية ومصالح بلاده الإقليمية.

أردوغان يُظهر براعة في المناورة السياسية، سواء من خلال تعزيز الدور التركي في الملفات الحساسة مثل الأزمة السورية، أو عبر تحسين علاقاته مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا. هذا التوجه يثير ترقبًا لرد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يراقب التحركات التركية عن كثب، خاصةً في ظل تقاطع المصالح بين البلدين في ملفات عديدة، أبرزها ملف الطاقة والصراعات الإقليمية.

لكن السؤال الأكبر يبقى: هل هناك مخرج من هذه الديناميات المعقدة؟ أم أن الأمور تسير نحو إعادة تشكيل المنطقة وفق رؤية جديدة؟ ما زالت الإجابات غير واضحة، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد غير مدروس قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، حيث يبدو أن مصير الشرق الأوسط يقف على مفترق طرق جديد.