قصور وخيول أصيلة ويخوت .. ماذا يفعل الأثرياء بأموالهم؟

يتساءل الكثيرون عما يفعل الأثرياء بأموالهم، فيم ينفقون ثرواتهم؟ ما الذي يجعلهم مستمتعين وهم ينفقون أموالهم إن كان جل ما يسعى إليه غيرهم وما يحلم بتملكه وتحقيقه متوفر لديهم؟

وإذا كان التسوق وإنفاق المال متعة لا يستطيع الإنسان الفكاك من سحر تأثيرها وفق علماء النفس الذين يؤكدون أن التسوق يُحسّن الحالة المزاجية ويشعرنا بمتعة وسعادة تشبه حالة النشوة التي يشعر بها مدمنو المخدرات، فما الذي يُشعر الثري صاحب الإمكانيات المالية الكبيرة والقادر على تحقيق الأحلام البسيطة التي يُفني الغالبية أعمارهم من أجلها، ما الذي يشعره بهذه المتعة؟

ما الذي يحقق المتعة لهم؟
الواقع أن الأثرياء وجدوا نوع المشتريات التي تحقق لهم المتعة والسعادة، وتجاوزوا حاجز الأحلام البسيطة إلى الصعبة والغريبة والاستثنائية، حيث تعكس خيارات إنفاق المال لدى المليارديرات حول العالم قيمهم وأذواقهم ورؤاهم للمستقبل، ومع وصول ثروات بعضهم إلى مستويات مذهلة، فإن الطريقة التي يختار بها هؤلاء الأثرياء إنفاق أموالهم تبدو غريبة ومستهجنة ورغم الطابع السري الذي يحيط بها إلا أن تأثيرها يكون كبيرا على الطبقات الاجتماعية التي تحلم بالثروة أو التي حققت جزءا منها كالمشاهير ومديري الشركات الكبيرة، والفائزين بالمقامرة والصفقات السريعة والذين يتأثرون بفاحشي الثراء ويقلدون أسلوبهم وينفقون ما لديهم في حساباتهم المصرفية دون إدراك.


وتتباين مشتريات الأثرياء حسب ثقافتهم واهتماماتهم، فمنهم من يشتري الخيول الأصيلة والنادرة ويغدق الأموال في المزادات العلنية على كل ما يتعلق بها من مزارع الخيول في نورماندي واسطبلات البولو، ومنهم من يدفع أموالا طائلة في اللوحات الفنية النادرة والمجوهرات وسباق السيارات، أما القصور الفاخرة في موناكو ونيويورك وباريس فإن شراءها يعتبر بمثابة ممارسة أصيلة بين الأثرياء لا يقدر أحد على الإغفال عنها.

وتعتبر السيارات الفاخرة مثل لامبورغيني وفيراري واليخوت والطائرات الخاصة من أكثر المقتنيات التي يتنافس الأثرياء على شرائها، إضافة إلى كل ما يرتبط بعالم الموضة مما تجود به عروض الأزياء العالمية من ملابس ومجوهرات. كما ينفق الأغنياء أيضا الكثير من المال على السفر والرحلات البحرية والإقامة في أجمل الفنادق حول العالم.

وفي هواياتهم يبرز إنفاق من نوع آخر لدى الأثرياء فهم يخصصون أوقات الفراغ لممارسة كل ما يشعرهم بالسعادة الغامرة، وفي أحيان كثيرة يستثمرون أموالهم فيما اختاروا من هوايات وأغلبهم يحبون ممارسة عدة هوايات في نفس الوقت كالزحلقة على الجليد وصيد السمك والغولف وحضور المباريات المهمة وزيارة المتاحف والمعارض الثقافية.


مجوهرات ومقتنيات تثير جنون المزادات
دفع الأثرياء ثروات طائلة على مشتريات يعدها البعض نوعا من الحماقات كالإنفاق ببذخ في المزادات لشراء لوحات وقطع فنية أو مقتنيات خاصة بالمشاهير، أو تصميم أوانٍ ومتعلقات من الماس نهر غولكوندا فائق النقاء أو الزمرد الكولومبي.

ونادرا ما يعلن الأثرياء عن مشترياتهم الغريبة والباهظة الثمن، حيث إنهم يفضلون أن تكون هذه الصفقات سرية وعن طريق وسطاء أو شركات وصناديق استثمارية، لكن في بعض الأحيان تنكشف هوية من دفع ثروة طائلة مقابل قلادة أو حصان أو لوحة أو جزيرة.

ومن أغرب مقتنيات الأثرياء والتي أثارت جدلا واسعا واتهامات بالهوس بأشياء بلا قيمة، تمثال "استحالة الموت في عقل شخص حي" للفنان البريطاني داميان هيرست نحته عام 1991، وتكون من سمكة قرش محفوظة ومغمورة بالميثانال في حوض زجاجي، اشتراه الملياردير ستيفن كوهن بـ 8 ملايين دولار عام 2008.

أما الملياردير جيف بيزوس فقد اشترى عام 2020 قصرا في بفرلي هيلز بكاليفورنيا بمبلغ 165 مليون دولار، وفي عام 2013 اقتنى مجهول الهوية يخت "هيستوري سوبريم" بمبلغ 4.8 مليار دولار، ويبلغ طول اليخت 100 قدم، صنعت أجزاء منه من الذهب الخالص والبلاتين.