ابو جدعان قصة بطولة ، وصفحة من تاريخ النضال على اسوار القدس .

رحل ابو جدعان ليلقى ربه يحمل في جسده ثماني رصاصات دفاعا عن القدس والاقصى ، ولم يتاجر بها بحثا عن الاعطيات بل اذدخرها لتكون شاهدة على جهادة دفاعا عن القدس واالمقدسات

رحل مصطفى جدعان وراد الخرشه الملقب ب«ابو جدعان» حرا شامخا، بقي على ثغر من ثغور الأردن، لم توقفه رصاصات استقرت في جسده عن الصمود في موقعه لينجح في تدمير أربع دبابات إسرائيلية خلال مشاركته في معركة اللطرون الشهيرة التي سجل فيها الجيش العربي أروع قصص البطولة والبسالة.

استقبله الراحل الملك الحسين بن طلال رحمه الله بعد بقائه في الاسر لمدة أربعة شهور ليعود الى الخدمة في كتيبته التي اطلق عليها المغفور له اسم «أم الشهداء» وهي كتيبة الحسين الالية الثانية التي استشهد قائدها منصور كريشان ووقع كل افرادها بين اسير وجريح وشهيد فلم ينج من بين 800 ضابط وجندي كانت تتشكل منهم الكتيبة سوى 17 عسكريا وهي الكتيبة التي كلفت بالدفاع عن اسوار القدس القديمة.

اصر قائد الجيش الإسرائيلي «موشيه دايان» على مقابلته ولقائه بعد أن ذاع صيته بين المتحاربين نظرا للصمود البطولي الذي أبداه في أرض المعركة فكان له حديث شهير معه كتبت عنه الصحف الاسرائيلية في حينها وكان ملخص ما قاله لديان: «ترجم يا مترجم، وأسمع يا اعور جيشك جبان، إلك عندنا يوم، والحرب كر وفر، واليوم إلك وبكره عليك ، فكان احد ابطال معركة الكرامة الخالده ليتحقق له ما اراد .


وموضع الرصاصات في جسده مجالا للمزاودة او طلب الامتيازات والاعطيات.

ابو جدعان لم تخفه طائرات ومدافع ودبابات وبنادق العدو وأرسل اليه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حينما كان وزيرا للاعلام في حكومة الرئيس جمال عبدالناصر رسالة بمقالة عبر صفحات صحيفة الاهرام المصرية عقب حرب حزيران حملت عنوان «ان وصلتك صباحا فصباح الخير وان وصلتك مساء فمساء الخير يا ابا جدعان»،


رحل ابوجدعان وترك ارثا من الشرف والرجولة والاخلاص والكرامة تتناقلها الاجيال .