الشرق الاوسط إلى اين !!
في ظل التصعيد القائم في منطقتنا العربية على الساحتين الفلسطينية واللبنانية وتمادي الكيان المحتل في إجرامه مستخدما أشد وافتك الأسلحة برا وبحرا وجوا وفي ظل دعم دولي واسع ومنقطع النظير سياسيا وعسكريا واقتصاديا الأمر الذي زاد من تفجر الأوضاع وأحداث مزيدا من التصعيد والعنف مخلفا دمارا واسعا وعدد كبير من الضحايا وبشكل غير مسبوق وقتل كل سبل العيش الكريم وبشكل متعمد ومقصود ٠
لقد تعددت وسائل وادوات الحرب وظهرت جليا اثناء سير المعارك الأمر الذي ادى الى اختراقات في وسائل الاتصالات واستهداف القادة على مختلف المستويات وتدمير العديد من منصات إطلاق الصواريخ وعدد كبير من الإنفاق واستهداف المستشفايات ورجال الإسعاف والدفاع المدني ورجال الصحافة والاعلام والمراسلين الصحفيين وإغلاق العديد من مكاتب قنوات البث ومصادرة محتوياتها والعبث بها ٠
الجديد في هذه الحرب هو التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير منظومات الردع المختلفة ودخول الذكاء الاصطناعي والامن السيبرالي والتطوير في مجال الطائرات والطائرات المسيرة وزيادة مديات المنظومات الصاروخية وظهور قذائف وزن ٢٠٠٠رطل قادرة على اختراق التحصينات المختلفة وحروب الإنفاق التي أعطت ميزة لمستخدميها على الصمود واطالة أمد الحرب ٠
لقد بذل الاردن مزيدا من الجهد السياسي والدبلوماسي وبرعاية ملكية سامية وعلى فترات زمنية متلاحقة وبدعم شعبي كبير لمساعي جلالة الملك حفظه الله في إنهاء حالة الحرب الدائرة ومخاطبة المجتمع الدولي خوفا من انتشار الفوضى واتساع رقعة الصراع والتي يمكن أن تنزلق المنطقة برمتها في هذا المنعطف الخطير وحدوث حرب اقليمية تلتهم الأخضر واليابس لاسمح الله ٠
كيف لا ونحن نرى ونشاهد ونسمع عن صمت عالمي لم يسبق له مثيل وكان العالم يرغب باستمرار هذه الحرب وسكوت هذا العالم على الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال بالرغم من صدور قرارات من مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدين إسرائيل وتحملها مسؤولية ما يجري وصدور قرارات الجنائية الدوليةالمتعلقة بالعنف المفرط والابادة الجماعيه وصدور قرارات الاعتقال لمجرمي الحرب الصهاينه ومن يقف خلفهم ٠
في هذه الاثناء يستمر الاردن وبتوجيهات من جلالة الملك شخصيا وباشراف حكومي رسمي على تقديم كافة انواع المساعدات ومواد الإغاثة المختلفة لاهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزه وضمن برامج زمنية متواصلة٠
بناءا على الرغبة الملكية السامية كلفت القوات المسلحة الاردنيه وعلى راسها عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة على مواصلة تقديم الجهد الطبي الذي بدورة ترجم توجيهات سيد البلاد بإرسال العديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتقدمة في الضفة الغربية وقطاع غزة وادامتها بالكوادر الطبية المتخصصة والعلاجات اللازمة والمستلزمات الضرورية
وعلى ضوء تطور الأوضاع الامنيه بالمنطقة تبذل القوات المسلحة جهودا كبيره لحفظ حدود الوطن ومن جميع الاتجاهات والسيطرة على المعابر الدولية مع دول الجوار وكما هو عهدنا بوحداتنا العسكرية المقاتلة واجهزتنا الامنية التي نعتز بها وبقادتها والتي هي دائما على اهبة الاستعداد وعلى جاهزية قتالية عالية لمواجهة اي مخاطر او تهديد يمكن أن تتعرض له حدودنا والتي هي خطأ احمر لا نقبل المساس به مهما كلف الثمن ٠فالاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين٠ ولا وجود في كراساتنا وادمغتنا الكلام الذي يقوله أعدائنا ان الاردن وطن بديل فهذا كلام السفهاء والمغرورين وعديمي المسؤولية واصحاب الحماس الزائد فنحن قادرين بإذن الله على تقويض مساعيهم البائدة واحلامهم الزائفة ٠
حمى الله الاردن عزيزا شامخا مهاب الجانب برجالة وجنوده الأوفياء المخلصين في ظل قائدنا الأعلى جلالة الملك المفدى وولي عهده الأمين
اللواء م الدكتور مشهور احمد العبادي