دراسة: معدلات قصر النظر العالمية تصل إلى 40٪ عام 2050

يتوقع تحليل شامل جديد نُشر في المجلة البريطانية لطب العيون أن واحدا من كل ثلاثة أطفال ومراهقين في جميع أنحاء العالم يعاني حاليا من قصر النظر، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الحالات العالمية 740 مليونا بحلول عام 2050.

أصبحت هذه الحالة، التي تؤثر على القدرة على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، مصدر قلق متزايد للصحة العامة، وخاصة في جنوب شرق آسيا.

راجعت الدراسة بيانات من 276 دراسة بحثية وتقارير حكومية شملت أكثر من 5.4 مليون طفل ومراهق في 50 دولة.

وتكشف النتائج عن ارتفاع كبير في انتشار قصر النظر، والذي تضاعف أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 1990، وبحلول عام 2023، كان حوالي 36٪ من الأطفال والمراهقين مصابين بقصر النظر، مقارنة بـ 24٪ في عام 1990، حيث شهد المراهقون أكبر زيادة.

ارتبطت عوامل مثل الجنس الأنثوي، والإقامة في شرق آسيا أو المناطق الحضرية، ومستويات التعليم العالي بارتفاع معدلات قصر النظر، و كان لدى الأطفال في شرق آسيا أعلى معدل انتشار بنسبة 35٪، وكانت المعدلات أعلى في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مقارنة بالدول الأكثر ثراءً.

بالنظر إلى المستقبل، يتوقع الباحثون أنه بحلول عام 2050، ستصل معدلات قصر النظر العالمية إلى 40٪، مدفوعة إلى حد كبير بآسيا، حيث من المتوقع أن يتأثر ما يصل إلى 69٪ من الشباب.

وتتوقع الدراسة أيضا أن تواجه الفتيات والمراهقات أعلى خطر، بمعدلات أعلى بكثير من الأولاد والأطفال الأصغر سنا.

ويشير الباحثون إلى أن جائحة كوفيد-19 ربما ساهمت في ارتفاع حالات الإصابة، حيث تشير الأدلة إلى أن زيادة وقت الشاشة وانخفاض النشاط في الهواء الطلق يؤديان إلى تسريع تدهور الرؤية.

ويشير مؤلفو الدراسة إلى أن "الارتفاع السريع في قصر النظر، وخاصة في شرق آسيا، يمكن أن يعزى إلى زيادة متطلبات التعليم والتحضر".

قصر النظر بين الأطفال والمراهقين سيتجاوز 740 مليون عام 2050

على النقيض من ذلك، قد ترتبط المعدلات المنخفضة في السكان الأفارقة بالتعليم الرسمي في وقت لاحق والتعرض الأقل للأنشطة القريبة.

وتدعو الدراسة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، بما في ذلك الاستراتيجيات الوقائية مثل تعزيز النشاط في الهواء الطلق وتقليل وقت الشاشة للأطفال والمراهقين، لمعالجة العبء العالمي المتزايد لقصر النظر.