إيرانية مهددة بالشلل جراء إطلاق الشرطة النار على سيارتها
باتت امرأة إيرانية تبلغ من العمر 31 عاما، غير قادرة على المشي الآن عقب إطلاق ضباط الشرطة النار عليها وهي تقود سيارتها بجوار بحر قزوين.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن نشطاء إيرانيين قولهم إن الحادثة وقعت في 22 يوليو 2024 عند الساعة الحادية عشرة ليلا بالتوقيت المحلي، عندما كانت، أرزو بدري، وهي أم لطفلين، تقود سيارتها على طريق ساحلي بمقاطعة مازندران شمالي البلاد.
ويقول النشطاء إن الشرطة أمرت بحجز سيارتها بسبب انتهاك سابق لقانون الحجاب في إيران لإظهار شعرها في الأماكن العامة أثناء القيادة.
ولم ترد وزارة الداخلية الإيرانية، التي تشرف على شرطة البلاد، على أسئلة وكالة أسوشيتد برس بشأن إطلاق النار.
وتحتجز السلطات بدري في مستشفى للشرطة في طهران تحت حراسة أمنية مشددة، وتقييد زيارات أسرتها ومنعهم من التقاط صور لها، كما يقول النشطاء. وعلى الرغم من ذلك، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) صورة لبدري هذا الأسبوع، تسلط الضوء على قضيتها.
وأصبح الحجاب نقطة محورية للمظاهرات بعد وفاة الشابة، مهسا أميني، في سبتمبر عام 2022 بعد أيام على احتجازها لدى شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الإسلامي الصارم في البلاد. ووجدت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن أميني توفيت نتيجة "العنف الجسدي" الذي استخدمته الدولة ضدها.
كانت بدري عائدة لمنزلها مع شقيقتها عقب زيارة إلى بيت إحدى الصديقات عندما وقع إطلاق النار على السيارة التي يستقلونها.
ونقل تقرير موجز نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن العقيد في الشرطة، أحمد أميني، قوله إن ضباط الدورية أمروا مركبة ذات نوافذ مظللة بالتوقف، لكنها لم تفعل ذلك.
وفي حين ذكر نشطاء أن بدري لم تتوقف خوفا من مصادرة سيارتها بسبب "عدم الالتزام بقواعد اللباس"، لم يشر العقيد أميني إلى أي انتهاك بشأن الحجاب أو وجود إشعار بحجز المركبة.
ويبدو أن عناصر الشرطة أطلقوا النار أولا على إطارات سيارة بدري، وفقا لمجموعة حقوقية تحدثت إلى أشخاص على علم بإطلاق النار.
وقالت المجموعة الحقوقية إنه بينما واصلت بدري القيادة، أطلق الضباط النار على السيارة؛ حيث اخترقت بعض الطلقات رئتها وألحقت أضرارا بعمودها الفقري.
وبموجب القانون الإيراني، يجب على الشرطة إطلاق طلقة تحذيرية، ثم استهداف منطقة ما تحت الخصر قبل إطلاق رصاصة قاتلة على رأس المشتبه به أو صدره.
وإذا كان المشتبه به يقود السيارة، فعادة ما يستهدف عناصر الشرطة الإطارات أولا.
وقال أحد الناشطين في إيران، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام: "ليس لديها (بدري) أي إحساس من الخصر إلى الأسفل، وقال الأطباء إنه سيتضح في الأشهر المقبلة ما إذا كانت مصابة بالشلل التام".
وأثارت وفاة أميني عام 2022 احتجاجات استمرت أشهرا، في حين شنت السلطات حملة أمنية أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص واعتقال أكثر من 22 ألف شخص، قبل أن تتلاشى تدريجيا.
وبعد المظاهرات الحاشدة، خففت الشرطة من تطبيق قوانين الحجاب، لكنها شددتها مرة أخرى في أبريل بموجب ما أطلقت عليه السلطات "خطة نور".
من جانبه، قال هادي غائمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك: "لقد رفعوا الأمر إلى مستوى الجريمة الأشد خطورة، حيث يُسمح للشرطة بإطلاق النار بقصد القتل". وأضاف: "إنها حقا حرب على النساء".