استبقت الرئاسة الفلسطينية خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، وطالبت الإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري لوقف الحرب على غزة، وأعلنت رفض أي خطة لإدارة قطاع غزة دون موافقة القيادة والشعب الفلسطيني.

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي أن الوقت حان لأن تقوم الإدارة الأمريكية والكونغرس، بالقول لنتنياهو إن عليه وقف الحرب فوراً، "إذا كان هناك إرادة أمريكية حقيقية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، بدلاً من إعطائه الفرصة لتضليل العالم المناهض للحرب”.

وشدد أبو ردينة على أن عمليات الإبادة في قطاع غزة، التي أسفرت حتى الآن عن 140 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى القتل اليومي في الضفة بما فيها القدس، الذي أسفر عن 589 شهيدا بينهم 142 طفلا، واعتقال أكثر من 9700 مواطن، منذ 7 تشرين الأول 2023، وتدمير البنية التحتية في مخيمات جنين ونابلس وطولكرم، "ستجلب المزيد من التوتر ومزيدا من تآكل الفرص، ولن تجلب الأمن والسلام لأحد”.

وقال "إذا كان العالم حريصا على تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، فعليه إجبار حكومة نتنياهو على وقف عدوانها على شعبنا الفلسطيني”، لافتا إلى أن هناك "فرصة محدودة”، لكنها ما زالت في مهب الريح.

وقال "على الإدارة الأمريكية والكونغرس استغلالها لوقف الحرب”.

وأكد أبو ردينة أنه دون وقف إطلاق النار الشامل في الأراضي الفلسطينية كافة، "فإن أي خطة ستوضع لليوم التالي للحرب لن ترى النور، ولن تنجح أية خطة دون موافقة الشعب الفلسطيني وقيادته”.

وقال "على الجانب الأمريكي إدراك حقيقة أن دعمه الأعمى للاحتلال ومده بالسلاح والمال والوقوف بوجه الشرعية الدولية، يحمّله المسؤولية عن الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني”.

وشدد على ضرورة قيام الإدارة الأمريكية بإجبار سلطات الاحتلال على "وقف عدوانها وجرائمها وحربها المجنونة، قبل فوات الأوان”.

وجاءت تصريحات الناطق الرسمي بعد الكشف عن اجتماع جمع الولايات المتحدة، إسرائيل والإمارات في "جلسة سرية” بخصوص خطة "اليوم التالي”.

ووفقا لما أفاد به تقرير إسرائيلي فقد شارك بالاجتماع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بيرت مكجورج، ومن الجانب الإسرائيلي رون درمر والمقرب جدا من نتنياهو وضابطان كبيران.

ونقل موقع القناة "i24news” الإسرائيلي، عن مسؤول إماراتي، قوله إن دولته جاهزة لإرسال قوات للمشاركة بقوة مهام خاصة متعددة الجنسيات لإعادة إعمار غزة وبناء اليوم التالي، لكن لديها عدد من الطلبات، وهي دعوة رسمية من جانب السلطة الفلسطينية لدخول قطاع غزة وتعاونها مع القوة، والتقدم بحل الدولتين وتنفيذ إصلاحات كبيرة في السلطة الفلسطينية، بما يشمل تعيين رئيس حكومة مستقل و”غير فاسد”.