شركات تتنصل من وعودها للحجاج وتسهم في كارثة الوقيات

لا زالت قضية الحجاج الأردنيين بين وفيات ومفقودين تثير اهتمامات الرأي العام الأردني ومواقع التواصل الاجتماعي، وسط تضارب المعلومات والأرقام بشأن الأعداد النهائية لهم. وتسلّمت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إدارة "الأزمة" والبيانات الرسمية، إذ أعلنت عن تسجيل 75وفاة حتى الآن والعثور على 91 حاجا من بين 107 بُلّغ عن فقدانهم. في حين يرقد 22 حاجا على أسرّة الشفاء من بينهم 7 حالات حرجة يجري التنسيق لنقلهم إلى الأردن فور تحسن حالتهم الصحية، .

وزير الأوقاف محمد الخلايلة قال إن الوفيات للحجاج غير النظاميين، ليست معروفة لدى الوزارة لأنهم غير مسجلين في البعثة، وأشار إلى أن الوزارة لا تملك قائمة مسبقة بأسماء ولا أعداد هؤلاء الحجاج.

مبينا أن هؤلاء الحجاج تركز تواجدهم في منطقة المزدلفة، التي تبعد عن مشعر عرفات نحو 20 كيلومترا، وأن السير على الأقدام لهذه المسافة في درجات حرارة وصلت إلى نحو 51 درجة مئوية لا يمكن تحمله.

ويطالب أهالي ونشطاء الحكومة الأردنية بفتح تحقيق موسع في القضية، وحمّل البعض مسؤولية ما جرى، لشركات الحج والعمرة التي أطلقت مئات الحملات بتأشيرات زيارة متعددة المرات، مع إبرام تعهدات بتوفير كل خدمات الحجيج مقابل مبالغ مالية مختلفة، وتعهدات لهم بـالدخول إلى مدينة مكة المكرمة قبل الإغلاقات بـ25 يوما من يوم الوقوف بعرفات، و"تأمين المواصلات إلى مكة ذهابا وإيابا" عدا عن تأمين التفويج الكامل للحملة إلى جبل عرفات ومن ثم إلى المزدلفة والجمرات والإقامة في فنادق مكة المكرمة ، ولم تفي هذه الشركات بتعهداتها او وعودها ، لا سكن ولا مواصلات ولا وجبات ، وتركتهم ليلاقوا مصيرهم .

النيابة العامة اوقفت عددا من اصحابالشركات قيد التحقيق لمعرفة ملابسات تصاريح الزيارة ، والتغرير بالمواطنين ، رغم اعلان السلطات السعودية عن اجراءات مشددة خلال موسم الحج الحالي ، وغرامات تصل الى عشرة الاف ريال .

وبحسب صيغة العقد ، فهو لم يشتمل على أي أحكام قانونية ولا شروطا ملزمة للشركة، بل اشتمل على توقيع وختم لشركة باسم آخر دون إدراج أي معلومات لرحلة الحج لطرفي التعاقد.

الجشع وطمع بعض الشركات الساعية الى الارباح واستغلال المشاعر الدينية اسهم في حدوث هذه الكارثة .