مضحون لا يوزعون اللحم .. ما حكم الشريعة؟
يعتبر توزيع الأضاحي من أهم القواعد التي تميز تقاليد عيد الأضحى المبارك، اذ يقوم المسلمون باختيار الأضحية بما يتوافق مع شروط الشريعة ومن ثم توزيعها بحسب الشروط والسنن المتبعة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إذ أن توزيع لحم الأضحية فرض على كل مسلم يضحي.
ولكن اختلفت بعض العادات المتداولة بين الناس مع ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة، فترى المواطن الذي كان يضحي ويقوم بتوزيع الأضحية على جيرانه واقربائة ويكتفي بإبقاء جزء منها لأهل بيته وعائلته، توجه بالفترة الاخيرة إلى عدم تفريق ولو جزء من الأضحية بل ويكتفي بوليمة لأبنائه على سبيل المثال ويحتفظ بباقي الأضحية لنفسه.. فهل هذا جائز؟
دائرة الافتاء العامة أفادت بما يلي:
"الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله..
السنة في توزيع الأضحية أن تقسم أثلاثاً: يأكل المضحي الثلث، ويهدي الثلث لأقاربه وجيرانه، ويتصدق بالثلث على الفقراء والمساكين، ولا حرج في تغيير هذه القسمة، ويجوز إدخار كامل الأضحية ولكن يجب أن يعطى الفقراء والمساكين من الأضحية ولو يسيرًا (يقدر بكيلو غرام واحد مثلاً)، ويجب أن يرسل اللحم لهم نيئًا ليتصرف فيه من يأخذه بما شاء ويملكه بالقبض، وما زاد على ذلك فهو بالخيار بين توزيعه أو أكله أو دعوة الناس إليه.
ويقول "ابن النقيب" في "عمدة السالك": "يندب أن يأكل الثلث، ويهدي الثلث، ويتصدق بالثلث. ويجب التصدق بشيء وإن قل، والجلد يتصدق به، أو ينتفع به في البيت، ولا يجوز بيعه ولا بيع شيء من اللحم، ولا يجوز له الأكل من الأضحية المنذورة". والله تعالى أعلم.
أما بما يتعلق بصفات الأضحية وفق الشريعة الاسلامية فيجب ان تكون خالية من العيوب بحسب دائرة الافتاء العامة التي قالت: "يشترط في الأضحية أن سليمة من العيوب.. وضابط العيب المؤثر في الأضحية هو: كل عيب ينقص اللحم أو القيمة، فلا تجزئ العوراء ولا العرجاء ولا الجرباء ولا المجنونة، فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أربع لا تجزئ في الأَضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين عرجها، والعجفاء التي لا تنقي) رواه أبو داود. والله تعالى أعلم".
وحول الوقت الأفضل لتوزيع الأضحية، فيقول علماء الدين إن أفضل وقت لتوزيع الأضاحي يكون في أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد أداء صلاة العيد، ويمكن تأجيل التوزيع إلى الأيام اللاحقة من أيام العيد، ولكن من الأفضل توزيعها في أقرب وقت ممكن بعد ذبحها، حيث يساهم التوزيع في إشاعة البهجة والسرور بين جميع الأسر المسلمة، ومشاركة فرحتهم مع الآخرين.