ناشطة أمريكية: لقد غيّر الشعب الفلسطيني العالم
هذه الأمنيات لم تكن مجرد شعارات جوفاء، بل هي أمنية حقيقية تسعى المواطنة الأمريكية تابيثا تابيا التي تبلغ الأربعين من العمر والتي تعيش في مدينة بلفيو في الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيقها عبر مشاركتها في الفعاليات والأنشطة المناصرة للشعب الفلسطيني والمناهضة للجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية خاصة في قطاع غزة.
ولا تخفي الناشطة الأمريكية ألمها من الأكاذيب والمعلومات المضللة التي تنتشر عن شعب فلسطين، معتبرة أن ما يحدث الان مختلف بشكل كبير بعد أن انكشفت الأكاذيب، واستيقظ العالم على أهوال واحتلال شعب فلسطين والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقه.
وتشير تابيا في حديث خاص الى أن كثير من وسائل الاعلام الغربية كانت تخفي الحقائق أو تنشرها بشكل مشوه يسيء لنضال الشعب الفلسطيني، مستطردة أنها تتذكر كيف أن فلسطين لم تكن أبدًا مصدرًا يتم الحديث عنه بشكل كافٍ وصحيح في الأخبار حتى بدأت الثورة مؤخرا وانكشف زيف المزاعم الإسرائيلية التي كانت تروجها بعض وسائل الاعلام الغربية.
وأدت الجرائم والمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة الى انطلاق الفعاليات والمظاهرات المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته المستقلة، ووقف الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.
وتقول الناشطة الأمريكية عندما بدأت الحرب بدأت على الفور بالذهاب إلى المسيرات والأنشطة من أجل فلسطين، كما شاركت في العديد من الاحتجاجات وكذلك زيارة مدير الأسلحة آدم سميث الذي يمثل ولاية واشنطن حيث سافرت إلى واشنطن العاصمة للمشاركة في المسيرة الوطنية من أجل فلسطين، ولقد سافرنا بـ 6 طائرات مختلفة هناك ثم عدنا فقط للبقاء في العاصمة لمدة يوم واحد، معتبرة أن عملها الحقيقي بدأ بالفعل عندما بدأت بوضع يافطات مؤيدة لفلسطين في بلفيو، في واشنطن على الطريق السريع في يناير الماضي.
ولم تسلم الناشطة الأمريكية من هجوم الجماعات المؤيدة للجرائم الصهيونية وجماعات صهيونية حتى تعرضت لهجوم من قبل مجموعات صهيونية حاولت منعها وأصدقائها من إيصال الرسالة المتعلقة بفلسطين، حيث لم يكتفوابمضايقتهم بل وصل الأمر الى حد الاعتداء جسديًا عليهم في أكثر من مناسبة، ومحاولة التأثير على السلطات هناك بالعمل على وقف أنشطتهم الا أنهم لم ينجحوا في ذلك بعد بسبب تكاثف العديد من الأشخاص خاصة من النساء للوقوف ضد الكذب والتضليل الإسرائيلي.
وتقول تابيا: "يشرفني أن أشارك تلك الفعاليات مع أخوات رائعات وجميلات أمثال نادية وأماني وديانا، فلقد كانت هؤلاء النساء أمثلة حقيقية للحب والصداقة إذ علموني ألا أستسلم أبدًا وكيف نقاتل معا من أجل ما هو صحيح فهنأمثلة حقيقية للإنسانية والرحمة. بدونهن لن أكون شيئا، فنحن متحمسون جدًا للوقوف في وجه الإبادة الجماعية وأهوال هذه الحرب كما أننا ملتزمون برؤية فلسطين محررة ولن نتوقف حتى نفعل ذلك.
أما إيثان ابن السيدة تابيثا والذي لم يتجاوز الثامنة من العمر فلم يخف حزنه على قتل الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة والذي دفعه لمشاركة والدته في الأنشطة والفعاليات المؤيدة لفلسطين والمناوئة للاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك مشاركته في المسيرات المؤيدة لفلسطين، وكذلك رفع اليافطات المنددة بالجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وترى تابيا أن ابنها إيثان تشرف بوجود معلمة فلسطينية جميلة تدعى إيمان يحبها ويقدرها حق التقدير وقد ساعدتايثان بطرق لم يفعلها معظم المعلمين وهذا يوضح جمال الشعب الفلسطيني، مذكرة بأنك إذا كنت تشعر بالألم فأنت حي أما إذا كنت تشعر بألم الأخرين فأنت انسان.
ولم تتوقف جهود الناشطة الأمريكية وابنها على المشاركة في الفعاليات والمسيرات الرافضة للجرائم الإسرائيلية بل تقوم بجمع التبرعات لمساعدة بعض العائلات الفلسطينية على النجاة من ويلات الحرب في غزة حيث نجحت في مساعدة عائلة في الوصول لمصر، كما قامت وصديقتهاروزي أمان بجمع الأموال لإجلاء آخرين الا أن الاعتداء الإسرائيلي على مدينة رفح واغلاق معبر رفح عرقل سفرهم خارج القطاع مضيفة أننا نشعر بالرعب كل يوم على سلامتهم ولكن كل ما يمكننا فعله هو الانتظار.
وتستطرد بالقول: لم أتوقع أبدًا أن أقابل أي شخص من غزة، ناهيك عن مساعدة أي شخص على الهروب من غزةبسبب المجازر الاسرائيلية لكنهم أصبحوا عائلتي فلقد تغيرت حياتي للأفضل منذ أن دخل هؤلاء الأشخاصحياتي، فهم بمثابة إخوتي وأنا أحبهم كعائلتي، مضيفة هدفي هو أن أعانقهم شخصيًا يومًا ما. ولن أتخلى أبداً عن هذا الهدف خاصة أنني لست قريبة منهم فحسب، بل إن ابني إيثان مرتبط جدًا بهم أيضًا، إنه يشعر أن لديه إخوة كبار يمكنه أن يتطلع إليهم ويشاركهم حياته يومًا ما، إن شاء الله.
وبدأت السيدة الأمريكية وابتها مؤخرا بدراسة تعاليم الإسلام موضحة أنها بدأت دراسة القرآن قبل حوالي شهر من الحرب بعد أن تركت المسيحية منذ حوالي 5 سنوات لأسباب مختلفة، موضحة أنها كانت تؤمن دائمًا بإله واحد.
وقالت يشرفنا أن نخدم ونقف على الجانب الصحيح من التاريخ وأن تكون هناك نماذج مذهلة للقيادة والحب تحيط بي، فلولا الكثير من الأصدقاء المسلمين والفلسطينيين أمثال روزي، وحسام، ومحمود، وأماني، وديانا، وناديا، وغيرهم الكثير، لم أكن لأكون حيث أنا اليوم معربة عن امتنانها لهم جميعا.
وتوجهت بالشكر والتقدير الى دولة فلسطين لأنها أظهرت للعالم كيف تبدو الشجاعة الحقيقية والإيمان والحب.
الاسم: العمر: 40 المدينة: بلفيو، واشنطن (سياتل) الاسم: إيثان تابيا العمر: 8 سنوات نفس مدينتي، تعلمت عن فلسطين لأول مرة عندما كان عمري 10 سنوات. على مدار الثلاثين عامًا الماضية،.