اكتشاف يشكل ثورة في مستقبل السفر للفضاء

 

بعد أشهر على توثيق فريق من العلماء الأستراليين التقاط الرادار لإشارات صوتية، كشفت "الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء – ناسا"، عن تلقي الأرض إرسالاً ضوئياً كنوع من الليزر عن بُعد ملايين الكيلومترات.

 

وكشفت ناسا أن مركبة الفضاء Psyche التابعة لها، حطمت رقماً قياسياً من خلال إرسال أشعة ليزر إلى الأرض من على بُعد 225 مليون كيلومتر فضائي، وهو ما يمكن أن يكون له آثار إيجابية كبيرة على مستقبل السفر إلى الفضاء.

وفي متابعة للاكتشاف العلمي، نشرت صحيفة "نيويورك بوست" تفاصيل بيان أطلقته ناسا أوضحت فيه أن المركبة الفضائية تبعد عن الأرض بما يعادل مرة ونصف المرة أكثر من المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس.

ومن المعروف علمياً أن كوكب الأرض يبعد عن الشمس (149.600.000 كم)، وهي نفس المسافة التي تقطعها سرعة الضوء بـ8.3 دقائق فقط.

علامة فارقة

اعتبرت قائدة عمليات المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا" في جنوب كاليفورنيا ميرا سرينيفاسان أن هذه الاكتشاف يشكّل علامة فارقة مهمة في مستقبل السفر للفضاء، لأنه يظهر يثبت أن الاتصالات الضوئية قابلة للتفاعل مع موجات الراديو للمركبة الفضائية".

ولفتت إلى أن مركبة الفضاء Psyche، كانت مهمتها الأساسية استكشاف "16 Psyche"، وهو الكويكب الذي أخذت منه اسمها، من خلال توجيهها عبر الذكاء الاصطناعي المحرك للعديد من مهام الروبوت فيها.

 

سرعة اتصال رهيبة

أرادت وكالة ناسا إظهار إمكانية إجراء اتصالات الليزر عبر المسافات بين النجوم، مما يسمح باتصال أسرع بكثير - أسرع من 10 إلى 100 مرة مما هو متاح اليوم - بين البشر والمركبات الفضائية التي ترسل إلى الفضاء.

وكان لهذا الإنجاز أهمية خاصة، فإلى جانب إرسال رسالة الليزر لمسافة بعيدة وقياسية، تمكنت ناسا أيضاً من نقل البيانات الفعلية التي جمعتها المركبة الفضائية، حسب ما قالت قائدة الفريق العلمي.

وأوضحت أن العلماء المشاركين قاموا بنقل حوالى 10 دقائق من بيانات المركبة الفضائية، ووصلت هذه البيانات واضحة جداً، وبشكل أسرع بكثير من قبل.

 

تجارب سابقة

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أرسلت "ناسا" المركبة Psyche إلى مسافة 16 مليون كلم بعيداً عن الأرض، في رحلة تجريبية دون تجميع معلومات حقيقية.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024، أرسلت المركبة بيانات جديدة من مسافة 30 مليون كلم، بمعدل سرعة كبيرة بلغ 267 ميغابايت في الثانية، ليبقى الإرسال الأحدث والأسرع الذي كشفت عنه "ناسا" أمس.

ومن المقرر أن تطير مركبة الفضاء حول الكوكب الأحمر "المريخ" بحلول عام 2026، ومن ثم ستطير نحو وجهتها الرئيسية "16 Psyche"، والتي من المفترض أن تصلها بحلول عام 2029.