خبراء ومتخصصون يحذرون من انتشار الجرائم السيبرانية العابرة للحدود
حذر خبراء ومتخصصون من انتشار الجرائم السيبرانية العابرة للحدود، وتزايدها إلى الدرجة التي أصبحت تغزو الأسرة في عقر دارها بسبب سوء استخدام الهواتف الذكية والإنترنت في حياتنا اليومية.
وقال عدد من الخبراء والمتخصصين في الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الحكومة والشركات الأردنية لم تتوان يوما قط عن تطبيق تدابير الأمن السيبراني المصممة للتصدي لخطر المحتالين الإلكترونيين ولصوص الهوية، ومع ذلك كان هناك من يقع أسيرا لهذه المخاطر.
فتاة تبلغ من العمر 16 عاما لم تكن تعلم أنها عندما قامت بتحميل تطبيق للألعاب الإلكترونية، بأنه سيكون بابا كبيرا للابتزاز الإلكتروني، بعد أن تعرفت على شاب عبر المشاركة في بعض الألعاب على التطبيق، ثم ما لبث أن طلب منها التعارف عن طريق الواتس أب، واستمرت المحادثات بينهما لمدة 3 أشهر.
تقول الفتاة "عرض علي الشاب الارتباط، ولكنني ما زلت صغيرة، فطلبت منه ألا يحدثني مرة أخرى، وكنت قد أرسلت له صورتين عاديتين، ولكن هذا لم يقلل من خوفي بعدما هددني المبتز بنشر صوري على الإنترنت إذا تركته”.
وتضيف، "طلب الشاب مني مبلغ 150 دينارا مقابل عدم نشر صوري، لكني أبلغت أختي، وقمت بحظر رقمه، ثم فوجئت بعد أيام أن هناك رقما غير معروف يؤكد صاحبه أن صوري معه، وسينشرها على جميع صفحات التواصل الاجتماعي في المنطقة التي تسكن بها، لكنني لم اخف هذه المرة حيث قلت له "أهلي يعرفون، انشر الصور”.
يقول عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الردايدة إن الابتزاز هو أحد صور الجريمة الإلكترونية التي تقوم على تهديد الضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين، مشيرا إلى أن من أهم أسباب الابتزاز الإلكتروني الأمور المادية والثقافية والسياسية والأمنية والنفسية والشخصية، وتتنوع أشكالها بين جرائم الابتزاز والسرقة والتشهير من خلال استخدام الصور والفيديوهات المصورة والتسجيلات الصوتية كوسائل بين يدي المبتز.
وأضاف إن التهاون في إرسال صور عبر الرسائل أو البريد الإلكتروني أو حفظ صور في ذاكرة الهاتف، وعدم إزالتها عند بيع الجهاز يمكن المبتز حين يملك تلك الصور من الضغط على صاحبها وابتزازه في تحقيق غاياته.
وقال المتخصص في علم شبكات الحاسوب والأمن السيبراني بجامعة اليرموك الدكتور عدنان الرواشدة إن جرائم الابتزاز تكاثرت بسبب التطورات العلمية والتكنولوجية، ما أدى إلى تطور الأساليب الإجرامية معها نتيجة استخدام تقنيات لم تكن معروفة من قبل، وتطويع تلك التقنيات الحديثة في ارتكاب الجريمة تخطيطا وإعدادا وتنفيذا.