عبيدات يخطط لأضخم مسيرة والإسلاميون يحذرون..!
جراءة نيوز - عمان:
التسخين السياسي والإعلامي الذي يمارسه رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات له ما يبرره عمليا خصوصا وأنه يتزامن مع تسخين سياسي على جبهة الحركة الإسلامية التي حذرت أمس النظام من مآلات لا يحمد عقباها.
تحذير الإسلاميين جاء عبر تصريح لمجلس شورى جبهة العمل الإسلامي ينتقد فيه تلكؤ النظام بخصوص الإصلاح السياسي محذرا من زيادة الإحتقان الشعبي والوصول إلى أمور لا تحمد عقباها على حد تعبير التصريح.
فوق ذلك تعهد شورى الجبهة التي تتبع الأخوان المسلمين بإستمرار الحراك حتى ينجز الإصلاح الحقيقي مطالبا بحكومة إنقاذ وطني.
..عمليا صدر التحذير الأشد لهجة بالنسبة لحزب الجبهة في الوقت الذي تصدر فيه شريك الإسلاميين الأساسي رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات المشهد السياسي عدة مرات الأسبوع الماضي حينما سارع لرأب {صدع} قديم بين جبهته والإسلاميين قبل دخوله في الإستعدادات للمسيرة الأضخم التي ستنظم تحت إيقاع رفع الأسعار.
قرار مطبخ الأخوان المسلمين واضح هذه المرة وهو ترك المايكروفون والإدارة قبيل المسيرة التي يقال أنها الأضخم في مستوى الحراك الشعبي بيد عبيدات ومجموعته فالرجل لا زال المعارض الأكثر نفوذا وتأثيرا في الواقع الوطني كفرد بعيدا عن الإسلاميين.
عبيدات وخلافا لما يروجه بعض خصومه لا يبدو مهتما بالحسابات الشخصية فهو يعلن بأنه يسعى لإنقاذ النظام من نفسه لكنه وجوده على رأس مسيرة مقلقة جدا قال الإسلاميون أنهم سيحشدون لها كما لم يفعلوا من قبل سيكون حدثا بحد ذاته يختبر الكثير من المسائل والإعتبارات.
وهذه المسيرة إختار لها المنظمون منطقة في غاية التعقيد والحيوية بمحاذاة مخيم الحسين للاجئين الفلسطينيين وبين دواري الداخلية والحسين في قلب العاصمة وفي وسط منطقة تحمل عمليا إسم الملك الراحل حسين بن طلال ردا فيما يبدو على إتخاذ حكومة الرئيس عبدلله النسور لقرار رفع الأسعار الشهير في ذكرى ميلاد الملك الراحل منتصف الشهر الحالي.
الأهم أنها مسيرة تعقد في ظل إرتفاع حاد في سقف الهتافات والمطالبات بدأ يطال النظام وليس الحكومة أو رئيسها كما كان يحصل في الماضي, الأمر الذي دفع النسور شخصيا لمطالبة الحراكيين بتوجيه هتافاتهم وشعاراتهم له شخصيا بإعتباره المسئول الأول والأخير عن قرار رفع الأسعار وليس مؤسسة القصر الملكي أو المستوى الأمني.
ورغم ان مجموعة عبيدات أعلنت مسبقا بان مسيرتها المقبلة الضخمة ستنظم تحت شعار تجديد الدعوة للأصلاح والتنديد برفع الأسعار إلا أن (إنفلات) الهتافات مسألة متوقعة بحسب بوصلة إتجاهات الشارع في الأونة الأخيرة.
هذه المسيرة تحديدا قد تشكل نقطة التلاقي المثيرة بين كثافة الإسلاميين العددية وتعبيرهم السياسي المنظم وبين عناصر الثقل في إعتراضات شخصيات الشمال, الأمر الذي يعتبر المنطقة الأكثر حساسية في مسيرة من هذا النوع فعبيدات رمزيا لا زال يشكل الرقم الأصعب في مناطق الشمال رغم أنه يشارك في مسيرات العاصمة عمان منذ عام 1994.
فوق ذلك قد تعمل المسيرة المنتظرة على تجديد روح الحراك ما دامت سلمية بالرغم من محاولات محاكمة العشرات من الحراكيين مؤخرا وهو حسب المراقبين الهدف الباطني لهذا النشاط الذي تم تأخيره قصدا إلى نهاية الشهر الجاري حتى تستقر الأوضاع العامة في البلاد وتهدأ إحتجاجات الأسعار حتى يتمكن الطرفان- عبيدات والأخوان- من إعادة إنعاش مطالبات الإصلاح السياسي.
وهو الأمر الواضح في البيان الأخير لشورى الأخوان المسلمين وهو بيان يمكن القول في حال إضافته لتصريحات عبيدات الأخيرة في النقابات المهنية وغيرها بأنه يمهد لمسيرة الجمعة المقبلة التي تعتبر ميزانا لإستعراض القوى في الشارع بعد رفع الأسعار.القدس العربي